العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-06-2010, 07:18 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

Lightbulb من أخلاقنا الجميلة -التواضع



من أخلاقنا الجميلة
{
التواضع
}
*يحكى أن ضيفًا نزل يومًا على الخليفة عمر بن عبد العزيز
،
وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح ، فقام الخليفة عمر بنفسه فأصلحه ،
فقال له الضيف :
يا أمير المؤمنين ، لِمَ لَمْ تأمرني بذلك ، أو دعوت من يصلحه من الخدم
،
فقال الخليفة له :
قمتُ وأنا عمر ، ورجعتُ وأنا عمر ما نقص مني شيء ، وخير الناس عند الله من كان متواضعًا
.

*يحكى أن
أبا بكر الصديق
رضي الله عنه كان يحلب الغنم لبعض فتيات المدينة ،
فلما تولى الخلافة قالت الفتيات :
لقد أصبح الآن خليفة ، ولن يحلب لنا
،
لكنه استمر على مساعدته لهن ، ولم يتغير بسبب منصبه الجديد .
وكان
أبو بكر
رضي الله عنه يذهب إلى كوخ امرأة عجوز فقيرة ،
فيكنس لها كوخها ، وينظفه ، ويعد لها طعامها ، ويقضي حاجتها .
وقد خرج رضي الله عنه يودع جيش المسلمين الذي سيحارب الروم بقيادة
أسامة بن زيد
رضي الله عنه ؛
وكان أسامة راكبًا ، والخليفة أبو بكر يمشي ،
فقال له أسامة :
يا خليفة رسول الله، لَتَرْكَبَنَّ أو لأنزلنَّ
،
فقال أبو بكر :
والله لا أركبن ولا تنزلن، وما على أن أُغَبِّرَ قدمي ساعة في سبيل الله
.

*وقد حمل أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب
رضي الله عنه الدقيق على ظهره ،
ويذهب به إلى بيت امرأة لا تجد طعامًا لأطفالها اليتامى ، ويشعل النار ،
ويظل ينفخ حتى نضج الطعام ، ولم ينصرف حتى أكل الأطفال وشبعوا .
*ويحكى أن رجلا من بلاد الفرس جاء برسالة من كسرى ملك الفرس إلى الخليفة عمر،
وحينما دخل المدينة سأل عن قصر الخليفة ، فأخبروه بأنه ليس له قصر فتعجب الرجل من ذلك ،
وخرج معه أحد المسلمين ليرشده إلى مكانه . وبينما هما يبحثان عنه في ضواحي المدينة ؛
وجدا رجلا نائمًا تحت شجرة ، فقال المسلم لرسول كسرى :
هذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
.
فازداد تعجب الرجل من خليفة المسلمين الذي خضعت له ملوك الفرس والروم ،
ثم قال الرجل :
حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر
.
وقد صور الشاعر حافظ إبراهيم هذا الموقف بهذه الأبيات الشعرية الرائعة :
وَرَاعَ صَاحِبَ كِسْرَى أَنْ رَأَى عُمَراً ... بَيْنَ الرَّعِيَّـةِ عُطْـلاً وَهْـوَ رَاعِيْهَا
وَعَـهْدُهُ بِمُلُـوكِ الفُرْسِ أَنَّ لَهَــــــــــــــا سُوْراً مِنْ الجُنْدِ وَالحُرَّاسِ يَحْمِيْـهَا
رَآهُ مُسْتَغْـرِقـاً فِي نَوْمِهِ فَـرَأَى فِيْــــــــــــــــــــه ِ الجَلاَلَةَ فِـي أَسْمَى مَعَانِيْـهَا
فَوْقَ الثَّرَى تَحْتَ ظِلِّ الدَّوْحِ مُشْتَمِـلاً ... بِبُرْدَةٍ كَـادَ طُـوْلِ العَهْدِ يُبْلِيْهَـــــــا
فَهَـانَ فِي عَيْنِهِ مَا كَانَ يُكْبِـرُهُ مِـــــــــــــــــــــــ ـــنَ الأَكَاسِرَ وَالدُّنْيَـا بِأيْدِيْــهَا
وَقَـالَ قَـوْلَةَ حَقٍّ أَصْبَحَتْ مَثَــــــــــلاً ..... وَأَصْبَحَ الجِيْلُ بَعْدَ الجِيْلِ يَرْوِيْـــهَا
أَمِنْتَ لَمَّا أَقَمْتَ العَـدْلَ بَيْنَهُمُـــــــــــو ... فَنِمْتَ نَوْمَ قَرِيْرِ العَيْـنِ هَانِيْــــــهَا


