تأسيس بساتين الزيتون وخدمتها
1- تأسيس بساتين الزيتون
مقدمة:
إن الزراعة الناجحة لبساتين الزيتون تعتمد على تأسيسها وفق المفاهيم والأساليب الفنية الحديثة , وقبل البدء بتأسيس بستان الزيتون لا بد من دراسة العوامل المؤثرة في اقتصاديات هذا المشروع في الموقع المراد زراعته أو تأسيسه والتي قد تكون محددة أو مشجعة لهذه الزراعة, لأن مستقبل البستان يتوقف عليها وأهم هذه العوامل:
• خصائص الموقع أو الوسط: وتشمل: العوامل المناخية و التربة
• الأصناف والأصول المختارة.
أن الأخطاء التي قد ترتكب في مرحلة التأسيس والمتعلقة بالعوامل السابقة ستؤدي حتما إلى أضرار لا يمكن تلافيها طالما استمرت الأشجار قائمة.
1-1 خصائص الموقع
على الرغم من أن شجرة الزيتون تستطيع العيش في بيئية وتربة صعبة إلا أن اتخاذ القرار بتأسيس بستان الزيتون لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار خصائص الموقع( مناخ – تربة ) ومعرفة المتطلبات البيئية لشجرة الزيتون والتي تشمل:
1-1-1 العوامل المناخية:
يمكن لعامل مناخي أو أكثر أن يكون عاملا محددا لزراعة الزيتون لذلك لا بد من تحديد هذه العوامل وقياس ( شدتها – مدتها ) ومقارنتها بمتطلبات الزيتون البيئية.
درجة الحرارة:
تعتبر شجرة الزيتون من أشجار حوض البحر الأبيض المتوسط حيث تفضل المناخ المعتدل إذ أن متوسط الحرارة في مناطق زراعة الزيتون تتراوح بين (15-20)م وأن الحرارة العظمى المطلقة يمكن أن ترتفع إلى (40 ) م دون حدوث ضرر, كما أن درجة الحرارة الدنيا المطلقة يجب ألا تنخفض عن (5-7)م تحت الصفر. كما يجب تجنب الزراعة في مناطق معرضة لحدوث الصقيع.
تجدر الإشارة هنا الى أن شجرة الزيتون تتطلب بعض البرودة لتثمر بشكل طبيعي ابتداء من شهر كانون الثاني وحتى نيسان وأن احتياجاتها من البرودة تختلف حسب الصنف والتي تقدر بحدود /500-2000/ ساعة على درجة حرارة (+7) م .
كمية الأمطار
تعتبر كمية الأمطار وتوزعها السنوية من أهم العوامل المحددة لزراعة الزيتون حيث تعتبر /300-450/مم سنوياً الكمية الدنيا اللازمة لنجاح زراعة الزيتون.
الرطوبة الجوية:
تعتبر الرطوبة الجوية المنخفضة في المناطق الداخلية عامل مساعد لنمو الزيتون لكن ذلك يزيد من احتياجاتها المائية, كما يمكنها التأقلم والعيش في المناطق الساحلية حيث الرطوبة الجوية العالية. إلا أنها قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الآفات وخاصة قطر عين الطاووس.
الرياح :
يجب الابتعاد عن المناطق المعرضة لهبوب الرياح يشكل دائم أو إقامة مصدات للرياح مناسبة.
الضوء:
شجرة الزيتون محبة للضوء وإن نقصه يؤدب الى ضعف النمو وانخفاض الإنتاج.
الارتفاع عن سطح البحر:
شجرة الزيتون تعطي إنتاج مناسب على ارتفاع يبدا من الصفر وحتى 800 متر عن سطح البحر.
