القيم والمعتقدات.. من أنت ومن هم؟
دائما ما كنا نعتقد إن قيم الفرد ومعتقداته ما هي إلا شيء شخصي بحت، تظهر أهميته في علاقاته الاجتماعية فقط، و لكن في عصر تكسرت فيه حدود التجارة وانعدمت فيه عوائق الاتصال، أصبح للقيم الشخصية والمعتقدات أثر كبير على اتجاهات العمل و النجاح فيه.
لذا إن أردنا أن ندخل عالم التجارة و المشاريع (الناجحة).. فيجب علينا أولا أن نقوم بدراسة القيم والمعتقدات، ولا أتحدث هنا عن قيم الآخرين ومعتقداتهم فقط، بل عن قيمنا ومعتقداتنا الشخصية أيضا.. ولكن أولا: ماذا تعني قيمة.. وماذا يعني معتقد.. وهل هناك فرق بينهما؟؟
بالطبع هناك فرق، و لنتمكن من معرفة هذا الفرق سنتحدث عن الاثنين ونرى...
القيم : هي مجموعة من المبادئ الحاكمة للسلوك الإنساني والتي يحصل عليها الفرد منذ نعومة أظافره وطوال فترات حياته من خلال الأسرة والأصدقاء والمدرسة وغيرها من المنظمات التي ينتمي إليها الفرد خلال مراحل عمره المختلفة، وقد تكون القيم تلك دينية، اقتصادية، سياسية، اجتماعية، أو جمالية.
وهي إما أن تكون موجبة أو سالبة:
• القيم الموجبة: هي القيم التي يسعى الفرد للحفاظ عليها والاقتداء بها وتحمل المشقة من أجلها. ومثال ذلك:
• الصبر وتحمل المشقة في العمل.
• الصدق والأمانة في التعامل مع الغير.
• مراعاة الجوانب الأخلاقية في القرارات.
• احترام الوقت والحفاظ عليه.
• القيم السالبة: هي الأشياء التي يسعى الفرد إلى تفاديها أو البعد عنها وعدم الاقتداء بها. ومثال ذلك:
• عدم الوفاء بالعهود مع العملاء.
• الغش التجاري.
• المكسب السريع على حساب الجودة.
و لكن ما هي نوعية القيم التي يجب أن اكتسبها من أجل انجاح مشروعي؟
باختصار شديد هم 8 قيم.. لو تعلمتهم و علمتهم من حولك.. سترى نتائج كالسحر:
أولا- حب العمل:
اعمل دائما هذه الحكمة "حب ما تعمل، إن لم تسطتع أن تعمل ما تحب"، و لكن كيف لي أن أحب ما لا أحب!! ممكن جدا إذا فكرت في عملك بهذه الطريقة :
• "عملي هو قيمة أعيش من أجلها"، لو أحببت عملك وتميزت في أدائك، فستطور منه و تتقنه.
• لا يوجد وظيفة كبيرة وأخرى صغيرة. لكن هناك دائماً وظيفة مناسبة.
ثانيا- الصبر وعدم التسرع
• دقيقة واحدة من الصبر من الممكن أن تمنع كارثة، و دقيقة واحدة من التسرع من الممكن أن تدمر حياة بأكملها".. مثل صيني عن الصبر يلخص أهمية الصبر في حياتنا.
• تذكر دائما أن بناء منزل متين قد يحتاج إلى أيام طويلة، غير أن هدم هذا البناء لن يحتاج إلا ربع هذا الوقت (البناء دائماً أصعب من الهدم).
• المشروعات الناجحة هي التي استهدفت الربح في الأجل الطويل عن طريق كسب رضاء المستهلك، فتفادى اتباع سياسة المكسب السريع Hit and Run))
• لا تنسى المقوله الشهيرة "ما يأتي بسرعة.. يذهب أسرع".
ثالثا- احترام الغير
هي معادلة بسيطة: احترم غيرك..تحترم نفسك:
• احترام العملاء (تقديم سلعة أو خدمة بجودة مناسبة)
• احترام العمال (توفير مناخ عمل مناسب مادياً ونفسياً)
• احترام الموردين (سداد مستحقات الموردين في المواعيد المتفق عليها)
رابعا- التعليم المستمر
انسى الشهادة المعلقة على حائط المنزل، فمادمت تعمل فأنت في حالة تعلم دائم، و تذكر دائما أن الفشل هو أحد جنود النجاح لو تعلمت منه.
• يحتاج صاحب المشروع والعاملين إلى تعديل سلوكهم للاستجابة للتغيرات التي تحدث في البيئة.
• الاستفادة من أخطاء تجارب المشروع في الفترات السابقة هو الذي يساعد المشروع على النجاح مستقبلا؛ فالمشروع الذي لا يتعلم من أخطاء الماضي يكررها في المستقبل.
