ورغب النبي الأزواج في التوسعةِ على الزوجات بالنفقة فقال لسعد
(إنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها، حتى ما تجعله في فِيء - أي فم - امرأتك) "متفق عليه"
وقال (أفضل دينارٍ دينارٌ ينفقه الرجل على عياله) "مسلم".
وقال:
(إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أُجر) "أحمد".
وقال
(إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه، حفظ ذلك أم ضيع، حتى يسألَ الرجلَ عن أهل بيته) "ابن حبان".
وقال (الدنيا متاع وخير متاعها المرأةُ الصالحة) "مسلم".
وأما الوفاء للزوجة بعد وفاتها فقد ضرب النبيُّ أروع الأمثلة في ذلك، قال أنس
(كان النبيّ إذا أتي بالهدية قال: اذهبوا إلى فلانة، فإنها كانت صديقة لخديجة) "الطبراني".
ولم ينس النبي المرأة الأم التي تتجاهلها تشريعات حقوق الإنسان الدولية، فإنه لما سأله رجل:
من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أمك) قال: ثم من؟ قال: (أبوك) "متفق عليه".
وجاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله! أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك. فقال
(هل لك من أم؟) قال: نعم قال (فالزمها فإن الجنة تحت رجليها) "النسائي".
لقد أنصف النبيُّ المرأة أينما كانت وأياًّ كان وضعها ومكانتها، قال أنس:كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله فتنطلق به حيث شاءت في حاجتها. "البخاري". ولم يطق النبيٌّ أن تضرب أَمَة فقال لمن ضربها
(أعتقها فإنها مؤمنة) "مسلم".
فكانت اللطمة سبباً كافياً في تحرير العبيد عند محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان النبي لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لهما الحاجة.
"النسائي".
ولكبار السن مع النساء مكانة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة قالت:
جاءت عجوز إلى النبي وهو عندي، فقال لها رسول الله: (من أنت؟)، قالت: أنا جثامة المزنية. فقال: (بل أنت حسّانة المزنية، كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟) قالت: بخير، بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فلما خرجت قالت عائشة: يا رسول الله! تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: (إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان). "الحاكم".
واعتنى النبي بذوي الاحتياجات الخاصة من النساء، فعن أنس بن مالك أن امرأة في عقلها شيء قالت: يا رسول الله! إن لي إليك حاجة، فقال رسول الله
(يا أم فلان! انظري أيَّ طريقٍ شئت قومي فيه حتى أقوم معك، فخلا معها رسول الله يناجيها حتى قضت حاجتها). "مسلم".
وأما المرأة المشركة فقد نهى النبي عن قتل النساء في الحروب، ومرَّ على امرأة مقتولة في بعض الغزوات فوقف عليها ثم قال
(ما كانت هذه لتقاتل) ثم نظر في وجوه أصحابه، وقال لأحدهم (الحق بخالد بن الوليد، فلا يقتلنَّ ذريةً ولا عسيفاً - أي أجيراً - ولا امرأة). "أحمد وأبو داود".
هذا بعض ما جاء في حقوق المرأة ومكانتها عند رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، فما أحوجنا في واقعنا المعاصر إلى تعلم هذا الهدي والعمل به، وإعطاء المرأة كامل حقوقها والنظر على أن ذلك عبادة وقربة إلى الله تعالى وهذا أبلغ في نصرة النبي من مجرد الهتافات ورفع الشعارات دون عمل، إننا إذا فعلنا ذلك قدمنا للعالم صورة مشرقة عن الإسلام وربما كان هذا سبباً في إقبال الناس على الإسلام أكثر مما نراه اليوم.