تعليم الرسول لاصحابه مقاييس الرجال

[ساجده]

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


حديث صحيح

روي البخاري عن سهل رضي الله عنة: قال مر رجل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم

فقال(ما تقولون في هذا؟))قالوا:حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن

قال أن يسمع قال ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين فقالما تقولون في

هذا): حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع فقال

رسول الله صلي الله عليه وسلم (هذا خير من ملء الارض مثل هذا)

المعني العام للحديث:

أراد الرسول صلي الله عليه وسلم أن يعلم أصحابه مقاييس الرجال،وأنهم لا

يوزنون بهيئاتهم ولا بأموالهم، وإنما المياس الذي ينبغي أن يحفظوه ويعملوا

به هو ما اعتمده الحكيم بقوله إن أكرمكم عند الله أتقكم)أراد أن يعلمهم ذلك

فلم يلق إليهم الخبر إلقاء وإنما استخرج خطأهم في الحكم، ثم جهلهم ليقع القياس

في نفوسهم كل موقع ويتمكن منهم فضل تمكن،رأي صلي الله عليه وسلم غنيا

يقدرونه ويعظمونه لكنه ليس من الله في شئ فقال لهم وفيهم أبو ذر الغفاري

ما تظنون بهذا الرجل الذي مر أمامكم؟ قالوا: رجل له وزن؟إن خطب بنت واحد

منا لم ترد له يد،وأن شفع لاحد لم ترد له شفاعة وإن تكلم انصت له الحاضرون

فسكت رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي مر رجل آخر فقير دميم رث الهيئة

يحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، فقال ما رأيكم في هذا الرجل؟فأبدوا استخفافهم

به، وقالوا: هذا جدير بالرفض إن طلب يد بنت أحد، جدير بالرد إن شفع، جدير بعدم

الاصغاء لحديثه إن تكلم فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم هذا الفقير جدير

بأن يفضل ملء الارض رجالا من أمثال ذلك الغني.

مباحث الحديث.

(ما تقولون في هذا) الخطاب للحاضرين من الصحابة.

(حري إن خطب أن ينكح)حري بفتح الحاء وكسر الراء وتشديد الياء بمعني حقيق
وجدير، وينكح بضم الياء وفتح الكاف بالبناء للمجهول أى يزوج،وحري خبر، مبتدأ
محذوف وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف محذوف
والجار والمجرور متعلق بحري والتقدير: هو حري بالنكاح ومفعول"خطب" محذوف
وكذا جواب الشرط دل عليه ما قبله، والتقدير إن خطب امراة فهو جدير بالتزويج،
وجملة الشرط والجواب معترضة بين الجار والمجرور وبين متعلقه.

(وإن شفع أن يشفع) أن يشفع بتشديد الفاء بمعني تقبل شفاعتة معطوف علي
"أن ينكح" وجملة الشرط والجواب معترضة أيضا' ومثل ذلك يقال علي الباقي.

(هذا خير من ملء الارض مثل هذا) الاشارة الاولي للرجل الفقير والثانية للرجل
الغني ومثل بالجر بالصفة وقد اكتسبت التعريف بالاضافة لقصد المماثلة في شئ معين وبالنصب علي التميز.

لم يقف الحفاظ علي أسم الرجل الغني ولعل إغفالة من الرواة قصد الستر عليه

أما الفقير فقالوا: إنه جعيل بن سراقة، وكان رجل صالحا دميما أسلم قديما وشهد

مع النبي احدا وقد بني الصحابة تقديرهم للرجلين علي اساس الغني والحسب

والجاه وفاضل الرسول علي ان المفاضلة تقاس بهذا المقياس في الزواج .

ما يؤخذ من الحديث:
1-فضل جعيل بن سراقة إن ثبت أنه الفقير
2-أن السيادة لمجرد الدنيا لا أثر لها:
3-الحث علي عدم الاستهانة بالفقراء والمستورين فرب أشعث
أغبر خير من ملء الارض من الاثرياء
4-أن من فاته حظ الدنيا أمكنه الاستعاضة عنه بالصلاح والتقوي
5-أخذ منه البخاري فضيلة الفقر فأخرجه في كتاب الرقاق
6-الترغيب في النكاح للصالحين بعد الترغيب في الحديث السابق
نكاح الصالحات ولذا أخرجهما البخاري معا في باب الاكفاء في الدين

تم بحمد الله ويارب ينفعنا وينفع كل من يقراه

[أحمد اسماعيل]

جزاك الله كل خير



طرح قيك


وفقك الله ويسر امورك

[همس الليالي]

الســــلام عليكم


بارك الله فيــــــكِ ســـــــاجده
طــرح راااائع وقـــــــــيم
حفظكِ الله ورعاكِ
وسدد للخير خطاكِ
أثابكِ الباري
دمــتِ في حفظ الله ورعــايته