بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لقد حث الإسلام على الصدقة في كثير من آيات و الأحاديث
قال الله تعالى آمرًا نبيه صلى الله عليه وسلم
(قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ(سورة إبراهيم 31
- قال الله تعالى (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)سورة البقرة 195
- وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم( سورة البقرة 254
- وقال تعالى ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ)سورة البقرة 267
- وقال تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة التغابن 16
- قال تعالى( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( البقرة 274 .
- قال الله تعالى( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( البقرة 261 .
- وقوله سبحانه) مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )البقرة245
الصدقة في السنة النبوية
- قال صلى الله عليه وسلم(ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة)في الصحيحين
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما تصدق أحد بصدقة من طيّب، ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربُو في كف الرحمن، حتى تكون أعظم من الجبل كما يُربِّي أحدكم فَلُوّه أو فصيلة )رواه البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم
- قال صلى الله عليه وسلم ) إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام ، وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام ( صححه الألباني في الترغيب والترهيب .
- قال صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس ابتاعوا أنفسكم من الله من مال الله ، فإن بخل أحدكم أن يعطي ماله للناس فليبدأ بنفسه و ليتصدق على نفسه فليأكل و ليكتس مما رزقه الله عز وجل ( ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة
-وقال عليه الصلاة والسلام )اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة )رواه البخاري ومسلم
- عن بن أبي شيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كل معروف صدقة(
من أقوال الصحابة والسلف في الصدقة
- قال عمر رضي الله عنه) ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة أنا أفضلكم )صحيح الترغيب صححه الشيخ الألباني .
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال )إني لأعرف اليوم رجلاً له مائة ألف، ما كان له يومئذ درهم) رواه النسائي وصححه الألباني .
- قال يحيى بن معاذ) ما أعرف حبة تزن جبال الدنيا إلا من الصدقة(
- كان أبو مرثد (لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة )
- قال ابن مسعود رضي الله عنه)إن استطعت أن تجعل كنزك حيث لا يأكله السوس، ولا تناله اللصوص فافعل بالصدقة(
- قال الشعبي) من لم ير نفسه إلى ثواب الصدقة أحوج من الفقير إلى صدقته؛ فقد أبطل صدقته؛ وضرب بها وجهه(
- وكان سفيان الثوري ينشرح إذا رأى سائلاً على بابه، ويقول(مرحباً بمن جاء يغسل ذنوبي(
- وكان الفضيل بن عيّاض يقول)نعم السائلون يحملون أزوادنا إلى الآخرة بغير أجرة حتى يضعوها في الميزان بين يدي الله تعالى(
فضائل وفوائد الصدقة
وهذه الصدقات لها فوائد عظيمة و مزايا حميدة، و تشتمل على حكم و أسرار بديعة، منها ما يتعلق بثوابها و جزائها عند الله يوم القيامة، و منها ما هو عاجل في الدنيا، و فوائد الصدقات في الدنيا منها ما يعود على المتصدّق نفسه، و منها ما يعود على المتصدَّق عليه، و منها ما يعود على المجتمع
والفوائد التي تعود على المتصدق نفسه في الدنيا ومنها
1 - الصدقة تدفع البلاء عن المتصدّق وأهل بيته، و تمنع ميتة السوء،
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الصدقة لتطفئ غضب الربّ، و تدفع ميتة السوء)رواه الترمذي حديث حسن وابن حبان في صحيحة.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّاها) رواه الطبراني
عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الصدقة تسُدُّ سبعين بابا من السوء) رواه الطبراني في الكبير
عن أبي أمامه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(صنائع المعروف تقي مصارع السوء و صدقة السّر تطفئ غضب الربّ و صلة الرحم تزيد في العمر)رواه الطبراني في الكبير صحّحه الألباني
2 - أنها تزيل الخطايا و تغسّل صحيفة صاحبها من الأدناس و تطهّرها من الذنوب فهي وسيلة من وسائل تطهير النفس و تهذيب الأخلاق.
عن حذيفة رضي الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتنة قال قلت أنا أحفظه كما قال قال إنك عليه لجريء فكيف قال قلت(فتنة الرجل في أهله و ولده و جاره تكفّرهـا الصلاة والصدقة و المعروف) أخرجه أحمد والبخاري و مسلم والترمذي
3_ الصدقة لا تنقص المال، بل تكون سببا لزيادته و نمائه و بركته يرزق الله المتصدّق و يجبره و ينصره
عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(ثلاث، والذي نفس محمد بيده إن كنتُ لحالفا عليهنّ لا ينقص مال من صدقة فتصدّقوا، ولا يعفو رجلٌ عن مظلمة يريد بها وجه الله إلا رفعه الله بها عزّا يوم القيامة، ولا يفتح رجلٌ على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر)شرح مسلم للنووي
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكـان ينـزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر اللهـم أعط ممسكًا تلـفًا) رواه الطبراني في الكبير
4- أن الصدقة تطفئ غضب الربّ، فهي طريق الله الموصلة إلى رحمته جالبة رضاه مبعدة سخطه وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( إن الصدقة لتطفئ غضب الربّ وتدفع ميتة السوء) رواه البخاري في صحيحة ومسلم في صحيحة
5 - أنها تهدم حصون الشياطين و تكسر أنيابهم و تحطّم قيودهم و تردّ كيدهم و تصدّ بغيهم و قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن إخراج الصدقةُ يؤلم سبعين شيطانا رجيما حرصوا على عدم أدائها.
عن بريده بن الحصيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لا يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنه لحيي سبعين شيطانا) رواه الطبراني في الكبير.
6 ـ أنها دليل على صدق إيمان العبد؛ لأن البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله امتحاناً لإيمان الفرد بالله، ذلك أن المال محبوب لكل الناس و دليل الإيمان الصادق بذل المحبوب والجود به.
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الطهور شطر الإيمان و الحمد لله تملأ الميزان، و سبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماوات والأرض، والصلاة نورٌ، والصدقة برهانٌ، والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) مسند الإمام الأحمد
قوله صلى الله عليه وسلم(والصدقة برهان)رواه مسلم
7- أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يوصي التَّجار بقوله)يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة) رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع
8- أنّ في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم(داووا مرضاكم بالصدقة(صحيح الترغيب
9- إنّ فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكى إليه قسوة قلبه)إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم)رواه أحمد
10- أنّه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلاّ ما تصدق به كما في قوله تعالى(وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ)سورة البقرة: 272 ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها قالت ما بقى منها إلاّ كتفها قال(بقي كلها غير كتفها)في صحيح مسلم
ومن فوائد الصدقة ما يتعلق بثوابها وجزائها عند الله يوم القيامة وهي
1 ـ أن الصدقة تطفئ حرَّ القبور على أهلها
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إنّ الصدقة لتطفئ عن أهلها حرّ القبور و إنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته) رواه أحمد و مسلم
- قال صلى الله عليه وسلم ( يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم و دم نبتا على سحت النار أولى به يا كعب بن عجرة الناس غاديان فغاد في فكاك نفسه فمعتقها و غاد موبقها ، يا كعب بن عجرة الصلاة قربان و الصوم جنة ، و الصدقة تطفيء الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا ( قال الالباني صحيح لغيره الترغيب والترهيب
2 ـ أنها مكفّرات للذنوب و من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار،
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أيّما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة و أيّما مؤمن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم و أيّما مؤمن كسا مؤمنا على عُرْي كساه الله من خضر الجنة) رواه الطبراني في الكبير
- أنّها وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم(فاتقوا النّار، ولو بشق تمرة(
- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(تصدّقوا، فإن الصدقة فكاككُمْ من النار)وأخرجه أحمد وأخرجه الترمذي
- عن عدي بن حاتم رضي الله عنه، قال: قال النبي (اتقوا النار ثم أعرض وأشاح، ثم قال اتقوا النار ثم أعرض وأشاح ثلاثاً، حتى ظننا أنه ينظر إليها، ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة )رواه البخاري ومسلم
3 - أنها إذا كانت من كسب طيب و خالصة لوجه الله فإن الله يقبلها و يضاعف ثوابها لصاحبها
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ما تصـدق أحدٌ بصدقة من طيّب ولا يقبل الله إلا الطيّب إلاّ أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربُو في كفّ الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يُربّي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيلة )رواه الطبراني و البيهقي
4- أنّ المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(كل امرئ في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس(
قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)في الصحيحين
5- أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في
وقوله سبحانه(مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)سورة البقرة 245
6- أنّ صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان( قال أبو بكر يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال(نعم وأرجو أن تكون منهم(في الصحيحين
7- أنّها متى ما اجتمعت مع الصيام و أتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلاّ أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(من أصبح منكم اليوم صائما(قال أبو بكر أنا قال(فمن تبع منكم اليوم جنازة( قال أبو بكر أنا. قال(فمن عاد منكم اليوم مريضا( قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما اجتمعت في امرئ إلاّ دخل الجنة)رواه مسلم
أفضل الصدقات
1- الصدقة الخفية لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى )إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ( سورة البقرة 271 فأخبر أنَّ إعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهارها وإعلانها
ومن هذا مدح النبي صدقة السَّر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنَّه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة
2- الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله صلى الله عليه وسلم(أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا) في الصحيحين
3- الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله عز وجل( وَ يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ)سورة البقرة 219 وقوله صلى الله عليه وسلم(لا صدقة إلاّ عن ظهر غنى) وفي رواية(وخير الصدقة ظهر غنى)كلا الروايتين في البخاري
4- بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة لقوله صلى الله عليه وسلم (أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول (رواه أبو داود وقال صلى الله عليه وسلم( سبق درهم مائة ألف درهم) قالوا وكيف قال) كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها)رواه النسائي، صحيح الجامع
قال تعالى (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) سورة الحشر 9 وهي الحاجة والفقر
5- الإنفاق على الأولاد كما في قوله صلى الله عليه وسلم) الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة) في الصحيحين، وقوله صلى الله عليه وسلم) أربعة دنانير دينار أعطيته مسكينا، ودينار أعطيته في رقبةٍ، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك ) رواه مسلم
6- الصدقة على القريب وقال صلى الله عليه وسلم) الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة(رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة
وأخصُّ الأقارب بعد من تلزمه نفقتهم اثنان:
1- اليتيم
2- القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم (أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح( رواه أحمد وأبو داود والترمذي
7- الصَّدقة على الجار فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله(وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ)سورة النساء 36 وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر بقوله(وإذا طبخت مرقه فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها)رواه مسلم
8- النفقة في الجهاد في سبيل الله قوله سبحانه (انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)سورة التوبة41
وقال صلى الله عليه وسلم( من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا)في الصحيحين
الصدقة الجارية
وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه الصدقة الجارية هي الوقف وهي الواردة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال)إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ( رواه مسلم قال النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث الصدقة الجارية هي الوقف
وقال الخطيب الشربيني الصدقة الجارية محمولة عند العلماء على الوقف كما قاله الرافعي فإن غيره من الصدقات ليست جارية .
والصدقة الجارية هي التي يستمر ثوابها بعد موت الإنسان وأما الصدقة التي لا يستمر ثوابها كالصدقة على الفقير بالطعام فليست صدقة جارية .
مجالات الصدقة الجارية
1- سقي الماء وحفر الآبار لقوله صلى الله عليه وسلم (أفضل الصدقة سقي الماء) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة
2- بناء المساجد لقوله صلى الله عليه وسلم(من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتا في الجنة)في الصحيحين
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة)صحيح الترغيب
3- الإنفاق على نشر العلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، أو ولدا صالحا تركه، أو مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته) رواه ابن ماجة
4- كما جاء في صحيح البخاري من رواية أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من مسلم يغرس غرساً، إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة ) وفي رواية(فلا يغرس المسلم غرساً، فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير، إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة)
وأنواع الصدقات الجارية
منها بناء المساجد ، وغرس الأشجار ، وحفر الآبار ، وطباعة المصحف وتوزيعه ، ونشر العلم النافع بطباعة
الكتب والأشرطة وتوزيعها .
أنواع الصدقة
إن للصدقة أبواباً واسعة وطرقاً كثيرة فلا يتصور أحدكم أن الصدقة هي أن تخرج من جيبك وتضعه في يد فقير أو مسكين فقط، نعم هذا من الصدقة، ولكن مفهوم الصدقة في الإسلام، أوسع من هذا، أرأيتم لو أن رجلاً لا يملك ما يتصدق به ، أفيحرم أجر الصدقة إذا لم يكن عندك ما تتصدق به على الآخرين فكف شرك عنهم ، فهذا صدقة منك على نفسك، روى البخاري ومسلم في صححيهما من حديث أبي ذر،جندب بن جنادة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الرقاب أفضل قال(أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمناً، قلت فإن لم أفعل قال تعين ضائعاً أو تصنع لأخرق وهو الذي لا يتقن ما يحاول فعله قلت يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل قال تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك).
