هي دعاء البسطاطي، طالبة الثانوي الدمشقية ابنة حي الميدان، في السابعة عشرة من عمرها. وتنتسب لأسرة مكونة من أربع بنات وسبعة صبيان. ترسم برجلها وتبدع الزخارف على الزجاج والحرير واليقطين، وفوق ذلك هي الأولى في فصلها بالمدرسة، متفوقة على أقرانها وطموحها الانتساب لكلية الفنون الجميلة.
وعلى الرغم من أنها ولدت بدون يدين، فإنها لم تستسلم لقدرها، وقررت أن تكون فنانة تشكيلية ومزخرفة لأعمال فنية ومنحوتات بسيطة ومبدعة وفاعلة في المجتمع. فكان عليها أن تستخدم رجليها. وحققت من خلالهما شهرة واسعة ليس فقط في المجتمع السوري، بل المحيط الإقليمي أيضا. وليس من نافلة القول إن الأصحاء يتمنون أن ينالوا مثلما نالت من شهرة. فهي الوحيدة بين إخوتها التي ولدت معاقة. وتحدت الإعاقة بأن جعلتها وراءها. تقول دعاء لـ«الشرق الأوسط» التي التقتها في مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية بدمشق، حيث تمارس أسبوعياً هوايتها الفنية في الرسم والزخرفة: «منذ أن شاهدت نفسي وأنا طفلة بدون يدين قررت الاستعانة برجليَّ، وكانت محاولتي الأولى تعلم الكتابة. وحققت ذلك الحلم وانتسبت لمدرسة الأمل للمعوقين في منطقة باب مصلَّى وكنت محط اهتمام القائمين على المدرسة حيث لاحظوا موهبتي وتميزي فدعموني. وحققت المركز الأول على الطلبة في المدرسة، وأستعد حالياً للتفوق في البكالوريا لأحقق حلمي الكبير في الانتساب لكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، لأحترف الرسمَ الذي عشقته من صغري وانتسبت وأنا طالبة في المرحلة الإعدادية لمركز أدهم اسماعيل الذي تعلمت فيه الرسمَ، وشاركت من خلاله في معارض عديدة، وفي المشروع الفني البريطاني «توغيذر» (معاً) بمرحلتيه الأولى والثانية.
وحول نتاجها الفني الإبداعي وطريقة تعاملها مع الأدوات الفنية والمواضيع التي ترسمها، قالت دعاء إنها تعمل كلَّ شيء برجليها وأصابع رجليها، حتى في المنزل تستخدمهما بشكل طبيعي في أعمال البيت. وقالت إنها تتناول طعامها وشرابها لوحدها برجليها. وتضيف «أيضا أقوم بجلي الأواني في المطبخ برجليَّ وأرفض أن تساعدني أختي بهذه الأعمال بل أحاول أن أطبخ أيضاً.. إن لم تصدقني فاسأل أختي التي ترافقني دائماً ( تضحك دعاء)». وفي الرسم، ترسم بقلم الرصاص وتستخدم الألوان المائية. وأشارت إلى أنها ستتعلم قريباً الرسم الزيتي. وتمزج الألوان من خلال أصابع رجليها وترسم اللوحة وكأنها تعمل بأصابع اليد العادية. تقول «لا أشعر أبداً أنني بلا يدين أو أنني معاقة حتى أنني أمارس فن الزخرفة على الزجاج واليقطين ولديَّ الكثير من اللوحات الفنية التشكيلية؛ ومعظم مواضيعها من الطبيعة الصامتة التي أعشقها، وكذلك في الأعمال الزخرفية هناك أشكال هندسية متنوعة أزخرفها على الزجاج واليقطين والحرير والأعمال هذه يأخذ الواحد منها يومين لأنجزه، في حين أن العمل التشكيلي لا يأخذ أكثر من ساعتين، رسما وتلوينا».
وتقول دعاء إن رصيدها حتى الآن حوالي 30 عملاً فنياً في الرسم وحوالي 20 عملاً زخرفياً. وحول المحطات المهمة في مسيرتها الإبداعية وتحدِّيها الإعاقة، قالت دعاء: في عام 2004 حققت إنجازا مهماً أعتز به وهو حصولي على جائزة في بيروت من مؤسسة الفكر العربي التي يرأسها الأمير خالد الفيصل، وحصلت على درع التغلب على الإعاقة ومبلغ مالي (10 آلاف دولار).
معاقه اعاقه حركيه فاقده اطرافها العلويه يديها وترسم برجليها
سبحان الله العظيم ..