*جلست قريش تتفاخر يومًا في حضور سلمان الفارسي
، وكان أميرًا على المدائن ،
فأخذ كل رجل منهم يذكر ما عنده من أموال أو حسب أو نسب أو جاه ،
فقال لهم سلمان:
أما أنا فأوَّلي نطفة قذرة ، ثم أصير جيفة منتَنة ، ثم آتي الميزان ، فإن ثَقُل فأنا كريم ، وإن خَفَّ فأنا لئيم
.
*
ما هو التواضع ؟


التواضع هو عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس ،
بل على المسلم أن يحترم الجميع مهما كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منزلة منه
.
وقد أمرنا الله -تعالى- بالتواضع، فقال :
{
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
}
الشعراء 215 ؛ أي تواضع للناس جميعًا .
وقال تعالى :
{
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
}
القصص 83
وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع ، فقال :
أن تخضع للحق وتنقاد إليه، ولو سمعته من صبي قبلتَه، ولو سمعتَه من أجهل الناس قبلته
.
وقد قال أبو بكر -رضي الله عنه-:
لا يحْقِرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله كبير
.
وكما قيل:
تاج المرء التواضع
.
تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم :

خير الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بين أن يكون عبدًا رسولا ، أو ملكًا رسولا ،
فاختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عبدًا رسولا ؛ تواضعًا لله عز وجل .
والتواضع من أبرز أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ، والنماذج التي تدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم كثيرة ، منها :
أن السيدة عائشة رضي الله عنها سُئِلَتْ :
ما كان النبي يصنع في أهله
؟
فقالت :
كان في مهنة أهله (يساعدهم) فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة
.
البخاري
وكان يحلب الشاة ، ويخيط النعل ، ويُرَقِّع الثوب ، ويأكل مع خادمه ،
ويشتري الشيء من السوق بنفسه ، ويحمله بيديه ،
ويبدأ من يقابله بالسلام ويصافحه ، ولا يفرق في ذلك بين صغير وكبير أو أسود وأحمر أو حر وعبد ،
وكان صلى الله عليه وسلم لا يتميز على أصحابه ، بل يشاركهم العمل ما قل منه وما كثر .
وعندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة ، دخلها صلى الله عليه وسلم خافضًا رأسه تواضعًا لله رب العالمين ، حتى إن رأسه صلى الله عليه وسلم كادت أن تمس ظهر ناقته .
ثم عفا صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة وسامحهم وقال لهم : (اذهبوا فأنتم الطلقاء)
سيرة ابن هشام

أنواع التواضع :


والتواضع يكون مع الله ومع رسوله ومع الخلق أجمعين ؛
فالمسلم
يتواضع مع الله
بأن يتقبل دينه ، ويخضع له سبحانه ، ولا يجادل ولا يعترض على أوامر الله برأيه أو هواه ،
و
يتواضع مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بأن يتمسك بسنته وهديه ، فيقتدي به في أدب وطاعة ، ودون مخالفة لأوامره ونواهيه .
والمسلم
يتواضع مع الخلق
بألا يتكبر عليهم ، وأن يعرف حقوقهم ، ويؤديها إليهم مهما كانت درجتهم ، وأن يعود إلى الحق ويرضى به مهما كان مصدره .
فضل التواضع :

التواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس ، وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس ،
وينشر الترابط بينهم ، ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس ،
وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا المولى سبحانه .
التواضع محمود شرعا وطبعا :