1-1-2 التربة:
تعيش شجرة الزيتون في مختلف أنواع الترب باستثناء الغدقة أو المالحة, لكنها تفضل الأراضي الخفيفة الصفراء المتوضعة على /صخر أم كلسي / والمتمتعة بقدرة مناسب على احتفاظ الرطوبة حتى فصل الجفاف وبتصريف جيد للماء الزائد وهذه التربة منتشرة في أغلب مناطق زراعة الزيتون في ادلب وحلب وهو سر نجاح هذه الزراعة.
1-1-3 اختيار الصنف الملائم:
بعد دراسة الموقع من حيث توفر التربة المناسبة والظروف البيئية الملائمة يتم اختيار الصنف وفق المعايير التالية:
• قابلية الصنف للتأقلم مع ظروف التربة والعوامل المناخية السائدة في منطقة الزراعة .
• الغرض من زراعة الصنف ( أصناف زيت، زيتون مائدة ).
• مدى تحمل الصنف للجفاف وتوفر مياه الري إن دعت الحاجة.
• درجة التكثيف الزراعي وبالتالي قوة النمو وحجم الأشجار.
• مقاومة الصنف للآفات والأمراض وحساسيتها لظاهرة المعاومة .
• موعد النضج وبالتالي تحديد موعد القطاف.
2- المراحل الأساسية لتأسيس بساتين الزيتون.
1- تحضير التربة:
يتم في البداية تنظيف التربة من جميع أنواع المخلفات والحجارة ومن ثم إجراء حراثتين متعامدتين مع تنعيم التربة وإجراء التسوية إذا تطلب الأمر في المناطق السهلية . أما في المناطق المتموجة المرتفعة تكون الحارثة متناسبة مع الخط الكنتوري ومتعامدة مع المنحدر وفي حالة الانحدار الشديد تقام المدرجات لتقليل التعرية وانجراف التربة . وفيما يلي المراحل الواجب إتباعها لتأسيس بستان زيتون وفق المفاهيم الحديثة.
2- تسوية التربة وإقامة المدرجات
تهدف هذه العملية إلى تمهيد سريع لسطح الأرض من أجل إزالة الأماكن المرتفعة وملء الأرض المنخفضة (التضاريس الدقيقة) والحفاظ على مستوى واحد له ولابد من معرفة العوامل التالية التي تؤمن تسوية جيدة•
• ميل الأرض المراد زراعتها•
• التركيب الفيزيائي والكيميائي للتربة
• النظام المائي في المنطقة•
• كثافة الزراعة الملائمة لطبيعة التربة•
وتهدف إقامة المدرجات فهي تخضير الأرض قبل الغرس منعاً للتعرية أو انجراف التربة في آن واحد وذلك في الأراضي التي تتفاوت نسبة انحدارها (10-30 )% ويجب أن تتم هذه العملية خلال فصل الصيف وقبل البدء بتنفيذ المدرجات يجب تحديد مواقع المدرجات تحديد الأبعاد التي ستقام بينها أفقياً.
3- نقب التربة
تعتبر عملية نقب التربة من احد العوامل الهامة لنجاح زراعة الزيتون سواء في الزراعة البعلية أو المروية وتتم عادة خلال فصل الصيف الذي يسبق موسم الزراعة ولعمق 80 – 100 سم ولهذه العملية فوائد عديدة أهمها :
1- كسر الطبقات الصماء والمترامية وخلخلة التربة وتهويتها لتأمين نفاذ الماء ووسط مناسب لانتشار جذور النباتات
2- تخفيف انجراف التربة وتزيد من قدرتها على الاحتفاظ بكميات زائدة من الماء حتى فصل الجفاف وبالتالي مقاومة الجفاف وزيادة الإنتاج.
3- تحسين الوضع الخصوبي للتربة وذلك بزيادة النشاط الحيوي ( والتهوية ) في عمق التربة .
4- تدخل الأشجار في سن الإثمار في وقد مبكر.
5- تساعد على تحسين عمق التربة الزراعية خاصة في الأتربة السطحية.
6- تساعد على إخراج الحجارة المتوضعة في عمق التربة إلى السطح وبالتالي جمعها والتخلص منها .
