أوجه الآباء على أمر مهم بل هو في نظري في غاية الأهمية ألا وهو تربية الصبي على الشجاعة :
1= عدم رؤية الأفلام المرعبة ولو كانت قليلة التخويف فالخوف له عواقب وخيمة على طفلك فلا يرى مثل هذا أبدا
2= عدم مشاهدة أفلام الكرتون إلا ماندر وأفاد والقليل مفيد- بعد تأكدك من مناسبتها لطفلك رجل المستقبل
3= علمه كيفية الضرب والمنازلة ولو معك على السرير في غرفتك وقل له أنت بطل غلبت والدك
4= قل له هذه المضاربة والقوة في وجه الأعداء توجه ـــ أعداء الله ــ
5= أحضر له الألعاب التي تعلمه الشجاعة واصحبه معك للملاهي وراقبه واجعله يعتمد على نفسه
6= إن خاف اركب معه وأره الآخرين وكيف هم شجعان ؟
7= علمه ركوب الخيل والسباحة والرماية فهذه الثلاثة أعظم ما يكسب المسلم الشجاعة
8= دربه على ألعاب الجمباز على مرتبة أو وسادة تحت إشرافك
9= دائما ذكره بأننا لابد أن نكون أقوياء لكي نتغلب على أعداء الله
10= حببه في كل المسلمين وقل له : المسلم يحب الله حبا كثيرا ويحبه الله، المسلم يحب كل المسلمين أبيضهم وأسودهم كبيرهم وصغيرهم ذكورهم وأنثاهم كلهم إخواننا نسعد بسعادتهم ونشقي بشقائهم ونرضى بنصرهم فهم منا ونحن منهم ،
وقل لأولادك : كبير المسلمين مثل أبيك وصغيرهم مثل أخيك تماما
وقل له كلما ازددت لهم حبا أحبك الله وأدخلك الجنة
11= ادفعه دائما للتعبير عن رأيه
12= لا تهمل قوله إياك ــ أيها الوالد الحبيب ــ أن تفعل هذا
13= استمع إليه بعناية
تذكر دائما أنك على ثغر من ثغور الإسلام بتربيتك هذا الغلام وتذكر الحكمة التي تقول ((( الطفل رجل في ثياب صغير )))
إن رزقك الله غلاما أو فتاة فقد أعطاك الله نعمة عظيمة وهذه النعمة تحتاج إلى شكر دائم جعلنا الله وإياك من الشاكرين هذا الطفل إن كان شجاعا بطبيعته فاحمد الله على ذلك وهذبه باستمرار وعلمه الخير واقصص عليه قصة الفتى الشجاع عبد الله بن الزبير رضى الله عنه لما مر الخليفة حاكم المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأحد شوارع المدينة ورأي صبيانا يلعبون فهربوا من طريقه ما عدا هذا الغلام فاقترب منه الخليفة وقال له :
لماذا لم تهرب مثل الغلمان ؟ فقال : لم أفعل ذنبا حتى أخاف وأهرب وليست الطريق ضيقة فأوسعها لك فأعجب عمر در هذا الغلام وفرح بأن يكون في صبيان المسلمين مثله .
وقل يا أخي المربي لولدك أنك تحب عبد الله بن الزبير لشجاعته
واقصص له قصص الأبطال من المسلمين وخاصة الصبية والشباب والصغار
مثلا كقاتلا أبا جهل معاذ ومعوذ ابنا عفراء
وكذلك قصة بنت بائعة اللبن في عهد الخليفة عمر لما كانت تغش بوضع الماء على اللبن ليكثر وتربح أكثر _ وهنا علمه ضرر الغش في المعاملة على الآخرين وتحريم الشريعة للغش لتعلو قيمة الشريعة في نظره وأن الدين كله خير ـ فقالت البنت إن الخليفة منع الغش يا أمي فقالت الأم : أين عمر إنه لا يرانا.
فقالت البنت إذا كان عمر لا يرانا فرب عمر يرانا فأعجب عمر هذا الحوار وزوج هذه البنت الصالحة من ولده عاصم فأنجبت فاطمة أم عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين ـ وقل له نعم أنا أتعلم منك الخير فعندما تسمع الأذان ذكرني بالصلاة حتى تحثه على الأمر بالخير والنهي عن الشر ـ
وإذا كان في طفلك جبنا وخوفا شديدا فعليك بالآتي والله المستعان:
ادعو الله له ثم :
1- أكسبه الثقة في نفسه
2- دائما يقول أنا بفضل الله قوي وشجاع
3- امدحه إذا عمل أي شيء هين يعمله
4- اجعله يعمل أعمالا بسيطة وامدحه عليها
5- اصحبه إلى الملاهي واجعله يلعب الألعاب الصعبة متدرجا معه من الأسهل إلى الأصعب وقل له أنت بطل ليس كل الأطفال يستطيعون ما تفعل
6- خذه يسبح فالسباحة تكسبه الشجاعة كما سبق .
