..مدخل ..
كان ..يأكل ويشرب ..
له أم وله أب وربما له أخ / أخت ...
كان لديه رجُلين ولساناً وشفتين ..
أتصدقون..!
كانت له غرفه ..وفرشاة أسنان وبعض
أدوات تثُبت بأنه أنسان ..!
وأسفاً كان كالدمى يُحركة خيط وثمة أشياء
وكيف ماكان هو مجرد (دميه) بمسمى أنسان..!
فصول من ..!
.. دمُى تَتقادِفُها الأرِجُل ..
[1]
دس في قلبها شرنقة حب لتنمو فزرعتها في بيداء الروح
نزفاً دموياً يكابد النمو فتكاثرت مابين الضلعين والصدر .!
فأغمضت العين وسارت خلفه يقلبها ( كيفماء/ وقتماء ) يشاء
لم يكن يحمل لها في جوفة مثقال ذره من أي حب سوى أنه
يريد أن يجرُب حواسة الشهيه في إذابة قلب أمرأه نحوه
ليعجنها في طبق..!
[2]
كافح من خلف الكواليس لأن يلبس ثوب فضفاض ليس بالمقاس
المناسب لتقاسيم (جسمه / كتفيه ) ولم يكن ذو إلوان تسر
الناظرين أو تستسيغه تحاديث الزمن..!
فثوبة متوارث من عادات وديمومه مجتمع تفرض عليه أن يلبسه
في حضرة قريه يمكث فيها فغدا أسيراً لدستور لم
ينزله الرحمن ولم تبثه أديان الرسل والأنبياء ..!
ولم يفُكر للحظة أن يُجري تعديل أو تحديث تقبله العقول
فجاء ومات بمقولة : _ ربي _كما خلقتني وكما ألفاني عليه
(ـأبائنا/ أجدادنا ) الأولون ..!
[3]
حين تعرض روزنامة الأجرائات الشرعيه والا شرعيه يأبى النصول
عنها لينسلخ من جلده ساجداً للأقامه نحوه في كل فريضه ..
كان في جعبته حوزه تقرع له الصواب من الخطأ والحلال من
الحرام ولكنه خبئها في جيبه فرئيس العمل بيديه اللقمه
ليعطيها أياه ساعة المضي خلفه في كل ذنب بلا جدال..
وكلما زاد صمتاً زاده غرقاً بالمال والهدايا / العلاوه ..!
[4]
خلف السياره شعار الوطن وبهرجة الأخضر , وصخب الراديو
يعلو بـ ( نشيدة / أغنيه ) تردد دندنه الحب المعسجد لبقايا
الطن ولم يكتفي عند هذا الحد سألوه في جريده ..!
مارأيك في أرتفاع أسعار البنزين الذي أصدره بعض
المسئولين في الدوله ..!
أبتسم وقال : قرار حكيم ومنصف ويرفع ( المجد / التقدم )
أشواط للأمام ..!
وكلما زج به الوطن عارياً على الرصيف كلما ألتصق به أكثر
على أمل أن يكسوه يوماً ..!
[5]
قبل أن يُصفد بكلاليب النعاس , ويخمِر في قبضة النوم
يتصفح ذاكرته العينيه ويثقب الحزن بأمط شفتاه ليركل
الأماني ويعوم في سوداوية الخيال المدنس بأفكاره ..
وفي حافة لسانه تمتمه : أنا مظلوم / لا أحد يحبني..
الجميع منافقون / الأصدقاء سيرحلون ..
(ولاشيء أستحق أن أكون )..!
حتى تتشبع العتمه في أفواج الدماغ ليمضي بغوائية السير
مدنس بالذنوب والخطايا , يبحث عن نفسه دهوراً ولايجدها
وفي كل خطوة بحث يفقد ذاته أكثر ...!
..خَارجْ القَانِونّ ..
من ضمن برائه أحلام الطفوله هي : أن يُنفخ في الدمية روح قادره على غزل الحكايا دونما أن أكون ( أنا / أنتم ) أداة تحركها يميناً ويساراً , ولتشفق على الطعَام البائت ونحنُ في أول لقمة نتمنى ونتمنى أن تحدث معجزه لتفتح الفاه وتأكل وربما نُطفىء الأنوار ونغُمض الأعين فهي قد تستحي أن تمارس ( الحركه/ الأكل ) أمامنا ....!
نكبر وأحلامنا تتمزق في أرصفة الشارع الفارغ وكلما زودناه نشوه كلما أضحى قتيلاَ , وإذا ما أمعنا النظر إلى رفات حلم تواريه وسادة طفل قبل النوم نجده قد تحقق وفي صياغه أخُرى , يراد له فقط تأويل الرموز لا أكثر ..!
المقتطفات الخمس هي دمى تتقادفها الأرجُل فالأولى كانت دميه بيدي رجل أرعن يجيد تمثيل ( الحب ) والثاني كان دمية لعادات بدائيه يجهضها العقل وصيرها نهجاً له والثالث ركع إلى رئيسه ككلاب السكك الجائعه التي تقضم ( اللحم/ الحلم ) حتى وأن كان نياً غير ناضج ..
أما الرابع كان دميه بأذرع الوطن يتدثر بثوب قصير ومرقع من جميع الجهات يظن بأنه سيستر عورته يوماً ..
والخامس فكان دمية تحركها نفسه المسكونه بالسواد فجرعة ( سوء/ حزن ) قبل النوم كفيله بأن تجعله دميه ..!
هاه : أيُها الطفل الذي كِبرت وربُما ستكبُر, أرأيت أن هنُاك دمى تتحرك بخيوط نحن نغزلها( للقصص/ للروايات ) وتأكُل وتشرب إيضاً..!
مُحرك الخيوط في الفصول السابقه :
أنسان / مجتمع / عمل / وطن / نفس
:
..بَرِقـــيــَه..
لاتكن كمقبض باب ولا كخيوط الدمى ولا كجيفه
تنهشها الأنياب لتبصقها الأسود ..!
كُن _ أنت _ أنسَاناً
مما راق لي كثير ا