رفــــقًا بالقوارير
فإنهن مثل العصافير ،
لكل روض ريحان ،
وريحان روض الدنيا النسوان ،
هن شقائق الرجال ،
وأمهات الأجيال ،
هن الجنس اللطيف ،
والنوع الظريف ،
يلدن العظماء ،
وينجبن العلماء ،
ويربين الحلماء ،
وينتجن الحكماء ،
المرأة عطف ، ولطف وظرف ،
سبابها سراب ، وغضبها عتاب ،
القنطار من غيرها دينار ،
والدينار منها قنطار ،
هي في الدنيا المتاع ،
والحسن والإبداع ،
وهي للرجل لباس ،
وفي الحياة إيناس .
وهي الأم الحنون ،
صاحبة الشجون ،
خير من رثى وبكى ،
وأفجع من تألم وشكى ،
لبنها أصدق طعام ،
وحصنها أكرم مقام ،
ثديها مورد الحنان ،
وحشاها مهبط الإنسان ،
في عينها أسرار ،
وفي جفنها أخبار ،
في رضاعها معاني الجود ،
وفي ضمها الود المحمود ،
قبلاتها لطفلها صلوات القلب ،
وبر طفلها لها مرضاة الرب ،
شبعها أن لا يجوع وليدها ،
وجوعها أن لا يشبع وحيدها ،
غياب المرأة من الحياة وأْد للسرور،
واختفاؤها في مهرجان الدنيا قتل للحبور .
هي بيت الحسب والنسب ،
وجامعة المثل والأدب ،
ذهب بلا امرأة لهب ،
وجوهر بلا امرأة خشب ،
تقرأ في نظراتها لغة القلوب ،
وتعلم الحب من هجرها المحبوب ،
وبالمرأة عرف الهجر والوصال ،
والاتصال والإنفصال ،
والغرام والهيام ،
والبراءة والإتهام ،
تقتل بالنظرات ،
وتخطب بالعبرات ،
كلامها السحر الحلال ،
ولفظها العسل السيال ،
بسمتها ألذ من العنب والتوت ،
وقال نسوة في المدينة ،
كل مهجة فهي لنا مدينة ،
وأفضل النسوان ،
الحصان الرزان ،
ألفاظها أوزان ،
وعقلها ميزان ،
إذا تحجبت فشمس في غمام ،
وظبي في خزام ،
هي رواية تترجمها الأرواح ،
وهي مسك تذروه الرياح ،
في شفتيها ألف قصة ،
وفي أعماقها سبعون غصة ،
على شفتيها المطبقات سؤال ،
وفي جفنيها مقال ،
أحرف الحب صامتة على محياها ،
وقصائد الغرام حائرة على رياها ،
من النساء خديجة رمز الأدب ،
لها قصر في الجنة من قصب ،
لا صخب فيه ولا نصب ،
ومن النساء عائشة بنت الصديق ،
صاحبة العلم والإتقان والتحقيق ،
المطهرة الطاهرة ،
صاحبة السجايا الباهرة ،
والمحامد الظاهرة ،