يستعين كثير من الناس بالسحرة وقراء الفنجان واهل الابراج والكوتشينة والرمل وخدام الجن وقراء الكف. ويتشاءمون من أمور متى لمحوها تفاعلوا معها،
والمستعينون بهذه الأمور يعتقدون بها وأنها تنفع وتضر وانها صادقة،
بل بعضهم يخاف منها ويجلها وجعلتهم ينفقون الأموال الطائلة على المشعوذين، وقد يحزنون او يفرحون لأن المشعوذ قال ما افرحهم او انذرهم بما يسوؤهم،
وهذه المشكلة القديمة الحديثة تصدى لها الرسول صلى الله عليه وسلم.
أولاً: بعد أن عمق الرسول صلى الله عليه وسلم في النفس المؤمنة الصلاة باعتبارها من أهم أركان الاسلام،
وعدّ تاركها كافرا، وجعل لمؤديها عظيم الثواب، بيّن صلى الله عليه وسلم ان الاستعانة بالشعوذة مما يذهب بالصلاة
لأربعين يوما،
فعن صفية رضي الله عنها عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة” فمجرد السؤال مع عدم التصديق يؤدي الى عدم قبول صلاة أربعين يوما، أما من صدق فنذكره بما ورد،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه والحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“من أتى كاهنا او عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم”.
السبع الموبقات
ثانياً: جعل ممارسة هذه الأمور من المهلكات الموبقات فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول الله وما هن، قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد اشرك، ومن تعلق شيئاً وكل إليه”.
ثالثاً: رتب صلى الله عليه وسلم على تجنب التعامل مع الشعوذة أجراً عظيما، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عرضت علي الأمم فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط والنبي ليس معه أحد، حتى رفع لي سواد عظيم، قلت: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه، قيل: انظر الى الأفق فإذا سواد يملأ الأفق، ثم قيل لي: انظر ها هنا وها هنا في آفاق السماء فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب، ثم دخل ولم يبين لهم فأفاض القوم. وقالوا: نحن الذين أمنا بالله واتبعنا رسوله فنحن هم، أو أولادنا الذين ولدوا في الاسلام فإذا ولدنا في الجاهلية فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فقال: “هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون”.
مفتاح الغيب
رابعاً: بيّن أن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه، فكل مدع للغيب دجال كذاب، وهذا من شأنه ان يصد المؤمن عن المشعوذين، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مفتاح الغيب خمس، لا يعلمها الا الله، لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الارحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر”
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب، وهو يقول لا تدركه الابصار، ومن حدثك انه يعلم الغيب فقد كذب، وهو يقول: لا يعلم الغيب الا الله، وقال تعالى: “وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو”.
خامساً: بيّن صلى الله عليه وسلم ان المشعوذين يتلاعبون ويبالغون وهو ما سيؤدي الى تجنبهم، فعن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ان الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء، فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه الى الكهان، فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم”.
سادساً: وجّه الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم الى نبذ العجز والاستعاذة منه. لأن العجز في الغالب يقود الى الاستعانة بالمشعوذين، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من عذاب القبر”.
الإستعانة بالله وحده
سابعاً: دعا صلى الله عليه وسلم المسلم الى الاستعانة بالله وحده، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: يا غلام أني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك. اذا سألت فاسأل الله، واذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف”.
ثامناً: دعا صلى الله عليه وسلم على من استعان بالمشعوذين. فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له”.
تاسعاً: نهى صلى الله عليه وسلم عن الخوض في علم النجوم، فقال:
“اذا ذكر اصحابي فأمسكوا، واذا ذكرت النجوم فأمسكوا واذا ذكر القدر فأمسكوا”.
عاشراً: بيّن صلى الله عليه وسلم ان عقاب الساحر ضربة بالسيف، فعن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“حد الساحر ضربة بالسيف” وبهذا العقاب نقضي على الشعوذة وهذا من واجبات ولي الأمر.
ما سلف كفيل بحل مشكلة الإستعانة بالشعوذة، مع التوعية وتفعيل التربية الإسلامية. وتعاون الجهات الشرعية مع المؤسسات الرسمية