دوائر التطـــــــــــــــــور.. ؟؟
عندما نسبح في فضاء التأمل ونتحرك مع عقارب الزمن فننظر إلى المجتمعات وطريقة نموها وتطورها..ننبهر في البداية بنجاحاتها وننظر بعين الإعجاب إلى إنجازاتها فنشعر أن هذا المجتمع هو المجتمع المثالي الذي يرتقي سريعاً في سلم المجد..
بطبيعتنا نحن البشر نحب الإبداع وننبهر بالإنتاج لذلك غالباً مانسرع بإطلاق أحكامنا على المجتمعات الناجحة فنصفها بالمثالية ونتمنى لو أن مجتمعنا مثلها …
ولا كن حينما نعتلى في سماء التأمل ونراقب طريقة نمو تلك المجتمعات نعرف أنها تنمو في كل الاتجاهات وبحركة دائرية…نستطيع وصفها بحركة الماء عند إلقاء حجر في وسطه…
أي أن المجتمع الذي يتطور في مجال إلى الأمام تكون هنالك حركات للرجوع إلى الخلف ..فمثلا عندما يتطور الطب في بلد تظهر أمراض جديدة أو بالأصح سلوكيات خاطئة ,,وعندما تكتشف طرق لمكافحة الجريمة تظهر الجرائم بصور مختلفة..أي أن الوضع أشبه مايكون بشد الحبل عندما تزيد قوة أصحاب اليمين يبادر أصحاب الشمال إلى مضاعفة قوتهم … الوضع في حالة مناوشة تارة إلى اليمين وتارة إلى…
من الأمور المستبعدة في لعبة شد الحبل هو انقطاعه..لذلك كل فريق ينظر إلى منافسه فقط ..فتستمر المنافسة ..فيشتد الضغط على الحبل والعقل والفكر فينتج عن ذلك إنتاج البدائل والحلول السريعة فالحاجة أم الاختراع ..بمرور الوقت تتراكم الأفكار والحلول والنتائج سريعاً ..عند ذلك يظهر التطور ونعرف قيمة التنافس ..الذي يكون في المجتمعات الناجحة كالحجر الكبير الذي ينتج عنه ردة فعل كبيرة فيتحرك الموج بسرعة أكبر..
ولكن بعض المجتمعات تكون ردة فعلها ضعيفة تجاه ما تعتبره تخلف كالجهل والجريمة وغيرها..فيكون التنافس ضعيف أو معدوم فيصبح تطور ذلك المجتمع بطيء للغاية كحركة الماء عندما تسقط الريشة في وسطه..
المجتمعات الناجحة دائما تكون في حالة تنافس ونمو سريع لذلك تكون حركاتها أسرع وأمواجها أعلى وأكبر فتكون الدرر واللآلئ دائماً على شواطئها فتصبح أجمل وأفضل من المجتمعات الأخرى التي تمتلئ شواطئها بالطحالب والروائح الكريهة…
في الأخير أستطيع القول بأن ما ينطبق على المجتمعات ينطبق على الأفراد…