عن نصيح العنسي عن ركب المصري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{
طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ فِي غَيْرِ مَنْقَصَةٍ ، وَذَلَّ فِي نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَأَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ ، وَرَحِمَ أَهْلَ الذُّلِّ وَالْمَسْكَنَةِ ، وَخَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ طُوبَى لِمَنْ طَابَ كَسْبُهُ وَصَلُحَتْ سَرِيرَتُهُ ، وَكَرُمَتْ عَلَانِيَتُهُ ، وَعَزَلَ عَنْ النَّاسِ شَرَّهُ طُوبَى لِمَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ
}
رواه الطبراني
وقد حسنه أبو عمر النمري وغيره . وروى ابن ماجه وابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
{
مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ دَرَجَةً يَرْفَعُهُ اللَّهُ دَرَجَةً حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ وَمَنْ تَكَبَّرَ عَلَى اللَّهِ دَرَجَةً يَضَعُهُ اللَّهُ دَرَجَةً حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَسْفَلِ سَافِلِينَ
}
زاد ابن حبان :
{
وَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَعْمَلُ فِي صَخْرَةٍ صَمَّاءَ لَيْسَ عَلَيْهَا بَابٌ وَلَا كُوَّةٌ لَخَرَجَ مَا غَيَّبَهُ لِلنَّاسِ كَائِنًا مَا كَانَ
} .
أخرج الإمام أحمد والبزار ورواتهما محتج بهم في الصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا أعلمه إلا رفعه قال :
{
يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : مَنْ تَوَاضَعَ لِي هَكَذَا ، وَجَعَلَ يَزِيدُ بَاطِنَ كَفِّهِ إلَى الْأَرْضِ وَأَدْنَاهَا رَفَعْتُهُ هَكَذَا ، وَجَعَلَ بَاطِنَ كَفِّهِ إلَى السَّمَاءِ وَرَفَعَهَا نَحْوَ السَّمَاءِ
} .
ورواه الطبراني بلفظ :
{
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ أَيُّهَا النَّاسُ تَوَاضَعُوا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ قَالَ انْتَعِشْ نَعَشَك اللَّهُ فَهُوَ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ عَظِيمٌ وَفِي نَفْسِهِ صَغِيرٌ ، وَمَنْ تَكَبَّرَ قَصَمَهُ اللَّهُ وَقَالَ اخْسَأْ فَهُوَ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ صَغِيرٌ وَفِي نَفْسِهِ كَبِيرٌ
}
وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْبَزَّارُ بِنَحْوِهِ وَإِسْنَادُهُمَا حَسَنٌ
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
{
مَا مِنْ آدَمِيٍّ إلَّا فِي رَأْسِهِ حَكَمَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ ، فَإِذَا تَوَاضَعَ قِيلَ لِلْمَلَكِ ارْفَعْ حَكَمَتَهُ ، وَإِذَا تَكَبَّرَ قِيلَ لِلْمَلَكِ ضَعْ حَكَمَتَهُ
}
وقال الحافظ المنذري :
الْحَكَمَةُ بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْكَافِ هِيَ مَا يُجْعَلُ فِي رَأْسِ الدَّابَّةِ كَاللِّجَامِ وَنَحْوِهِ
.
والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة مرفوعا :
{
مَنْ تَوَاضَعَ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ رَفَعَهُ اللَّهُ . وَمَنْ ارْتَفَعَ عَلَيْهِ وَضَعَهُ اللَّهُ
} .
وذكر ابن عبد البر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{
لَا حَسَبَ إلَّا فِي التَّوَاضُعِ ، وَلَا نَسَبَ إلَّا بِالتَّقْوَى ، وَلَا عَمَلَ إلَّا بِالنِّيَّةِ ، وَلَا عِبَادَةَ إلَّا بِالْيَقِينِ
} .
وفي الآداب الكبرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
{
مَنْ عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَلْيَطْلُبْ بِالتَّوَاضُعِ شُكْرَهَا ، فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ شَكُورًا حَتَّى يَكُونَ مُتَوَاضِعًا
} .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه :
"
إنَّ مِنْ التَّوَاضُعِ الرِّضَا بِالدُّونِ مِنْ شَرَفِ الْمَجْلِسِ ، وَأَنْ تُسَلِّمَ عَلَى مَنْ لَقِيتَ
"
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
{
مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ
}
مسلم
وقال الله صلى الله عليه وسلم :
(
إنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا ، حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ ، وَلَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ
)
مسلم
وقال الشاعر:
إذا شــِئْتَ أن تَـزْدَادَ قَـدْرًا ورِفْـــعَــةً ... فَلِنْ وتواضعْ واتْرُكِ الْكِبْـرَ والْعُجْـــبَا
وقال ابن المبارك :
" كَانَ يُقَالُ :
الْغِنَى فِي النَّفْسِ ، وَالْكَرَمُ فِي التَّقْوَى ، وَالشَّرَفُ فِي التَّوَاضُعِ
" .
وكان سليمان بن داود عليه السلام يجلس في أوضع مجالس بني إسرائيل ويقول :
مِسْكِينٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ مَسَاكِينَ
.
وكان يقال :
ثَمَرَةُ الْقَنَاعَةِ الرَّاحَةُ ، وَثَمَرَةُ التَّوَاضُعِ الْمَحَبَّةُ
.
وقال لقمان لابنه :
يَا بُنَيَّ تَوَاضَعْ لِلْحَقِّ تَكُنْ أَعْقَلَ النَّاسِ
.
وقال بعض الحكماء :
إذَا سُئِلَ الشَّرِيفُ تَوَاضَعَ ، وَإِذَا سُئِلَ الْوَضِيعُ تَكَبَّرَ
.
وقال بزرجمهر :
وَجَدْنَا التَّوَاضُعَ مَعَ الْجَهْلِ وَالْبُخْلِ ، أَحْمَدَ مِنْ الْكِبْرِ مَعَ الْأَدَبِ وَالسَّخَاءِ
.
وقال ابن السماك للرشيد :
تَوَاضُعُك فِي شَرَفِك أَفْضَلُ مِنْ شَرَفِك
.
وقال بعض الشعراء :
الْكِبْرُ ذُلٌّ وَالتَّوَاضُعُ رِفْعَـــــــةٌ ...وَالْمَزْحُ وَالضَّحِكُ الْكَثِيرُ سُقُوطُ
وَالْحِرْصُ فَقْرٌ وَالْقَنَاعَةُ عِزَّةٌ ... وَالْيَأْسُ مِنْ صُنْعِ الْإِلَهِ قُنُـــــوطُ

