على خاصرة الأمان
عندما كتب الفرح وصيته على ضوء شمعة خافتة خطفته الريح من بين أصابع اللهب المتراقص وأصبح مجرد رماد ..
انحناءات الغابات التي فقدت أشجارها ذات خريف تشبهها وتتوحد معها تلك الليلة ..
النجوم باتت بلا لمعان في خضم المعاناة ..
تمقت الوحدة التي تقفز أمامها كلما مد القمر لسانه ليلعق العتمة التي تغلف النوافذ الساكنة.
الأزهار التي حرصت عليها مذ كانت بذرة في أحشائها، وروتها دمعاً وسهراً، لتشق جذورها الصخر والتربة المالحة،
لتورق مبادئ وتزهر قيما في زمن رديء لم يشفع لها حين أنكرتها الحدائق الغريبة ..
أي أرض هذه التي لا تؤجل القلق لتستكين النفس مع رنين الترقب الذي يبطش بها
ويحيل الفكر خلية لا تهدأ ...
طرقات الغد الآتي تفتح دهاليز جديدة لغموض وصراع آخر ..
جلست على عتبة الأيام
تحسب أيام العمر وزهرتين في مهب مستقبل بلا ملامح ...
تتأمل وميض الفرح في خضم عتمة العمر الذي مضى
كم من الشموع أطفأتها يد القدر وأيامها ما زالت تواصل الاحتراق
سافرت مع المغيب وأفكارها..
لتلوح لها أيامها ضبابا يتشكل على مفارق السنين التي حفرت لهيبا يتأجج كلما هزها طيف ذكرى
الشمعة تخبو ..
الليل طويل ..
والجفن لا يعانق أخاه ..
القمر في احتضار وهي ما زالت تواصل الرحيل في غدها الضبابي ..
على الأيكة المقابلة الطير يشدو حزينا
يرسل ألحانه وميض شعاع لماض ينبت على شرفات الحاضر فتتداعى الصور
ترف أعماقها لتتماها مع لحن الطائر الذي يحلق في لحنه الأزلي
ويرسل القلق في نفسها لتواصل السير فوق هضاب أيامها وأخاديد اللحظات المهشمة على قارعة العمر
ومع ذلك تحاول أن تصنع جسرا لغرانق تحط على شرفات أمل تنشده على مدار نسيج الألم القابع داخلها
النيازك تبارك طقوس العتمة الممتدة عند حواف العالم
وهاجسها الدائم البحث عما يخبئه الفجر عند انبلاجه
مزنه تحمل الفرج فرحا مع أولى تباشير الفجر
الضوء يغمر الكون
النفس ساكنة
الأزهار عادت لتربتها ..
عندها فقط ..
حلقت مع الطيور...
و..
استلقت على خاصرة الأمان
.
.
م0ن