طبيبة مصرية تبتكر بدلة لعلاج الحروق وملعب كرة للمكفوفين
د. أشرف الملوك
الطبيبة أشرف الملوك، التى تعدت الستين عاماً ومازال بها حماس الشباب، تبتكر تنفيذ اختراعاتها، تنتقل من منزلها إلى الورش التى تنفذ فيها ابتكاراتها لتشرف على تصنيعها بنفسها، فتجد راحتها بين «دوشة الخبط والرزع» وضجيج ماكينات الخراطة.
عمل الطبيبة المصرية أشرف الملوك عبدالحفيظ يوسف، كاستشارى جراحة وعلاج الحروق لمدة تزيد على الأربعين عاماً بمستشفى الأزهر، أكسبها مهارة عالية فى التعامل مع هذه الفئة الحساسة من مرضى الحروق، وجعلها تحمل رسالة إنسانية تعدت وصف الدواء ووصلت لمرحلة ابتكار العديد من الأجهزة الطبية.
ابتكرت الطبيبة بذلة لإنقاذ مصابى الحروق، تخفف عنهم آلام الجروح الشديدة وتبرد أجسامهم، تشرح الابتكار قائلة: «البذلة مكونة من طبقة داخلية بها وحدات إلكترونية صغيرة تحدد أماكن الجروح ونزح السوائل وتوقف تكسير كرات الدم الحمراء وترفع درجة البرودة فى المناطق المصابة فقط لتقلل عملية فقد الجسم للسوائل التى يتعرض لها مصاب الحروق والتى تصل لدرجة أن كل ١سم من الجروح ينزح ١٢سم من السوائل».
وتضيف الطبيبة: «طبقة أخرى تحتوى على غاز هليوم، لأنه خفيف الوزن، وقد يوضع فيها هواء عادى، وطبقة أخيرة بها مادة عازله للحرارة والإشعاع.
حصلت الطبيبة على براءة اختراع نهائية للبذلة التى كلفتها ٧ آلاف جنيه، بعد أن قامت بتجربتها وأثبتت نجاحها، وتطالب مسؤولى وزارة الصحة بتنفيذها وتعميمها على المستشفيات الحكومية لأن سعرها رخيص، فتقول: «البذلة تم تصميمها للاستعمال المتعدد للمرضى وبشكل دائم لكن يجب تعقيمها من حالة مرضية لأخرى».
«إنقاذ حياة» ابتكار آخر للطبيبة يساعد مرضى أقسام العناية المركزة بالمستشفيات على تنشيط الجهاز التنفسى لديهم، توضح الابتكار قائلة: «الجهاز يعمل كأداة لإحداث تبادل تلقائى بين التنفس الطبيعى والصناعى، ويجعل المريض لا يعتمد اعتماداً كلياً على التنفس الصناعى ويعطيه فرصة لمحاولات التنفس الطبيعى، وعندما يبدأ فى التنفس الطبيعى ينقطع التنفس الصناعى والعكس».
ابتكرت الطبيبة منظماً لحركة الحجاج عند تقبيل الحجر الأسود بالبيت الحرام دون تزاحم، فبعد رجوعها من رحلة حج أصيبت بكدمات فى ضلوعها من تأثير تدافع الحجيج للوصول للحجر. تشرح الطبيبة ابتكار «القبلة المقدسة» كما أطلقت عليها فتقول «تتكون من ٥ بوابات صغيرة كل بوابة تكفى حاجاً واحداً، ويوجد (ماتور) ينظم حركة سير البوابات بطريقة تعطى الفرصة لكل حاج الوصول للحجر وتقبيله دون زحام والخروج بعد ذلك بمرونة».
د. أشرف الملوك تريد أن تهدى ابتكارها لدولة السعودية ليستخدم فى البيت الحرام لينتفع منه الحجاج.
سرير طبى يساعد مرضى الكسور والشلل وغرف العنايات المركزة والمرضى الملازمين للسرير دوما، يحميهم من حدوث قرحة الفراش وتجعل القعيد يخدم نفسه أيضا بنفسه لأن السرير مزود «بتواليت» وشطافة، السرير مختلف عن الموجود فى الأسواق وأرخص فى السعر».
تصنف د. أشرف الملوك ضمن أعلى المخترعين المصريين حصولاً على براءة اختراع، فلها العديد من الاختراعات التى نفذت والكثير من الابتكارات قيد التنفيذ. الطبيبة لها ابتكار عاكفة على تنفيذه وهو ملعب كرة قدم للمكفوفين تحدثت عنه قائلة: «فكرة الملعب أساسها فى الكرة التى يستخدمها المكفوفين والتى تصدر نغمة محددة ليسمعها اللاعبون، ولكل فريق نغمة أيضا معينة موجودة بقميص كل لاعب لمعرفة الزميل من الخصم»، وتضيف: «حذاء اللاعبين مزود بخاصية حساسة لأرض الملعب وإذا خرج اللاعب عن حدود الملعب القانونى يعطى الحذاء إنذاراً صوتياً للاعب وينبهه بتخطيه حدود الملعب».
الطبيبة لا تكل ولا تمل من التفكير فى ابتكاراتها، لكن المشكلة الكبرى التى تؤرقها أن كل هذه الابتكارات مصمم منها نماذج وكل نموذج يقوم بدوره المنوط به لكن لم ينتج أى ابتكار ليفيد الناس، فتقول: «لا أريد عائداً مالياً بقدر رغبتى فى خدمة الناس، خصوصاً ذوى الاحتياجات الخاصة».