ذوي الأحتياجات الخاصة
\
الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة من علامات التحضر بالنسبة للدول ومن علامات الإيمان بالنسبة للأفراد. فالإسلام أمرنا ان نهتم بهم ونوليهم الرعاية التي يستحقونها. لأنهم قوم معذورون أو أصحاب اعذار وقد وضعهم التشريع الإسلامي في اعتباره فقرر لهم من الأحكام ما يناسب ظروفهم واستثناهم مما لا يستطيعون الاصحاء وخفف عنهم يقول تعالي: "ليس علي الضعفاء ولا علي المرضي ولا علي الذين لا يجيدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله. ما علي المحسنين من سبيل والله غفور رحيم" ويقول تعالي: "ليس علي الأعمي حرج ولا علي الاعرج حرج ولا علي المريض حرج" والآيتان تتناولان مسئولية الجهاد في سبيل الله كذلك استثناهم الله في بعض أمور العبادة وخفف عنهم مالا يطيقون فيقول تعالي في سورة المزمل عن قيام الليل: "علم أن سيكون منكم مرضي وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه" وفي الوقت ذاته جعل لهم من الثواب مثل ما للأحصاء سواء بسواء لكنهم لا يعاملهم كأفراد مهملين في المجتمع وانما جعلهم شركاء في صناعة المستقبل وتحقيق رفاهية الأمة وخلافة الله في أرضه باقة شرعه وحماية الأمن والسلام والعدل.
والإسلام دعانا إلي استثمار قدرات الناس حسب ما يستطيعون لان ذلك معناه في مقامه الاول ان يشعر الانسان خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة انه مهم ويشارك ويضيف ويعمل وكما أمرنا باستغلال قدرات الناس كلفنا بتحمل رعاية من لا يستطيع تماما وهو ما يقال عليهم عجز كامل أو من اصيب بعجز في عقله هنا نتوقف عما يقال عليه نسبة ال 5% في المصالح الحكومية وهو أمر جيد لكن الملاحظ انها تتم اذا تمت لمجرد التعيين وليس للافادة بامكانيات هؤلاء الذين يستطيعون الاضافة والخطورة ان ينتقل هذا الشعور لاولئك الذين يعانون من عجز ما في اعضائهم فيتصرفون بمنطق ان الامر لا يعدو ان يكون اعانة ومساعدة الامر الذي يقتل الارادة داخلهم ونفقد عناصر قد تكون فاعلة في المجتمع.
لذا ادعو إلي أهمية اعادة النظر في طريقة التعيين في وظائف الحكومة علي نسبة ال 5% بحيث يتم تعيينهم في وظائف تناسبهم ويستطيعون الاداء من خلالها. أو أن تمنهحم الدولة أمكانيات تديربية تأهلهم علي الاضطلاع بحرفة معينة في اطار العناية بالصناعات الصغيرة وهو أمر من الاهمية بمكان شريطة أن تكون هناك التوعية اللازمة لذلك وان يكون هناك الامان اللازم بنجاح المشاريع مثل وسائل التسويق أي ان يكون تسويق المنتجات مضمونا وهو امر تتبعه بعض الهيئات التي تتعامل بمنطق السوق فتشجع علي الانتاج وتمنح التسهيلات.