وقيل : التَّوَاضُعُ سُلَّمُ الشَّرَفِ
.
وقال مجاهد : "
إنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَغْرَقَ قَوْمَ نُوحٍ شَمَخَتْ الْجِبَالُ ، وَتَوَاضَعَ الْجُودِيُّ فَرَفَعَهُ فَوْقَ الْجِبَالِ وَجَعَلَ قَرَارَ السَّفِينَةِ عَلَيْهِ فَسُبْحَانَ مَنْ تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّةِ جَبَرُوتِ عَظَمَتِهِ ، وَخَضَعَ لِجَلَالِ عَظِيمِ حِكْمَتِهِ
"
التكبر :

لا يجوز لإنسان أن يتكبر أبدًا؛ لأن الكبرياء لله وحده ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث القدسي :
(
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ
)
مسلم وأبو داود والترمذي
فالإنسان المتكبر يشعر بأن منزلته ومكانته أعلى من منزلة غيره؛ مما يجعل الناس يكرهونه ويبغضونه وينصرفون عنه ،
كما أن الكبر يكسب صاحبه كثيرًا من الرذائل، فلا يُصْغِي لنصح ، ولا يقبل رأيا، ويصير من المنبوذين .
قال الله -تعالى-:
{
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّك لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
}
لقمان 18
وتوعد الله المتكبرين بالعذاب الشديد ، فقال :
{
سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
}
الأعراف 146
وقال تعالى : {
كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ
} غافر 35
والله تعالى يبغض المتكبرين ولا يحبهم ، ويجعل النار مثواهم وجزاءهم ،
يقول تعالى: {
إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ
} النحل 23
ويقول تعالى : {
أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ
} الزمر 60
صور التكبر :