- تعليم الافراد تلاوة القران او المساهمة لتعليمه او تبرع بالمساعدة لأماكن تعليم القران الكريم
إذا كنت تجيد تلاوة القران وتفسيره فعليك بتعليم القران للناس ( خيركم من تعلم القران وعلمه ) وأيضا إذا كنت تعرف الأحاديث النبوية الصحيحة فعليك أيضا بتعليمها لناس
- القيام بالمساهمة في بناء مسجد أو بيت من بيوت الله ، فعندما يدخل المسجد إنسان ليصلي أو ليتلقى علم تكون حسنه لك في دنياك وأخرتك
-كفالة يتيم
- المساهمة في بناء المستشفيات أو شراء أجهزه لتلك الأماكن أو التبرع بالمال ، وتكون أيضا صدقه جاريه بالحياة والممات.
- شراء الأطراف الصناعية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة ، وعجلات المعاقين والكراسي المتحركة وسماعات الآذن ونظارات طبيه.
_ التبرع بالدم لمن يحتاج من المرضى والمصابين
_ توزيع المصاحف ( تكون علم ينتفع به ) لك في الدنيا والآخرة ويوجد أيضا مراكز إسلامية في بلاد أجنبية من الممكن أيضا توزيع المصاحف لها
_ حفر بئر حتى يشرب منه أي إنسان أو طائر أو حيوان
_ عمل جروب إسلامي وإرسال للجروبات رسائل دينيه
_ التبرع بسجاد للصلاة لكي يصلي بها المسلم وتنال الثواب في كل صلاه ومستلزمات المساجد
_ إعطاء دروس للعلم وتفيد الناس بما تعلمته سواء بالعلم أو الدين
- توزيع الإشراطه والكاسيت الدينية والعلمية
_ عمل مطبوعات دينيه وعلميه ونشرها
_ توريث المصاحف والكتب الدينية والعلمية
_التبرع بلعب الأطفال القديمة أو الملابس المستعملة للأيتام والفقراء
_ صله الرحم وخاصة مع من يحبهم اهلك وكان يتودد إليهم فهي في حد ذاتها بر للوالدين بعد مماتهم.
- وضع طبق به حبوب للعصافير والطيور المحلقة بجوار منزلك لتأكل منه هذه الطيور
_ الأكل المبتقي منك من الممكن إعطائه للحيوانات الضالة مثل القطط والكلاب
أفضل أوقات الصدقة
أنّ الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنه (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان بلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) في الصحيحين
وكذلك الصدقة في أيّام العشر من ذي الحجة، فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال)ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام( يعني أيّام العشر. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال)ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك شيء)رواه البخاري وقد علمت أنّ الصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله
ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون النّاس في شدة وحاجة ماسة وفقر بيّن كما في قوله سبحانه(فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ)سورة البلد: 11-14
الصدقة على الميت
اتفق أهل العلم على أن الدعاء والاستغفار والصدقة والحج تصل للميت
أن الصدقة فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها ولم توصي وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر إن تصدقت عليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم )رواه البخاري ، ومسلم
في البخاري عن سعد بن عبادة أن أمه توفيت وهو غائب فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وأنا غائب فهل ينفعها إن تصدقت عنها فقال نعم، فقال أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها )رواه البخاري
وقال في تحفة المحتاج (وينفع الميت صدقة عنه ومنها وقف لمصحف وغيره وحفر بئر وغرس شجر منه في حياته أو من غيره عنه بعد موته)
قال صلى الله عليه وسلم(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)رواه بن ماجه
قال صلى الله عليه وسلم ( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علماً علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورثه ، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه). رواه ابن ماجه
إعطاء الصدقة لغير المسلم
يجوز إعطاء الصدقة غير المفروضة للفقراء من غير المسلمين وخصوصا إذا كانوا من الأقارب ، بشرط أن لا يكونوا من المحاربين لنا ، وأن لا يكون وقع منهم اعتداء يمنع الإحسان إليهم لقوله تعالى ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) الممتحنة 8- 9 .
وحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت (قَدِمَتْ عَلَيّ أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومُدَّتِهم مع أبيها ، فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبةٌ تطلب العون أفاصلها قال نعم صِلِيْها ) رواه البخاري
فدل على جواز إعطاء الكافر من الصدقة ولا يجوز إعطاء فقراء الكفار من الزكاة لأن الزكاة لا تعطى إلا للمسلمين في مصرف الفقراء والمساكين المذكورين في آية الزكاة
قال الإمام الشافعي (ولا بأس أن يتصدق على المشرك من النافلة وليس له في الفريضة من الصدقة حق , وقد حمد الله تعالى قوماً فقال ( ويطعمون الطعام )
و صرف الصدقة إلى فقراء المسلمين أفضل وأولى لأن الصرف إليهم إعانة لهم على طاعة الله عز وجل ، وتكون عوناً لهم على أمور دينهم ودنياهم وفيه يتحقق الترابط المسلمين
دور الصدقة في التكافل الاجتماعي
إن الصدقة معلم بارز من معالم التكافل الاجتماعي في الشريعة الإسلامية حيث يقدمها الغني إلى الفقير في غير منة ولا فحر، قال الله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى)، يقدمها طيبة بها نفسه، فتسد خلة الفقير، وتصون ماء وجهه عن السؤال، وتشعره بالأمان فيحس بأنه غير متروك ولا ضائع فإن الشرع يضمن له حقاً في مال الأغنياء، قال الله تعالى ( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) الذاريات 19
وإنها لصورة رائعة في التكافل يدعو إليها الإسلام ويجسدها، حيث لا يسع المرء المسلم ولدية ما يتصدق به أن يشاهد أخاه الفقير محتاجاً فلا يساعده، أخرج مسلم في صحيحة عن المنذر بن جرير عن أبيه، قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى، ثم خطب فكان مما قال تصدق رجل من ديناره من درهمه، من ثوبه من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال لو بشق تمره فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت. ثم تتابع الناس حتى رأيت يقول الراوي كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سن في الإسلام سنة حسنه فله أجرها وأجر من عمل بها بعده).
وما زالت تلك النماذج تجد امتدادها على مر التاريخ الإسلامي من غير انقطاع، وتلك أوقاف المسلمين شامخة في معظم الأقطار الإسلامية تترجم عمق أثر الصدقة في نسيج المجتمع المسلم حيث تجاوز تأثيرها الفائدة القريبة لفرد أو أفراد من الفقراء على أهمية ذلك إلى الأثر الحضاري الممتد التأثير من إقامة المشاريع التعليمية، والمؤسسات الاجتماعية وغير ذلك مما له الأثر العميق في بنية المجتمع واستمراره.
قال تعالى(و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان ( سورة المائدة الآية 2
روى البخاري و مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلم ستره الله يوم القيامة (
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم فى حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله(روى الطبراني و ابن حبان
الصدقة دليل على صدق الإيمان لأن الإيمان حينما يتمكن من النفس البشريّة يسمو بالنفس و يعلو بالهمّة و حينما تكون النفوس عظيمة تعلو بالإنسان على ماديّته الحيوانية إلى الروحانية الصافية التي ترقى به من الفردية إلى الشعور بالآخرين إلى مشاركتهم آلامهم والبذل والإنفاق ثم الإيثار حتى تصل إلى مرحلة التضحية والفداء وبهذا يكون المجتمع المسلم مجتمع التكافل والرحمة والتلاحم والروابط الإنسانية يسود العدل والإحسان والتكامل وتشد أفراده روابط الأخوة وتشابك المصالح.
نعم إن الصدقة تبارك المال وتزكيه وترفع من قيمة العبد
وتحميه ألا فليبشر المتصدقون ألا فليسعد المنفقون بخير الدارين والعوض من رب العالمين قال جل جلاله (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة 245
إن رسم الابتسامة على وجوه الفقراء هي صناعة الأتقياء وميزة الأنقياء الذين يفرحون بالصدقة عند بذلها أكثر من فرحة الفقير عند أخذها.
فلله ما أجمل حياة المتصدقين وما أحلى ذكرهم في العالمين، (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) آل عمران 92
والله أعلم
جزاكم الله خير