خامسا- إتقان العمل
الكفاءة...الكفاءة..الكفاءة...
• الكفاءة تعني استخدام أقل قدر ممكن من الموارد في تحقيق الأهداف المخططة، ومن أمثلة مصادر الكفاءة والاتقان:
• قدرة العنصر البشري على استخدام المواد الخام
• انخفاض نسبة التالف والهالك.
• انخفاض تكاليف التخزين.
• القدرة على استخدام الوقت.
• تعظيم الجهد المبذول.
سادسا- غرس روح المنافسة
• المنافسة هي روح العمل وقدميه"، فبدون المنافسة الشريفة لن تكون الكفاءة ولا سيحدث تطور.
• إذا لم تقدم للمستهلك ما يريد، سوف يحصل عليه من مشروع آخر.
• السوق محدود والجميع يسعى إلي كسب أكبر حجم من السوق وهو ما يعرف بالحصة السوقية.
• إذا لم يكن لك ميزة تنافسية فلا تنافس.
و لكن، فيما أنافس:
• خدمات ما بعد البيع.
• منافذ التوزيع.
• جودة المنتج أو الخدمة.
• الأسعار.
• إلى جانب التنافس يمكن أن تتعاون مع المنافسين، والتعاون مع المنافس يهدف إلي تعظيم مصلحة الجميع (الكل يكسب) .. هل هذا ممكن!!؟ فكر!!
سابعا- التجديد والابتكار
باختصار شديد..."جدد أو تبدد" (الإبداع والابتكار..كلنا مبدعون)
فالعالم في حالة تطور مستمر، و السلعة أو الخدمة التي يقبلها المستهلك أمس أو اليوم ليست هي بالضرورة السلعة أو الخدمة التي سوف يقبلها غداً.
و التجديد يشمل (شكل السلعة، وظائف السلعة، خدمة ما بعد البيع، التغليف والعبوة، العلاقة مع العملاء، شروط السداد والدفع، منافذ التوزيع، الإجراءات الإدارية).
ثامنا- إدارة الوقت
وقتك هو حياتك.. لو أردت أن تضيع حياتك فاهدر وقت.
• العديد من المشروعات تصارع الزمن: التوصيل للمنازل، خدمة مريض، نقل خبر هام، عرض مالي سريع.
• نحن نتعامل مع الزمن الصفريZero-time. أي أن الفرق الزمني بين شعور المستهلك بالحاجة وقدرة المشروع على الوفاء بهذه الحاجة يساوي صفر. مثال: استبدال الأصناف المستهلكة في ثلاجات العملاء قبل أن تنفذ تلك الأصناف. مثال آخر: عمل صيانة قبل توقف الماكينات والآلات.
و لأهمية الوقت و إدارته سنتحدث عن مبادئ إدارة الوقت باختصار:
• لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد.
• خطط جيداً لاستغلال وقتك في العمل.
• حدد أولويات العمل.
• تعلم العمل من خلال فرق.
• لا تسمح بالمقابلات أو الاجتماعات غير المخططة.
• فوض الصلاحيات للغير.
• خطط جيداً للاجتماعات.
• حقق الاتصال الفعال مع الآخرين.
هذه كانت القيم.. تذكرت؟ كنا نتحدث عن الفرق بين القيم والمعتقدات.. والآن جاء دور المعتقدات لنتعرف عليها:
المعتقدات : هي الحقائق والنظريات التي يعتنقها الإنسان والتي يستخدمها لتفسير ظواهر الكون والعالم المحيط به، وإليكم بعض التفصيل لطبيعة المعتقدات:
• المعتقدات يتعلمها الإنسان من البيئة التي يعيش فيها؛ بمعني آخر تختلف المعتقدات من بلد لآخر، وتختلف داخل نفس البلد من وقت لآخر.
• تحتاج المعتقدات إلى نوع من التدعيم الاجتماعي المستمر حتى لا تنسى، قد يكون هذا التدعيم مباشر من خلال الممارسة والخبرة الشخصية، أو غير مباشر من خلال خبرات الآخرين وممارستهم أو التأثر بآرائهم وأفكارهم.
• من أمثلة المعتقدات في مجال العمل:
• العمل الجاد يؤدي إلى النجاح.
• اهتمام صاحب العمل بالعاملين يؤدي إلى زيادة الإنتاج.
• الربح يأتي في الأجل الطويل.
إذًا، هناك فرق بين الاثنين.. لكن الأهم هو أن تعرفنا على القيم والمعتقدات تجنبنا الاختلافات، أو على الاقل تمكنا من فهم تلك الاختلافات، فمعرفة معتقدات وقيم الآخرين تكون في بعض الأحيان المضاد الوحيد لحدوث صدام قد يؤدي إلى فشل.
م0ن