7- تكاد تكون عملية النقب العامل الوحيد لإدخال المناطق التي تزيد معدلات أمطارها عن 280مم سنوياً ضمن إطار المناطق الصالحة للتشجير بالزيتون.
ويكون نقب التربة على أشكال مختلفة ويتوقف على نوع التربة, الهدف من عملية النقب, مواصفات طبقة التربة وتحت التربة وأهم نماذج النقب :
- نقب التربة مع قلب الطبقة السطحية إلى الأسفل والطبقة السفلية إلى الأعلى.
- نقب التربة مع عدم قلبها.
وغالباً ما تستخدم الحالة الأولى في زراعة الأشجار المثمرة ويجب أن يتم نقب التربة باتجاهين متعامدين وهذا يخفف من عمق الجور مقارنة مع الأراضي غير المنقوبة التي تكون فيها الجور أكثر عمقاً وبالتالي تتطلب عملاً اكبر ويعقب عملية النقب إزالة الأحجار الكبيرة وتمشيط لسطح الأرض بالأمشاط القرصية لتنعيم التربة تمهيداً للزراعة .
4- تسميد بساتين الزيتون قبل الغرس
تُسمَّد بساتين الزيتون قبل غرسها باستخدام الأسمدة العضوية وذلك عند تحضير الأرض وتخلط جيداً بالتربة ثم تخطط الأرض للزراعة حيث تضاف الكميات التالية للدونم:
ــ 10 كغ فوسفور صافي وهذه الكمية تعادل 22 كغ سوبر فوسفات 46%•
ــ 10 كغ بوتاس صافي وهذه الكمية تعادل 20 كغ سلفات بوتاس 50%•
ــ 3م3 سماد عضوي متخمر جيداً•
5- شكل تخطيط البستان
لا يوجد فارق كبير في تخطيط البستان سواءً كانت الأرض المراد زراعتها رباعية او سداسية أو بشكل مستطيل طالما أن كثافة الأشجار واحدة في وحدة المساحة لكن أفضل الأشكال المقترحة هو الشكل المربع كونه يساعد على إجراء العمليات الزراعية بسهولة وفي كلا الاتجاهين وخدمة الأرض بشكل أفضل وإدخال المكننة الزراعية وتعطي للخطوط الاتجاه الجنوبي والشمالي بصورة تستطيع معها أشعة الشمس التعرض لسطح الأوراق بصورة أعظمية هذا في الأرض المستوية أما في المناطق التي يزيد انحدارها عن 3% فتغرس الأشجار حسب خطوط الانحدار وذلك للحد من أضرار السيول ومنع الانجراف وتتم عملية نقب التربة .
6- التكثيف وأبعاد الزراعة :
يتوقف التكثيف وأبعاد الزراعة على عدة اعتبارات يجب على المزارع مراعاتها وهي :
1- نقب التربة : يساعد نقب التربة وتقديم الخدمات الزراعية المختلفة على تقليل أبعاد الزراع وزيادة درجة التكثيف في وحدة المساحة .
2- معدلات الأمطار السنوية كلما زادت الأمطار زاد عدد الأشجار في وحدة المساحة وعندما تقل يقل عدد الأشجار وتزداد أبعاد الزراعة كما هو الحال في تونس ( صفاقس ) حيث تزرع أشجار الزيتون على أبعاد / 24 / م في أراضي رملية معدلات أمطارها السنوية / 150 / مم وتساهم الرطوبة الجوية في تأمين حاجة الشجرة من الماء .
3- خصوبة التربة ومقدرتها على الاحتفاظ بالماء حتى فصل الجفاف ومعدلات الأمطار جيدة تزداد معها كثافة الأشجار .