7- لاعبه بنفسك وتظاهر أمامه بأنك مهزوم منه
أسأل الله تعالى أن يجعلنا مربين صالحين
فيا أخي شجع ولدك كما أسلفت وعلمه قصص الشجعان واقصص له قصة البطل الشجاع على بن أبي طالب رضي الله عنه ليلة الهجرة وكيف عرض نفسه للمخاطر متحديا جبابرة الكفر ونام مكان الرسول صلى الله عليه وسلم ليتسنى له الخروج للهجرة وهو يعلم أن أحد هؤلاء باستطاعته قتله بضربة أو طعنه واقصص له قصة لقمان مع ولده وكيف علمه التوحيد والمراقبة وها أنا ألخص لك أخي الكريم موضوعات قصة لقمان لتحكيها لولدك بأسلوب سهل يسير :
لقمان الحكيم كان له ولد طيب وكان يعلمه كل يوم شئ فقال له يا بني :
1- الله الخالق واحد وليس معه إله ثاني فهو وحده لا ينام ولا يستريح ولا يتعب وإذا أراد شيئا قال له كن فيكون بدون مناقشة فيا بني اعبده وحده وأحبه يحببك ولا تخف إلا منه أرأيت يابني كم أعطانا من النعم بدون طلب منا انظر لنفسك هاتان العينان والأذنان والشفتان واللسان هي هبة من الله وحده الذي خلق الدنيا وما فيها ودائما أخي المربي أطلع ولدك علي أشياء من البحر مثلا كالأسماك والطيور وغيرها وقل له هذا خلق الله واستطرد في هذا الجانب وقل له قل يا بني : لا إله إلا الله . و بعون الله سوف أفرد لهذا الموضوع صفحات لتربية الطفل على عقيدة متينة بحول الله .
2- يا بني اشكر الله يعطيك وداوم على شكره يرضيك أرأيت لو أعطاك أحد شيئا أكنت تشكره ؟ فالله المعطي الوهاب أولى بالشكر والحمد فقل يابني : الحمد لله والشكر لله
3- ثم قال لقمان الحكيم لابنه يابني إن أباك وأمك تعبا من أجلك
أمك هي التي حملتك في بطنها مدة طويلة تسعة أشهر ثم ولدتك بآلام شديدة ومتاعب وقامت بإرضاعك وتنظيفك ورعايتك والسهر على راحتك وهي تحبك ،
ووالدك الحنون عليك يحبك ويعطف عليك وينفق عليك ويحب لك الخير الكثير وقد أعطاه الله المال ليشتري لك الملابس والطعام وكل ماتريد ،
فيا بني أطعهما وأحبهما وأكرمهما ولا تأكل قبلهما ولا تجلس قبلهما ولا تدخل عليهما من دون إذن وقبل يديهما ورأسهما واطلب رضاهما ففي رضاهما رضا الله ولا تعصهما إلا في طلب واحد إن طلباه منك وهو أن تعبد مع الله إلها آخر فلا تقبل ومع هذا برهما أحسن البر وأكرمهما تمام الإكرام .
4- ثم يعلم ولده المراقبة وأن الله وأن من خلقه يقدر عليه وأن الله خالق كل من في الكون ولا يخرج عن علمه شيء كبيرا كان أو أصغر صغير
فالله سبحانه يعلم مافي السماوات وما في الأرض وما بينهما وماتحت الأرض فهو العليم .
5- ثم إن لقمان الحكيم يحب الخير لولده فيأمره بالصلاة ويأمره بالعمل الحسن ويوجه لأمر الناس به وعليه ترك كل قبيح وأمر الناس بترك كل قبيح وعلى من يتصدى لنصح الناس الصبر على ذلك حتى ينعم بالجنة في الآخرة ورضا الله في الدنيا والآخرة.
6- و لقمان الحكيم ينصح ابنه يا بني لا تكره الآخرين بل أحبهم فه منك وأنت منهم ولا تتعاظم عليهم فالله هو العظيم ولا تتكبر عليهم فالله هو المتكبر ثم إن الله يا ولدي لا يحب المتكبر على الخلق ولا يحب المتعالي عليهم والله سبحانه من حقه الكبر والتكبر والعظمة لأنه أهل لهذه الصفات فهو سبحانه لا يحتاج لأحد والكل من محتاج أما الإنسان لا يحق له ذلك فهو ضعيف محتاج إلى الآخرين والآخرون محتاجون له وهذا نقص لا يصح معه كبر ولا عجب.
7- و لقمان يتبع ولده خارج المنزل فيعلمه ـ يا ولدي ـ أن يمشي في هدوء وسكينة واتزان ويعلمه الكلام بهدوء ولا يرفع الصوت فبذلك يؤذي الناس ولا يحبه الله .