أمهات خلف القضبان.. دمعة حزن لا يمحوها النسيان
طوال الأيام الماضية لم تكف وسائل الإعلام عن بث أغنيات عيد الأم التي تحلم فيها كل سيدة بأسرة مستقرة وأبناء يتذكرونها ولو بابتسامة وقبلة على الخدين، وفي خضم هذه الاحتفالات الصاخبة تطفو على السطح مأساة خطيرة تتمثل في الأمهات اللاتي تمر عليهن مثل هذه المناسبات الاجتماعية وهن مسلوبي الإرادة خلف قضبان السجون.
وحول هذه المأساة طرح برنامج "الحياة والناس" المذاع على فضائية الحياة وتقدمه الإعلامية رولا خرسا عدة تساؤلات من بينها، ما الذي يجعل المرأة "مستودع المشاعر ومنبع الحنان" تسرق وتقتل وتزور شيكات؟، وما هو الدافع؟ وهل خانها عقلها لتنتقل من عشها الهادئ إلى خلف القضبان الذي تختفي ورائه حكايات المرأة في سجن القناطر؟ وذلك في حلقة خاصة بمناسبة يوم عيد الأم ليروى لنا قصص وحكايات أمهات خلف القضبان.
مأساة سجينة
خلال الحلقة تحدثت إحدى السجينات وتدعى كوثر، عما حدث لها ودفعها لتكون خلف القضبان، وتروى حكايتها وعيناها تمتلئ بالحزن بأن السبب الرئيسي في سجنها هو ابنتها التي أخذت بطاقتها من دون علمها وكتبت على والدتها كمبيالة بمبلغ 35 ألف جنيه وقدمتها ضدها في المحكمة.
وتستمر الأم في حديثها والدموع تنهمر منها، خاصة وأن ابنتها طلبت أن تحصل على صالون الحلاقة التي كانت تسترزق منه الأم هي وأطفالها الصغار لتحوله إلى مركز كمبيوتر، ونتيجة لرفض الأم لذلك قامت الابنة بهذه الفعلة الشنعاء، لكن ما يكوى قلب الأم هو أبنائها الصغار، فهم يعيشون بدون عائل إلى جانب أن أختهم الكبرى سبب هذه المشكلة لا تسأل عنهم .
وجاءت رواية هالة رجائي إحدى السجينات لتروى ما حدث لها والحزن يملئ وجهها، فحكايتها بدأت منذ 8 سنوات حينما انفصلت من زوجها وذهبت لمنزل والدها، وبالتالي حصلت على مستحقاتها المالية من الزواج " أثاث منزل – ونفقة "، وبعد مرور الوقت رجعت لزوجها مرة أخرى حرصا على الأولاد، وطلب منها في حالة الرجوع إليه أن ترد أثاث المنزل التي حصلت عليه أثناء الطلاق.
الاعلامية رولا خرسا
لكنها في ذلك الوقت كانت قد باعته فاضطرت أن تشتري غيره بالقسط وبالتالي استدانت حتى ترضي زوجها وتعود لمنزلها، لكن من كثرة تراكم الأقساط عليها لتعسرها في الدفع تم القبض عليها، والغريب أنه حينما حدث لها ذلك قام زوجها بإرشاد المباحث عليها، وتقول هالة وهى تبكي " جوزي طردني وطلقني لما المباحث اخدتني وأنا مش غالية عنده أنا رخيصة قوي " .
لكن ما هو محزن أكثر هو تخلي شقيقها عنها وتركها في يد المباحث حتى تتصرف معها، ولم يساعدها في قضاء دينها .
أما مقبولة ربيع جاءت السجن لعدم سداد وصل أمانة، وكانت حامل في ذلك الوقت وتمت ولادة ابنها داخل القضبان، وهو الآن يبلغ من العمر سنة وتقول أيضا إن زوجها تخلى عنها عندما دخلت السجن .
وفي ظروف مشابهة دخلت سماح السجن وهى حامل، لكنها متهمة بقضية اتجار مخدرات، و ما هو غريب في الموضوع أن زوجها كان يعلم بما تفعله وموافق عليه، فهو موظف حكومة لكنه لا يعمل في نفس المجال معها .
واختتمت الحلقة بأم محمد إحدى السجينات التي اتهمت بقتل ابنتها 8 سنوات، فتروى قصتها وتقول أنها تزوجت من قبل وأنجبت طفلتين ثم حدث بينهم انفصال، وتزوجت مرة أخرى وجلبت احدي بناتها للعيش معها، لكن أولاد زوجها لم يحبونها ودائما ما كانت تشتعل نار الغيرة بينهم.
وفى يوم من الأيام ذهبت الأم لتقضى احتياجاتها من السوق وعندما عادت وجدت ابنتها ملقاة على الأرض ولا يوجد نفس بها، ذهبت إلى الطبيب واخبرها أنها تعرضت لعملية اختناق، ومع إجراءات المباحث تبين أن ابن زوجها هو من قام بهذه الفعلة متهما الأم أنها شاركته الجريمة للتخلص من ابنتها، وكانت النتيجة أنها حصلت على حكم مؤبد .