:: إرضاء الناس غاية لا تدركـ ::
فكرت في هذه المقولة .. واحترت كثيراً فيها ..
ولكني مؤمن تماماً بكل حرف من حروفها ..
وذلكـ لأن إرضاء الناس صعب فأنواع الناس
و صفاتهم تختلف و رغباتهم كذلكـ تختلف ،
حتى رغباتنا نحن و ما نريد تختلف معهم ..
وتذكرني تلكـ المقولة دائماً بجحا وابنه ففي
كل مرة يتبع فيها الناس حتى وجد نفسه في
الأخير هو وإبنه يحملان الحمار فقالو عنهما مجانين
و فعلا أن تكون لدينا رغبة في إرضاء جميع الناس
فهذا جنون ..
فأغلب الناس هنا يضعون أهميه كبيره لكلام
الناس وكسب ودهم ورضاهم .. وقد يصل
إهتمامهم بذلكـ لحد صعب الإحتمال, حيث يؤثر
على حياتهم وراحتهم فقد يفعلون مالايريدون
أو العكس فقط من أجل كسب رضاء الناس ..
والأسلم أن يفعل الإنسان ما يمليه عليه ضميره
و يتركـ كلاً يقول ما يريد ..
ضَحِكْتُ فقالوا ألا تحتشم***** بَكَيْتُ فقالوا ألا تبتســـــم !!
بسمتُ فقالوا يُرائي بهــا***** عبستُ فقالوا بدا ما كتــم !!
صمتُّ فقالوا كليل اللسان***** نطقتُ فقالوا كثير الكَــلام !!
حَلِمتُ فقالوا صنيع جبان***** ولو كان مقتدراً لأنتقــــــم !!
بسلتُ فقالوا لطيشٍ بـــــه***** وما كان مجترئاً لو حــكم !!
يقولون شــذّ إذا قلــتُ لا***** وإمَّعةً حين وافقتهــــــــم !!
فأيقنت أني مهمــا أردت***** رضا الناس لابد من أن أذم!!
فالصحيح هنا في هذه الحاله هو اتباع مايرضي
الله سبحانه وتعالى في كافة أمور حياتنا ..
فلكل فرد مسلم قيم ومبادئ شرعيه تحكم
تصرفاته وأعماله وتعاملاته مع الغير
وديننا الإسلامي لم يتركـ شيئاً في حياتنا إلا
وتطرق له موضحاً السبيل الصحيح فيه ،
فمن سار على هذا الدرب فبالتأكيد سينال
رضى الله وهو الأهم ..
قال صلى الله عليه وسلم : (من التمس رضا الله
بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس
رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس)
ولكن رغم كل هذا يجب على الإنسان الذي
يعيش داخل هذا المجتمع المحافظ إحترامه
وعدم الإتيان بما يثير الكلام حوله أو الأقاويل
ويجب أيضاً ان نضع في الحسبان أننا
لا نعيش وحدنا في هذا المجتمع إنما نحن
جزء منه وإحترامه واجب على كل فرد ..
ولكن كما قلنا كل ذلكـ يأتي بعد كسب
رضا الله سبحانه وتعالى ..
ولتعش في الحياة كعابر سبيل يتركـ
وراءه أثراً جميلاً ، وعش مع الناس
كمحتاج يتواضع لهم , وكمستغن يحسن إليهم ,
و كمسؤول يدافع عنهم , وكطبيب يشفق عليهم ,
ولا تعش معهم كالذئب يأكل من لحومهم ,
وكثعلب يمكر بعقولهم , وكلص ينتظر غفلتهم ,
فإن حياتكـ من حياتهم , وبقاءك ببقائهم ,
ودوام ذكركـ بعد موتكـ من ثنائهم , فلا تجمع
عليكـ ميتتين , ولا تؤلب عليكـ عالمين ,
ولا تقدم نفسكـ لحكمتين , ولا تعرض نفسكـ لحسابين ,
ولحساب الآخرة أشد وأنكى ..
وتذكر دوماً : أن تعامل الجميع في حدود الشرع ..
ولا تهتم سوى برضى رب العالمين ..
مع خالص مودتي للجميع
مما أعجبني