للقدس عاصمة الثقافة
محمود فهمي عامر
وسألتُ حبيبتَنا أمي
يوما
في عَجْنَتِها تبكي
وأبي في الجيش قضى رُزًّا
عن خبزٍ في يدها يبكي
بيرًا من طَلّة غرفتها
أو ملحا في غربتها تشكي
أو ظلَّ التينةِ في الصيف
أو حناءً من كفيك
وَصَفُوهُ تُرابيَّ البُرجِ
يشتاق لزرقة عينيك
قَبّلتُ يدًا وأنا أبكي
أمي قد ضاعت بسمتك
عدَّتْ في الحالِ مَلاقِطَها
رَكِّب أوهاما لا تبك
في الشرفة سُورٌ من ليلي
وَقَفَتْ في شاشتها تحكي
والثوبُ طِرازٌ من قدسي
أرضَ الإسراءِ أَأنَْساكِ ؟!
شابت في الغربة أركاني
هذا ابنُ يَدي من مرعاك
ضُميه إلى رسم الناجي
أو من كنفاني حَلاّك
خَليه الزائرَ في بابي
أو خبزَ الأمِّ لأقصاك
زيديه حبًّا طوقاني
زيديه طِبَاقا يلقاك
شَكْوى من دالية الكرمي
وشَرَارًا في روما زاكي
وشهيدا تحمله روحي
وأشُدُّ رِحَالَ عواصِمكِ
للقدسِ أنيسُ الذاكرةِ
وَرَفِيقٌ لا مَا خَلاّكِ
هذي عيني من عاصمتي
للياسر جادتْ عيناك
حبا في رمز ثقافتنا
زيديني فتحا عِشْناكِ
في رام الله أو غزتنا
القدسُ معا ما أغلاكِ