السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الشخص العصابي:
هو شخص تسهل استثارته حيث ينفعل بالأحداث التافهة ، ويشعر دائمًا بالتهديد والتشاؤم وعدم الاستقرار ، ويميل إلى المبالغة والتطرف.
ويعتبر العصاب هو:
الشرط الأساسي للقلق المرضي ، فالقلق هزيمة ذاتية وخبرة شخصية للفرد يطرحها على العالم ويتولد نتيجة استعداد ذاتي للانهزام.
والشخص العصابي عادةً:
ما يهرب ويتجنب المواقف التي تثيره وتثير القلق لديه ، فيتحول إلى شخص انسحابي يميل إلى تجنب المشاكل بدلاً من مواجهتها ومتفرج على الحياة بدلاً من مساهم فيها.
وهو لا يستطيع التعبير عن مشاعره الحقيقية ولا يستطيع معارضة أحد ، ويرغم نفسه على قبول أشياء لا يحبها كما لا يستطيع التعبير
عن الحب.
كما يفتقد الإتصال السليم بالآخرين لانشغاله الدائم بمشاكله الداخلية ، مثال:
1- الزوج الذي يغضب زوجته ويلومها إذا اشتكت متاعبها لوالديها.
2- الأستاذ الذي يطلب من تلاميذه التفكير باستقلالية فإذا فعلوا غضب وشعر بالإهانة.
ويعتبر العصابي ضحية تصرفاته الاجتماعية الخاطئة.
أولاً: الجوانب الانفعالية في الشخصية العصابية.
1- من الناحية الوجدانية:
أ- يسهل استثارة هذا الشخص.
ب- ينفعل بصورة تعطل إمكانياته الفعلية وهذا يؤدي به إلى الإصابة بالتوتر الشديد والعصبية لمواقف بسيطة ، وهذا لا يترك له
طاقة لمواجهة المواقف الصعبة.
ج- الشخص العصابي يصبح ضحية لانفعالاته العصبية الحادة.
د- عادةَ ما يصفون أنفسهم بـ " أشعر أنني في سجن ، أشعر أنني ممزق ، أشعر أنني على حافة الجنون ".
ه- بالرغم من سيطرة الانفعالات وشدتها فهو شخص يواصل العمل والنشاط وهو مستبصر بحالته وعلى ما يحدث من تصرفات
وسلوك شاذ ، وهذا بعكس المريض الذهاني الذي لا يرى في تصرفاته أى شذوذ أو خطأ.
2- من الناحية الاجتماعية:
أ- دائمًا يهرب ويتجنب مشاكله بدلاً من مواجهتها ، ولما كانت مصادر الخوف والقلق في حياته متنوعة ومنتشرة فهو يتحول في النهاية إلى كائن عاجز وانسحابي ، وتتقلص حياتهم إلى حلقات ضيقة ، فحياتهم تخلو من الإثارة وتمتلئ بالكف والقيود ، وهو بذلك يبعد نفسه عن العالم وينغلق على ذاته ولا يطور من مهاراته وقدراته.
ب- وهم ظاهريًا يعرفون على أنفسهم شخصيات سهلة يعتمد عليها ، لأن بانسحابهم عن العالم وبتوجههم لأنفسهم كمراقبين للعالم يتجنبون الصراع من أجل المادة أو المركز أو القوة ، ويتجنبون أن يطلبوا من الآخرين إسداء خدمة ، وأحيانًا ما يرفضون حتى الخدمة إذا قدمت لهم لأنهم يحتاجون لرد الجميل والإعتراف بالعالم والدخول في علاقات اجتماعية نشطة ، فهو لا يحب أن يأخذ كما لا يحب أن يعطي ، وإن أعطى فإنه يريد أن يثبت للآخرين أنه الأفضل والأقوى وهذا بطبعه غير سوي وغير ناضج لأنه غالبًا
ما يكون عطاءًا ماديًا فقط.
3- التعبير الحر عن الانفعالات:
يجد الشخص العصابي صعوبة في التعبير الحر عن الإنفعالات فتقل قدرتهم على تبادل المشاعر.
لهذا نجد أن العصابي:
يقمع رغبته في التعبير عن مشاعره أمام الآخرين ويكتم معارضته واختلافه.
أو .....
يرغم نفسه على قبول أشياء لا يحبها.
أو .....
يعجز عن التعبير عن الحب والاستمتاع بالأشخاص.
أو .....
الأشياء التي يحبها.
فهو إما .....
أنه لا يحظى بإحترام الآخرين.
أو .....
أن يتحول إلى شخص عدواني خوفًا من فقدان الهيبة والتقدير.
أو .....
أن يتذبذب بين الخضوع والعدوانية.
4- الإتصال الاجتماعي بالآخرين:
أ- يفتقر هذا الشخص إلى العلاقات كالإتصال الذي يتم بين الأب وأبنائه ، أو الرئيس ومرؤوسيه ، فنجد أن علاقاته يملأها الصراع والنزاع وهذا نتيجة انشغاله بمشكلاته الداخلية وسوء تأويله للخلافات عندما تحدث ، وهذا بدوره يؤدي إلى انقطاع الإتصال
السليم بالآخرين.
ب- ومن اضطرابات الإتصال لدى العصابيين ما يعرف بالرسائل المزدوجة ...!
وهو أن:
يتصرف الشخص العصابي بطريقة معينة ولكنه يتوقع استجابة أخرى.
وإن لم يحظى بهذه الاستجابة فإنه ينفعل وينشأ الصراع بسبب هذا الخلل ، وبهذا فهو يحول الأطراف الأخرى التي تتفاعل معه
إلى ضحايا محكوم عليهم بالفشل مهما كان قرارهم واختيارهم.
ج- لكن الشخص العصابي قد يتحول نفسه إلى أن يكون ضحية ، وتجنب الناس له يكون بسبب محاولاته الدائبة لوضعهم في
مواقف مستمرة من التأنيب واللوم مما يدفهم للتعامل معه على نحو متناقض.
وهنا تتفجر المشاعر العصابية من:
1- قلق.
2- اكتئاب.
3- مشاعر الوحدة والانعزال.
4- المخاوف الاجتماعية.
5- التأنيب الذاتي.
وغيرها من المشاعر التي تظهر في الأشخاص العصابيين.
( يتبع ..... )