الفراعنة.. مبتدأ وخبر وفعل31 يناير 2010:
عبدالله الفضلي
لعنة الفراعنة لغز محيّر وخارق، ورسخت في أذهان عاشقي الحضارة المصرية والباحثين عن الأسرار وفك الطلاسم، وليس غريبا أن البشر كانوا قديما يخافون دخول الأهرامات أو الاقتراب من أبو الهول خوفا من الغموض الذي يحيط بحوادث الموت، خصوصا من تجرؤوا على فتح مقابر الفراعنة.
ويبدو أن اللعنة أصابت منتخب «ثعالب الصحراء» بعد رباعية قاتلة في مرمى الجزائر في أمسية كروية رائعة قدم خلالها منتخب «الساجدين» خصومهم دروساً في فنون كرة القدم والروح الرياضية، وأكدوا أنهم أسياد القارة السمراء. المصريون أبهروا الجميع بأداء متميز وثأروا من الجزائر ووضعوا الثعالب في القفص، ليختفي المناخ الهستيري والتوتر السياسي الذي أحاط بتصفيات المونديال ليحل محله حماس أكثر اتزاناً، وقد نال أحفاد الفراعنة احترام الجماهير الافريقية في أنغولا، وهم على موعد اليوم مع التتويج والفوز بالكأس للمرة الثالثة على التوالي، حتى يعيدوا البسمة للجماهير المصرية التي تعودت على الفرحة من منتخب «الأفعال» الذي حطم وتغلب على 4 منتخبات تأهلت إلى مونديال 2010، فقد نتفوا ريش نسور نيجيريا فأصبحت عصافير، وحقق الفراعنة فوزا مستحقا على أسود الكاميرون وحولوهم إلى «قطط»، واليوم النجوم السوداء «حتشوف نجوم الظهر»، وأفيال ساحل العاج نفدوا بجلدهم. كرة القدم تعطي من يعطيها، أما الغرور فمصيره 4 أهداف في مرمى «الفتوة» فوزي شاوشي، وبأهداف جاءت بالقلم والمسطرة وتفنن «الجدعان» في الملعب بالطول والعرض، وفي المقابل تفرغ الجزائريون للضرب والاحتجاج، وتركوا ساحة الملعب للمتميز أحمد حسن والمتألق زيدان والداهية حسني عبد ربه والمقاتل أحمد فتحي والمشاكس عماد متعب، وبالفعل الأجيال السابقة للكرة المصرية تتمنى لو أنها لعبت مع هذه المجموعة الرائعة بقيادة المعلم حسن شحاته، الذي يدير هذه التوليفة كقبطان ماهر بأداء راق وسلوك سوي للاعبين وجماعية متميزة، ولا عزاء للمدرب «رابح سعدان» الذي تفنن بوضع شماعة الخسارة على الحكم كوفي كودجا.
الجماهير المصرية تترقب الليلة الكبيرة للجدعان وتتويجهم بالكأس على حساب غانا، ويتوقع أن تكون الامسية مصرية وليلة من ألف ليلة وليلة «وما النصر إلا من عند الله».
الفراعنة، مبتدأ وخبر وفعل، ونحن الليلة على موعد مع انطلاق كرنفال الفرح في القاهرة وجميع المحافظات وفي العواصم العربية، ومع الأهازيج المصرية في كل أرجاء مدن الكويت ستغرد:
حسن شحاته: أهواك
عصام الحضري: كامل الأوصاف
وائل جمعة: جبار
هاني سعيد: حبك نار
محمود فتح الله: جانا الهوا
أحمد المحمدي: بحلم بيك
أحمد حسن: ربيع شاعر
أحمد فتحي: زي الهوا
حسني عبد ربه: على قد الشوق
زيدان: سواح
عماد متعب: أبو عيون جريئة
جدو: توبة
ونحن بدورنا نقول: «الناجح يرفع إيدو»!!
" رئيس القسم الرياضي بصحيفة أوان الكويتية "