هناك فى احد الغابات
فى بحيره بعيده فى احد الادغال
كان يوجد بط ذكر
وحيدا لكنه سعيد
يستمتع بكل شى لكنه فرح بوحدته
ليس عنده شى غير اللعب
التنزه فى بحيرته
يجمل ويلمع ريشه الانيق
الاستمتاع بطعم النوم
طعم الطعام
يلاعب الاسماك الملونه
يداعب بعض الزهور
كان رغم الوحده سعيد
رغم انتقاده
كان يحى
كان يعيش بعيدا عن الجميع
فى يوما معطر جميل
نزلت الى البحيره بطه جميله
وكانها كانت تقصده
رآها خاف وارتعد
راح يجر ناظرا خلفه
خافا يرتعش
لكن فضوله جعله يذهب اليها
دارت حوله
تكلم معها
تحاكى اليها
تانس بها
وفى يوم اتت اليه غاضبه
ماذا بك
حنى عليها
مسح دمعها
ماذا بك؟
قالت انى امقت هذا المكان
انى اراه موحشا
لماذا لا تتركه وتاتى معى
غضب
ذهب عنها
ولكنه وثق بها
قالت انى فى بحيره مجاوره
قابلنى هناك
هناك عالم واسع
هناك الاف البطات
وهناك بحرا غير بحر وسما غير سماء
لم يفكر البط الطيب فى شى
فى اليوم التالى
ذهب الى مكان الموعد
انتظر لم تاتى
انتظر طويلا
وفى لحظه سمع صوت فرقعه
واذ ... به
مقتولا بطلقات نار
لم يعرف ان هناك شى اسمه صياد
لم يعرف ان هناك نوع من الغباء
يتفنن فى تحويل الاقدار
لم يعرف ان هنا ك ما يسمى بأكل الاشياء
او يتلذذ بدماء الاسماء
هل يلوم نفسه
او يلوم الاقدار
ام يلوم وحدته
اويلوم من حوله
او يلوم غدر الانتظار
لا تلومن احد
فهذا جزاء من يترك بحيرته
ويذهب لاعلى الانهار
فاروق الدرجلى