ومن الناس من يتكبر بعلمه
، ويحتقر غيره، ويغضب إذا رده أحد أو نصحه ، فيهلك نفسه ، ولا ينفعه علمه ،
ومنهم من يتكبر
بحسبه ونسبه
، فيفتخر بمنزلة آبائه وأجداده ، ويرى الناس جميعًا أقل منزلة منه ؛ فيكتسب بذلك الذل والهوان من الله .
ومن الناس من يتكبر
بالسلطان والجاه والقوة
فيعجب بقوته ، ويغتر بها ، ويعتدي ويظلم ، فيكون في ذلك هلاكه ووباله .
ومنهم من يتكبر
بكثرة ماله
، فيبذِّر ويسرف ويتعالى على الناس ؛ فيكتسب بذلك الإثم من الله ولا ينفعه ماله.
جزاء المتكبر :

حذَّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الكبر، وأمرنا بالابتعاد عنه؛ حتى لا نُحْرَمَ من الجنة فقال :
{
لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ
}
مسلم وأبو داود والترمذي
وقد خسف الله الأرض برجل لتكبره ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
{
بينما رجل يمشي في حُلَّة (ثوب) تعجبه نفسه، مُرَجِّل جُمَّتَه (صفف شعر رأسه ودهنه) ، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة
)
متفق عليه
ويقول صلى الله عليه وسلم :
(
يُحْشَرُ المتكبرون يـوم القيامة أمثـال الذَّرِّ (النمل الصغير) في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بُولُس، تعلوهم نار الأنيار، يُسقَون عصارة أهل النار طِينَةَ الخبال
)
الترمذي
ويقول صلى الله عليه وسلم : (
حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه
)
البخاري
فليحرص كل منا أن يكون متواضعًا في معاملته للناس، ولا يتكبر على أحد مهما بلـغ منـصبه أو مالـه أو جاهه؛ فإن التواضع من أخلاق الكرام، والكبر من أخلاق اللئام، يقول الشاعر:
تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــرِ ... على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ
ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــــهِ ... على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ.



منقول







آخر مواضيعي 0 أوقات استجابة الدعاء
0 الكابينت اتخذ قرارا بالرد على هجوم إيران
0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
رد مع اقتباس
قديم 08-06-2010, 07:56 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: من أخلاقنا الجميلة -التواضع

الســــــــــلام عليكم

أحمــــــــــد
بارك الله فيك على الطـــرح الرااائع والقيــم

وجزاك الله خير الجزاء

وأنالك الله ماتتمنى بالدنيا والآخره
وأثابك الله وجعلها بميزان حسناتك
دمت في رعـاية الله







آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 08-06-2010, 10:23 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: من أخلاقنا الجميلة -التواضع

أن التواضع من أبرز الصفات النبيلة التي تعطي لصاحبها الرفعة الحقيقية والمنزلة السامية عند الخالق والمخلوق

وقوله سبحانه :
( وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً )








آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
قديم 08-06-2010, 10:25 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: من أخلاقنا الجميلة -التواضع

اخى احمد
سلمت على الطرح القيم
اثابك المولى تعالى
بورك فكرك الروحانى
دمت بخير ورضى الرحمن عنك







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 08-07-2010, 10:14 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: من أخلاقنا الجميلة -التواضع


أحمــدإسمــاعيــل...جزاكـ اللهـ خـير
وجـعلهـ في مـيزان حسـناتكـ دمـت ودام عطائكـ
ودائـما بأنتظار جديدكـ الـشيق
لكـ خالـص شـكري وتقديـري
اعـذب التـحاــيا لكـ







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 08-08-2010, 01:17 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
مرح الحلوه

الصورة الرمزية مرح الحلوه

إحصائية العضو







مرح الحلوه غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: من أخلاقنا الجميلة -التواضع

السلام عليكم
أخي الفاضل...أحمد
بارك الله فيك
على هذا الطرح الرااااائع والقيم
جعله الله في موازين حسناتك
وجزاك الله خير الجزاء






آخر مواضيعي 0 كتالوج ايكيا2011 الجديد
0 صلـوا كما رأيـتمـوني أُصلي
0 مقابله مع الشيخ قوقل
0 أجمـل وأفضـل وأسوأ وأصعب مآفـي الحيـآهـ
0 فوائد المر
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator