إن زواج الأقارب يعد السبب الرئيسي في ظهور الإعاقة الذهنية والتخلف العقلي .واكدت دراسات عربية ان معظم حالات الاعاقة الذهنية في معظم الدول العربية ناتج عن زواج الاقارب . أن الأمل في الشفاء من الأمراض الوراثية يتم عن طريق أخذ المورثة المسببة للمرض بعد معرفة مكانها واستبدالها بمورثة أخرى سليمة قادرة على القيام بالوظائف الطبيعية، وذلك عن طريق الخريطة الجينية واكتشاف المرض مسبقا والقضاء عليه قبل ظهوره.
إن من أشهر الأمراض الناتجة عن زواج الأقارب مرض الفينيل كيتون يوريا وهو من أمراض التمثيل الغذائي الذي ينتج عن نقص في أنزيم معين مسؤول عن تكسير مادة الحامض الأميني أو الفينيل آلانين فتزداد نسبته في الدم ويسبب التخلف الذهني وصغر حجم الرأس وتشنجات عصبية واصفراراً في لون الشعر .
كما أن ارتفاع سن الإنجاب لكلا الزوجين الرجل والمرأة يأتي في المرتبة الثانية للإصابة بهذه الأمراض بعد زواج الأقارب، فارتفاع سن الإنجاب يعطي الفرصة لتعرض أحد الزوجين لبعض التغيير أو الانحراف في الجين الوراثي.
كما يأتي تناول الأدوية خلال فترة الحمل للزوجة بدون إشراف طبي في المرتبة الثالثة لظهور حالات التخلف العقلي أو تعرضها للإشعاعات أو الالتهابات الفيروسية والتي قد تؤدي إلى تشوهات في الجنين.
و لذلك يجب التركيز على التوعية الصحية وإجراء فحوص ما قبل الزواج والفحوص الوراثية أثناء الحمل إلى جانب المسح والفحص الدوري الشامل على المواليد وأطفال المدارس وتشجيع إجراء البحوث التطبيقية والمتخصصة في مجال الإعاقة الذهنية، والعمل على الحد من ارتفاع نسبة زواج الأقارب في المجتمعات العربية وارتفاع سن الإنجاب سواء للمرأة أو للرجل وتطبيق برامج المسح الشامل للمواليد للعمل على الاكتشاف المبكر للأمراض، مما ينعكس بشكل إيجابي على صحة الأجيال المقبلة.