4- الصنف المزروع : إن طبيعة نمو الصنف وحجم الشجرة يجب أخذه بعين الاعتبار فالأصناف التي تكون أشجارها كبيرة الحجم ( جلط- دان- عبادي ) تزرع على مسافات اكبر من الأصناف التي تكون أشجارها صغيرة الحجم ( صوراني – محزم أبو سطل )
5- المكننة الزراعية: إن مكننة زراعة الزيتون تتطلب الزراعة على أبعاد معينة بحيث تسمح باستخدام الآلات المختلفة فمثلاً تزرع الغراس على مسافة ( 6×7 )م في حال استعمال القطاف الآلي أي بتكثيف قدره / 200-250 / شجرة في الهكتار .
وعموماً تزرع غراس الزيتون على( 8×8 ) م إلى(10×10) م في المناطق الساحلية و (10×10) م إلى (12×10) م في المناطق الداخلية وقد بينت الأبحاث بان أفضل درجة تكثيف زراعي هي ما بين / 20-30 / شجرة في الدونم وهذا ما يمثل زراعة الزيتون على أبعاد (6×6) (6×7)م (7×7) وذلك في بيئات الزيتون المختلفة .
ويراعى تخفيف درجة التكثيف في المناطق القليلة الأمطار ويجب النظر إلى كثافة الأشجار من الناحية الفنية بحيث تؤمن للنبات النور والتربة الكافية لتوفير الغذاء والماء الضروري لنمو الأشجار حيث تبلغ كثافة الأشجار بحدود / 100 / شجرة في الهكتار وتتجاوز المائة في المناطق الممطرة حيث سيكون العدد أعلى بكثير في الزراعة الكثيفة .
7- حفر الجورة وأبعادها :
تحفر الجور في نهاية فصل الصيف أو بداية الخريف عقب الانتهاء من تخطيط الأرض بغية تعرضها لأشعة الشمس بشكل كاف بحيث يوضع تراب الطبقة السطحية في أحد جوانب الجورة و تراب الطبقة السفلية في الاتجاه الأخر و تتوقف أبعاد الجورة على وسيلة التكاثر و نقب التربة.
الارض وسيلة التكاثر أبعاد الجورة/سم/في الاتجاهات الثلاثة
أرض منقوبة قرمة
عقل خضرية مجذرة أو شتول بذرية مطعمة 50 ×50 ×50
40 × 40 × 40
أرض غير منقوبة قرمةاو عقل او شتول بذرية مطعم 80 × 80 × 80
60 × 60 × 60
- اختيار الغراس
يجب على المزارع أن يعتمد إما غراس ناتجة عن عقل خضرية مجذرة في البيوت الزجاجية معروفة الصنف محسنة وراثياً خالية من الآفات أو غراس ناتجة عن شتول بذرية مطعمة ويستبعد زراعة القرم للأسباب التالية :
• احتمال أن تكون مصابة بمرض ذبول الزيتون وصعوبة معرفة ذلك بالعين المجردة
• عدم التأكد من الصنف واحتمال حدوث خلط بالأصناف .
• تأخر الغراس الناتجة عن القرم بالدخول في سن الإثمار .
• صعوبة عمليات التقليم في مرحلة التربية كون الغرسة الناتجة لها سوق عديدة .
9- زراعة الغراس :
هي العملية التي تتم فيها زراعة غراس الزيتون في الأراضي المستديمة أو نقلها إليها .
موعد الزراعة :
تزرع غراس الزيتون خلال فترة سكون النبات اعتباراً من شهر كانون الأول حيث تستفيد الغراس من مياه الأمطار ويفضل التبكير في الغرس كلما قلن معدلات الأمطار والتأخير في المناطق التي يشتد فيها البرد حتى شهر آذار قبيل جريان العصارة كي لا تتضرر الغراس .وإذا كانت التربة مروية يمكن زراعة الغراس في شباط.
