غرامها بالمهنة دفعها لاحترافها
المعلمة ولاء من سائقة ميكروباص إلي "جزارة"
المعلمة ولاء
لم تنجح ولاء أحمد الشابة العشرينية في المهن النسائية بشتى أنواعها كالتطريز والخياطة أو الطهي، ووجدت نفسها في المهن الرجالي كقيادة الميكروباص والجزارة .
أكدت ولاء لـ"لهنّ" أنها منذ استيعابها للحياة لم تجد شيئا ناعماً رقيقا حولها لتقتدي به وتتعلم منه معاني الأنوثة، فلم يشأ القدر أن يكون لها أخوات ونشأت وكبرت مع أشقائها الرجال تلعب معهم ويحيطونها في كل الأوقات وكل التصرفات، وبالتالي أصبحت تحب الألعاب الذكورية مثل كرة القدم والأعمال الذكورية أيضاً فوقعت في غرام مهنة قيادة الميكروباص، وتعلمتها بالفعل وأتقنتها، والمثير في الأمر أنها عملت بها لعدة أسابيع كانوا أجمل أوقات عمرها .
معارضة الأهل
طبيعي أن يعمل الرجل سائق للميكروباص ولكن المرأة ظاهرة غريبة في المجتمع الشرقي تلفت الانتباه والانتقاد ، وتحكي ولاء عن موقف إخوتها الرجال قائلة : ثار إخوتي لعملي بشدة ووصموني بالتخلي عن أنوثتي وطلبوا مني التوقف فوراً عن القيادة ، ومع أول عريس دقّ على الباب ألقوني إليه ليتخلصوا من عبئي عليهم ومشاكلي .
وتتابع : لم تستمر حياتي معه أكثر من عام ، لم أعرفه قبل الزواج بمدة كافية وكان رجلاً مختلف معي في الافكار والميول وكل شيء ، فلم أطق الحياة معه وعدت إلى بيت أهلي من جديد، ولكني رفضت أن أكون "عالة" على أحد وقررت أن أصرف على نفسي لعلني أتلاشى نظرات الشفقة في عيون الجميع .
جزارة لأول مرة
وتحكي ولاء أنها بعد بحث طويل عن فرصة عمل وجدت وظيفة مندوبة مبيعات في أحد الأسواق (السوبر ماركت) ، ومنذ أول يوم لها في العمل كانت تتأمل زملاءها الرجال العاملين بمهنة الجزارة وتمنت أن تكون مثلهم في أحد الأيام وهي على يقين بأنه لن يسمح لها أحد بخوض التجربة فهي مهنة مرفوضة اجتماعياً للمرأة، ظلت هكذا حتى تحققت أمنيتها ذات يوم حيث تغيب أحد زملائها الجزارين ولعبت الصدفة دورها مع إقبال الزبائن الكبير على الجزارة في "السوبرماركت" ، فعرضت ولاء على صاحب المحل أن تحل بديلاً لزميلها المتغيب فعارضها بشدة في البداية، ولكن مع تكدس الزبائن اضطر للاستجابة، فغمرت ولاء السعادة لتحقق حلمها ، فوقفت بشموخ واعتزاز وسط نظرات الزبائن اللذين اندهشوا لمكانها ، ولكنها عملت بكل بسالة وسط غمزات ولمزات الزبائن المحيطة لها ونسجت نجاحها مع اللحم بالسكين والساطور .
رغم اندهاش الزبائن في البداية تفيد ولاء بأن ذلك الاندهاش تحول إلى إعجاب وتشجيع وأطلقوا عليها لقب "المعلمة ولاء". مازال الحظ العثر يلازم الفتاة فأصيبت بقطع عميق في يدها اليسرى وبناء عليه منعها الأطباء من العمل في هذه المهنة حفاظاً على صحتها ، ولكنها لم تستسلم وأصرت على عمل ما تحب واكتفت بالعمل بيدها اليمنى فقط ، حتى اقتنع إخوتها وأهلها بموهبتها في الجزارة وأصبحوا يقولون عنها (بنت بمليون رجل).
وفي النهاية تؤكد ولاء أنها لم تنسى أنوثتها كما يتهمها البعض وتعترف بأنها امرأة في حاجة إلى رجل يساندها وتتكئ عليه وقت الأزمات، ولكنها تعلمت حسن الاختيار بعد تجربة الزواج الفاشلة فهي لن تقبل إلا برجل يحترمها ويقدرها فهي لا تريد ، بحسب قولها، أن تكون قطعة أثاث أو "أنتيكة" في المنزل .