تتحرك هيئة الاتصالات السعودية وتقنية المعلومات نحو إيقاف خدمة "بلاك بيري مسنجر".
وعلمت "الوطن" أن الشركة المشغلة لخدمة البلاك بيري rim اعتذرت عن عدم الاستجابة لطلب الهيئة بإيقاف خدمة "بلاك بيري مسنجر" نظراً لارتباطها بحزمة خدمات متكاملة تقدمها الشركة، موضحة أنه في حال أصرت "هيئة الاتصالات" على طلبها فإن الشركة ستضطر إلى إيقاف كامل خدمة البلاك بيري في المملكة.
وكان مسؤول رفيع من الشركة قد زار المملكة الشهر الماضي حين طُلب منه تأمين خادم إلكتروني "سيرفر" في المملكة بغرض إدارة خدمة "بلاك بيري مسنجر" من الداخل، إلا أن المسؤول اعتذر موضحاً أن كافة "سيرفرات" الخدمة تدار من قبل الشركة في مواقعها التقنية.
وحصلت "الوطن" على معلومات تؤكد وجود مخاطبات مكثفة بين شركات اتصالات الجوال الثلاث في المملكة و"هيئة الاتصالات" بهذا الخصوص، فيما توقعت المصادر صدور نفي من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الأسبوع المقبل بغرض كسب الوقت إلى حين التوصل إلى قرار نهائي.
وبالنظر إلى الانتشار الواسع لخدمة "بلاك بيري مسنجر" بين المستخدمين السعوديين، يتوقع أن تكسب هيئة الاتصالات، من جديد، غضب الشارع السعودي، خاصة وقد واجهت موجة من الاعتراض حين أوقفت قبل أسبوع خدمة التجوال المجاني التي تقدمها شركات الاتصالات العاملة في السوق المحلية.
استياء كبير من احتمال إيقاف خدمة “بلاك بيري ماسنجر” في السعودية
شركات الاتصال السعودية قد تتكبد أكثر من 270 مليون ريال من الخسائر بسبب قرار إيقاف الخدمة
يبدو أن ما يقف وراء قرار هيئة الاتصالات السعودية بإيقاف خدمة الدردشة على هواتف بلاك بيري “بلاك بيري ماسنجر” هو الأسباب الأمنية، وقد تحدثت عدد من التقارير الصحفية أن الهيئة طلبت من شركة “أر أي أم” الكندية المشغلة لهذه الخدمة عبر شركات الهواتف المحمولة السعودية إمكانية الاطلاع على مضمون الرسائل التي يتبادلها مستخدمو هذه الخدمة التي لاقت نجاحاً كبيراً بين السعوديين. وذكرت صحيفة الوطن أن شركات الاتصالات في المملكة قالت إن خدمة “بلاك بيري” شهدت نمواً هائلاً في عام 2009 حيث ازداد عدد العملاء بنسبة 700 بالمئة حيث تجاوزت المبيعات حدود الـ90 ألف جهاز “بلاك بيري”.
وذكرت الصحيفة أيضاً أنها علمت أن الشركة المشغلة لخدمة البلاك بيري “آر أي أم” اعتذرت عن عدم الاستجابة لطلب الهيئة بإيقاف خدمة “بلاك بيري ماسنجر” التي يبلغ رسمها 99 ريالاً في الشهر، نظراً لارتباطها بحزمة خدمات متكاملة تقدمها الشركة، موضحة أنه في حال أصرت “هيئة الاتصالات” على طلبها فإن الشركة ستضطر إلى إيقاف كامل خدمة البلاك بيري في المملكة.
إلا أن هذا القرار أثار استياء كبيراً من مستخدمي هذه الخدمة الذين قام عدد كبير منهم بشراء جهاز بلاك بيري من أجل هذه الخدمة التي يعتبرونها من أهم خدمات الاتصالات الحديثة. واعتبر عدد من السعوديات اللاتي تحدثن لصحيفة الوطن أن الخطوة هي فرض للعزلة نظير الانتشار الشعبي الواسع لـ”بلاك بيري ماسنجر” مع ما يؤمنه من تواصل مجاني وفعال بين أفراد المجتمع. ووصفت سيدات باتت الخدمة بالنسبة لهن وسيلة تتجاوز الترف إلى الضرورة خطوة “هيئة الاتصالات” المرتقبة ضرباً لمصالح تطوعية وتثقيفية وتجارية.
كما انتقد قصي البدران من صحيفة الوطن هذا القرار الذي كتب في زاويته “العامل الأمني المبرر في معظم قرارات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لا يبدو مقنعاً، باعتبار المصلحة الوطنية هما لكل مواطن وهو المقصود في المنع، وهنا تتزايد تعقيدات الأزمة المرتقب وقوعها في حال مضيّ الهيئة في قرار إيقاف الخدمة.
لقد أصبحت قضية ضمان حقوق المستخدمين ملحة أكثر من ذي قبل، مع تعدد القرارات غير المدروسة من هنا أو هناك، فهي تنعكس سلباً على سمعة اقتصادنا الوطني ككل، وعلى الهيئة تحمل تبعات ذلك، وعلى المتضرر اللجوء للقضاء لإعادة قيمة الجهاز والاشتراك معاً…!”
وفي حال تطبيق هذا القرار من المتوقع أن تتكبد شركات الاتصال السعودية أكثر من 270 مليون ريال من الخسائر لأن أكثر من 200 ألف مشترك في الخدمة سوف يوقفون خدمة الـ “بلاك بيري”.
منقول