تحضير الغراس للزراعة :
قبيل زراعة غراس الزيتون يجب إزالة الأفرع البديلة والجافة والمتشابكة وكذلك الجذور المجروحة والمكسورة التي خرجت من الكيس المزروعة فيه حيث يشق الكيس بشكل شاقولي بواسطة سكين . تجهيز خلطة من المكونات التالية:
• 7 ــ 5 كغ سماد عضوي متخمر جيداً•
• 200 غ سوبر فوسفات 46%•
• 200 غ سلفات بوتاس 50%•
• قسم كبير من تراب الطبقة السطحية للجورة•
عمق الزراعة:
يتوقف عمق الزراعة على:
• وسيلة التكاثر ( قرمة، شتلة، بذرية مطعمة، عقلة خضرية مجذرة)
• طبيعة الأرض منقوبة أم لا
• معدلات الأمطار السنوية في المنطقة.
• نوع التربة•
زراعة غراس الزيتون:
تتلخص طريقة زراعة غراس الزيتون بنفس الأسلوب الذي يطبق على كافة زراعات الغراس المثمرة وذلك في الوقت الذي تكون فيه التربة قليلة الرطوبة كما يلي:
أ ــ توضع التربة الخشنة أسفل الجورة، يليها الخطة السمادية المحضرة، ثم طبقة من تراب الســــطح العلوي بســــماكة /5/سم•
ب ــ يؤتى بالغرسة المزروعة ضمن الكيس سواءً كانت ناتجة عن (عقل خضرية مجذرة في البيوت الزجاجية أو ناتجة عن شتول بذرية مطعمة) وتوضع في منتصف الجورة بعد أن يُزال عنها الكيس وبحيث تكون على نفس استقامة الغراس الأخرى•
ج ــ تثبت الدعامة الخشبية بالقرب من الغرسة بعد أن يطلى القسم المطمور من الدعامة بمحلول 3% سلفات النحاس أو بالزفت•
د ــ يردم بعد ذلك تراب أسفل الجورة حول الغرسة حتى يبلغ منسوب الردم أعلى بـ (10سم) من منسوب تراب الكيس•
هـ ــ يضغط التراب جيداً وبشكل تدريجي لطرد الفراغات الهوائية ثم تربط الغرسة إلى الدعامة الخشبية بواسطة خيوط الرافيا لحمايتها من الرياح•
ملاحظة: إذا كانت غراس الزيتون ناتجة عن شتول بذرية مطعمة يجب مراعاة ما يلي:
1 ـ أن يكون منسوب الطعم أعلى من منسوب تراب سطح الجورة بعد ردمها•
2 ـ أن توضع الغرسة بحيث يكون الطعم من الجهة التي تهب منها الرياح وليس العكس•
أما إذا كانت وسيلة التكاثر القرمة فتزرع بشكل تكون سطحية في المناطق الساحلية خوفاً من كثرة الأمطار وأكثر عمقاً في المناطق الداخلية كي تستفيد من رطوبة أعماق التربة في فصل الصيف•
وجدير بالذكر أن كمية الأسمدة الكيميائية والعضوية المحضرة بالخلطة تتوقف على معدلات الأمطار فإذا كانت كمية الأمطار أقل من /350/مم تقل الكمية إلى النصف وقد يُستغنى عن الأسمدة الكيماوية• إن المعدلات السابقة مقترحة لمناطق تزيد معدلات أمطارها عن /400/مم سنوياً فقد يستغنى عن الأسمدة إذا كانت الأرض قد سُمدت بتسميد أساسي قبيل تخطيط الأرض ويفضل ري غراس الزيتون مباشرةً حيث سيكون النجاح مضموناً أكثر وخاصة إذا أعطيت ( 2-3) رية خلال فصل الصيف ( تموز ، آب ، أيلول ) .
3- خدمة بساتين الزيتون في طور التربية
3-1 الفلاحة :
تحرث بساتين الزيتون في مرحلة التربية بمعدل ( 4-5) فلاحات يمكن تقسيمها وفقاً لزمن إجراؤها إلى
1- فلاحة خريفية.
