من أسباب نيل شفاعة المصطفى
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا و حبيبنا
عبدك و رسولك / محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم
و على آله و صحبه أجمعين أفضل الصلاة و أزكى التسليم
أحبتي في الله :
إن أسعد الناس من يوفق في عبادته لله ـ بعد الإخلاص له
للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
فإنها من أجلّ العبادات التي يتقرب بها العبد إلى مولاه ,
وينال بها مناه في الدنيا والآخرة
يقول الله عز وجل :
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
فأكثروا من
الصلاة والسلام على النبي المختار
صلى الله عليه وسلم ؛
يفتحِ الله عليكم أبوابَ رحمته ,
ويأتي فضل هذه العبادة العظيمة في عدة أسباب نورد منها :
1- أنها سببٌ لرفع مقام العبد
فعن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال:
«أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً طيِّب النفس , يُرى في وجهه البِشْر , قالوا : يا رسول الله أصبحت اليوم طيِّب النفس , يُرَى في وجهك البِشْرُ , قال : أجلْ , أتاني آتٍ من ربي عز وجل فقال :
من صلى عليك من أمتك صلاةً كتب الله له عشرَ حسنات ,
ومحا عنه عشرَ سيئات , ورفع له عشرَ دَرَجاتٍ , ورَدّ عليه مثلها» .
[أخرجه أحمد والنسائي] .
2- أنها سبب من أسباب نيل شفاعته صلى الله عليه وسلم
سواء أكانت الصلاة مستقلةً بذاتها , أم مقرونةً بسؤال
الوسيلة له صلى الله عليه وسلم
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة)
.رواه الطبراني , وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير
وأيضًا ما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول , ثم صلوا علي ؛
فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه عشراً , ثم سلوا لي الوسيلة ؛
فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ,
وأرجو أن أكون هو ؛ فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة).
[أخرجه مسلم في صحيحه] .
وصفة دعاء الوسيلة كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله
من قال حين يسمع النداء : "اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة , والصلاة القائمة ,
آتِ محمداً الوسيلة والفضيلة , وابعثه المقام المحمود الذي وعدته"
, حلتْ له شفاعتي يوم القيامة)
[رواه البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ] .
ومن الأحاديث التي تحث على الصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم
ما جاء عن عَبْدِ الله بنِ مسعودٍ ,
أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ:
«أوْلى الناسِ بي يومَ القِيامةِ أكثرُهُمْ عليَّ صلاةً» .
[رواه الترمذي , وصححه ابن حبان] .
ويجب أن نبين أنواع الشفاعة
أنواع الشفاعة :
قسم أهل العلم الشفاعة
إلى ما يلي :
1- أولها ـ وهي مختصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ
وهي الإراحة من هول الموقف بتعجيل الحساب .
2- الشفاعة في إدخال أناس الجنة بغير حساب .
3- الشفاعة في زيادة درجات بعض أهل الجنة .
4- الشفاعة في إخراج بعض من دخل النار من المذنبين
فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
خُيّرت بين الشفاعة وبين أن يدخل شطرٌ من أمتي الجنة ,
فاخترت الشفاعةَ ؛ لأنها أعمُّ وأكفى . أتُرَونَها للمؤمنين المتقين !!
لا , ولكنها للمذنبين المتلوّثين الخطائين).
[رواه الإمام أحمد وابن ماجة , وقال الألباني : صحيحٌ دون قوله : لأنها ..)]
وأيضًا ما جاء عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه أنه قال :
قيلَ يا رسولَ الله مَنْ أسعدُ الناسِ بِشَفاعَتِكَ يومَ القيامةِ ؟
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
«لقد ظننتُ يا أبا هريرة أنْ لا يسألني عن هذا الحديثِ أحدٌ أوَّلَ منكَ ؛
لِما رأيتُ من حِرصكَ على الحديث ,
أَسعدُ الناسِ بشفاعتي يومَ القيامةِ من قال لا إلهَ إلاّ الله
خالِصاً مِن قَلبِه , أو نفسِه»
. [رواه البخاري] .
5- الشفاعة لقوم استوجبوا دخول النار ألاّ يدخلوها .
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي )
( رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وقال الألباني حديث صحيح )
3- أنها سبب في دفع الهموم وغفران الذنوب ؛
فعن اُّبَيِّ بنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ :
كَانَ رَسُولُ الله إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ
: «يَا أَيُهَا النَّاسُ اذْكُرُوا الله , اذْكُرُوا الله , جَاءَتْ الرَاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ,
جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ , جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ» .
قَالَ أُبَيٌّ : فَقُلْتُ
يَا رَسُولَ الله إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي ؟
فقَالَ : «مَا شِئْتَ» , قال : قُلْت الرُّبُعَ ؟
قَالَ : «مَا شِئْتَ , فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»
. قُلْتُ : فَالنِّصْفَ ؟ قَالَ :
«مَا شِئْتَ , فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لكَ»
. قال : قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ ؟
قَالَ : «مَا شِئْتَ , فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ»
, قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلّهَا ؟ قَالَ :
«إِذَا تُكْفَى هَمَّكَ , وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» ..
[أخرجه الإمام أحمد والترمذي , وحسنه الألباني] وفي روايةٍ للإمام أحمد :
( إذن يكفيك الله ـ تبارك وتعالى ـ ما أهمَّكَ من أمرِ دنياك وآخرتك )