جهل الخوارج
إن من أبين علامات الخوارج هو جهلهم بدين الله عز وجل مما يدفعهم إلى ارتكاب أعمال تكون سبباً لغضب الله عليهم وخسرانهم في الدنيا والآخرة، وجهلهم ذلك مبني على الغيرة لدين الله كما يزعمون.
وتأملوا هذه القصة للصحابي الجليل أبي برزة الأسلمي مع أحد الخوارج الأحداث حيث ينكر هذا الخارجي على هذا الصحابي فعله في صلاته، بل ويسبه ويشبهه بالحمار ويدعو عليه.
أخرج البخاري، في كتاب العمل في الصلاة، باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة (1211).
من حديث أبي بَرْزَةَ الأسلمي رضي الله عنه، أنه كان يصلّي ولجامُ دابته بيده، فجعلت الدَّابة تنازعه، وجعل يتبعها، فجعل رَجُلٌ من الخوارج يقول: اللَّهُمَّ افعلْ بهذا الشَّيخِ. فلما انصرف أبو بَرزة قال: «إني سمعت قولَكم، وإني غزوت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ستَّ غزوات، أو سبعَ غزوات، أو ثمان، وشهدتُ تيسيره، وإني إنْ كنت أن أرجع مع دابتي؛ أحبَّ إليَّ من أن أدعها ترجع إلى مألفها، فيشُقُّ عليَّ».
فِي رِوَايَةِ اَلطَّيَالِسِيّ " فَإِذَا بِشَيْخٍ يُصَلِّي قَدْ عَمَدَ إِلَى عِنَانِ دَابَّتِهِ فَجَعَلَهُ فِي يَدِهِ فَنَكَصَتْ اَلدَّابَّة فَنَكَصَ مَعَهَا، وَمَعَنَا رَجُلٌ مِنْ اَلْخَوَارِجِ فَجَعَلَ يَسُبُّهُ ".
وَفِي رِوَايَةِ مَهْدِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا اَلْحِمَارِ.
وَفِي رِوَايَةِ حَمَّاد فَقَالَ: اُنْظُرُوا إِلَى هَذَا اَلشَّيْخِ تَرَكَ صَلَاتَهُ مِنْ أَجْلِ فَرَس .
فتأملوا جهل هذا الخارجي الذي يظن أنه أفقه في دين الله تعالى من هذا الصحابي الجليل الذي غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة غزوات فرأى من هديه واقتبس من سنته، بل وشاهد تيسيره صلى الله عليه وسلم الذي يناقض تماماً ما عليه الخوارج من الغلو.