2- فلاحة ربيعية.
3- فلاحة صيفية سطحية متكررة .
3-1-1 الفلاحة الخريفية:
تتم اعتباراً من شهر تشرين الثاني وحتى كانون الأول وذلك عقب هطول -الأمطار وتساعد هذه الفلاحة على:
- زيادة مقدرة التربة على استيعاب مياه الأمطار في فصلي الخريف والشتاء .
- الاحتفاظ بأكبر كمية من الماء للاستفادة منه في فصل الجفاف .
وهي أعمق نسبياً إذا ما قورنت بالفلاحة الربيعية او الفلاحات الصيفية السطحية المتكررة ويجب توزيع الأسمدة العضوية والكيماوية(بطيئة الذوبان ) قبيل إجرائها لدفن الأسمدة في التربة وتتم إما بالمحراث العادي على الحيوانات أو بواسطة الكلتفاتور ويجب أن يتراوح عمقها بين (12-15) سم
3-1-2 الفلاحة الربيعية :
تتم في فصل الربيع ( آذار – نيسان ) وهذا يختلف من منطقة لأخرى حسب الظروف البيئية وهي اقل عمقاً من الفلاحة الخريفية ويجب ان تكون عمودية على الفلاحة الخريفية ولا يزيد عمقها عن 10سم والغاية منها دفن وقلب الأعشاب النامية في التربة قبل تخشيبها وتقليل الفاقد من الماء نتيجة البخر من التربة .
3-1-3 الفلاحات الصيفية :
تحرث بساتين الزيتون بمعدل /1-2/ فلاحات صيفية سطحية متكررة والغاية منها حفظ الرطوبة المخزونة في التربة لأطول فترة ممكنة ذلك بإعاقة تبخر الماء نتيجة تكسر الأنابيب الشعرية في التربة من جهة والقضاء على الأعشاب من جهة أخرى وهذه الفلاحات اقل عمقاً من فلاحة الخريف والربيع حيث يتراوح عمقها بين ( 6-8 ) سم ولا يزيد عن 10سم وينبغي عدم المغالاة في عدد هذه الفلاحات خاصة في طور الإثمار آخذين بعين الاعتبار الأضرار التي تنجم من جراء هدم المادة المتبقية في التربة وزيادة نعومتها حيث تتعرض للانجراف تحت تأثير أمطار الخريف الغزيرة .
وعموماً يجب اخذ عمق الحرث بعين الاعتبار أثناء كل فلاحة فالحرث العميق من / 20-30 /سم يؤدي إلى الأضرار بالجذور وتزداد هذه الأضرار كلما كانت الجذور سطحية والتي تتكون في الأراضي الثقلية أم في الأراضي الرملية فتكون الجذور أكثر عمقا كما ينبغي تجنب المحاريث القلابة كونها تؤدي إلى تكوين مرتفعات ترابية حول الأشجار وانخفاضات في المسافة البينية الأمر الذي يؤدي إلى تقطيع الجذور وإصابتها بمرض ذبول الزيتون وتعرضها للجفاف.
3-2 تقليم شجرة الزيتون في مرحلة التأسيس
من المعروف أن معظم الأشجار المثمرة تستجيب للتقليم بدرجات مختلفة فهو يساهم في تنظيم الإنتاج وتحسين النوعية. إن المبادئ التي يستند إليها تقليم شجرة الزيتون متطابقة مع غيرها من الأشجار المثمرة في بعض النقاط وتختلف في بعضها الآخر لأنها تتعلق بالصفات الخاصة بكل نوع من أنواع الأشجار المثمرة.
يمكن تمييز في شجرة الزيتون كباقي الأشجار المثمرة تقليم التربية أو تقليم الأشجار الفتية وتقليم الأثمار أو تقليم الأشجار البالغة وأخيراً تقليم التجديد أو تقليم الأشجار الهرمة.
تقليم التربية:
يتم تأسيس بساتين الزيتون عادة أما بواسطة القرم وهي طريقة لا تزال متبعة في بلادنا وفي تونس خاصة أو بواسطة الغراس المطعمة أو المجذرة.
تربية الأشجار المزروعة بواسطة القرم :
يلاحظ لدى استخدام القرم لتأسيس البساتين نمو خلفات عديدة من القرمة الواحدة والتي تتنافس فيما بينها وتحمي بعضها البعض في المراحل الأولى لنمو الأغصان. وتعتمد هذه الأخيرة في غذائها على المدخرات المتوفرة في القرمة. يفضل ترك هذه الخلفات دون حتى السنة الثالثة وربما الخامسة. لان
أي استبعاد لبعض هذه الخلفات يقابله تأخر في نمو الجذور وهذا ما ينبغي تلافيه في السنين الأولى لتأسيس البستان.
واعتبارا من السنة الثالثة يتم اختيار أفضل خلفة لتكوين ساق الشجرة غير انه يلاحظ وجود أكثر من خلفة تتوازن في القوة والاتجاه مع مثليها من الخلفات لذلك يفضل تقليل العدد في السنين المقبلة للتربية إلى 3او 5 وليتم بهدها اختيار الخلفة المناسبة.
يعمل بعض المزارعين إلى إزالة كافة الخلفات النابتة من القرمة دفعة واحدة وترك خلفة واحدة لتكون ساق الشجرة ولو أن هذا ما نطمح بالوصول إليه تدريجيا إلا أن السرعة في إنجاز التربية سيعرض الساق إلى تأثير العوامل الجوية المختلفة.
تميل الزراعة الحديثة للأشجار المثمرة ومنها الزيتون إلى تربية الأشجار على ساق قصير حتى إن بعضهم ارتأى عدم ضرورة وجود الساق و تشعب الأفرع الرئيسية مباشرة من الأرض .
هذه التربية لا تعني مطلقاً تربية المجموع الهوائي للأشجار بصورة مرتفعة عن سطح التربة فالطرق الحديثة في تربية للزيتون تقترح فسح المجال للأفرع والأغصان المحيطة بالتدلي لتكاد تلامس بدورها سطح التربة وبذلك نصل إلى أعلى إنتاج ممكن من الشجرة الواحدة .
إن الشكل المفضل لتربية أشجار الزيتون في بلادنا هو الشكل الكروي مع وجود فجوة خفيفة في وسط الشجرة، وهناك بعض البلاد (ايطاليا)تطبق تربية كاسية على ثلاثة فروع هيكلية على أن يأخذ فرع شكلاً هرمياً تساعد هذه التربية على سهولة دخول النور إلى وسط الشجرة.
تم اقتراح التربية الموجهة للزيتون ولم تستطع هذه التربية الصمود لكثرة اليد العاملة اللازمة و لعدم استجابة شجرة الزيتون لهذه التربية بفعل نمو عدة أغصان عند نقاط الانحناءات و عليه تفضل التربية الحرة في الزيتون على التربية الموجهة.
تربى الأشجار عادة على 3 أو 4 أفرع هيكلية تتشعب بدورها إلى أفرع متدرجة في الصغر و لتنتهي بالأغصان وبسرعة يتشكل هيكل خشبي كبير ينافس الثمار في استهلاك العناصر الغذائية حيث ينعكس ذلك بصورة سلبية على زيادة الإنتاج .
تربية الأشجار بواسطة الغراس المطعمة أو المجذرة:
يلاحظ توزيع الغراس المطعمة أو المجذرة والمعدة لتأسيس البساتين وهي بحجوم متفاوتة و بتربية غير موحدة ،ويفضل تربية الغراس على ساق واحد تتوزع الأفرع الهيكلية عند قمته بصورة متوازنة .لهذه التربية أهمية بالغة في تحقيق تجانس كبير في الأشجار .