الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لماذا يهاجمنا الغرب ؟ ولماذا يدنسون مقدساتنــا ؟
لماذا لا يحترمون مشاعرنا ؟ وهم ينالون من أحبّ إنسان إلى قلوبنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم
أين الخلل ؟؟؟ هــــل الخلل فينا نحن ؟ أم فيهم هم؟
والجواب : فينا وفيهم الخلل
- فيهم الخلل لأنّهم أناس مُلِئت قلوبهم حقدا وبغضا للإسلام وأهله
{... قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ
الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118
- فيهم الخلل لأنهم أناس ساءت أخلاقهم , وخبُثت نفوسهم الدنيّة
حتى أصبحت تتلذذ بمصائبنا وأحزاننا وتحزن لأفراحنا وآمالنا
: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ
وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }آل عمران120
إنّها النفوس التي غرقت في أوحال الدنس الروحي , والفساد القيَمِي
فانصرفت للرذيلة وحاربت الفضيلة ، عانقت جهالات الظلام ,
وأطفأت شموع الهداية في أعماقها ، معلنة حربها على الخير والرشاد
ومناصرتها للشر والفساد
- فيهم الخلل لأنّ قلوبهم سابقت قساوة الحجارة الجامدة
وطاولت غلظة الجبال الصمَّاء , فنزعت رداء الشفقة والرحمة والإنسانية
{لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ } التوبة10
أي لايشفقون على المؤمن ولا يرحمونه
ولو كان قريبا لهم في النسب , أو بينه وبينهم عهد وميثاق
- فيهم الخلل لأنّ مواقفهم تحكمها أهواء وشهوات , تنكّرت للعقل والحقيقة
فهم موقنون في قرارة أنفسهم أنّ دين الإسلام هو دين الحق
وأنّ المسلمون هم أهل الحق والصواب ,
ولكن الهوى والشهوة حجب اعترافهم بهذه الحقيقة العظمى
فاختاروا طريق الجحود والتكذيب
{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}النمل14
- فيهم الخلل لأنهم يحسدوننا على نعمة الإسلام بعد أن علموا حقيقتها
وتبيّن لهم صدقها
{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً
مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ... }البقرة109
وفيــناالخلــــل؛؛؛؛
- فينا الخلل لأننا أمّة هان عليها دينها فهانت على الله
- فينا الخلل لأننا أمّة أحبّت الدنيا وزينتها
فهانت عليها نفسها , ورضيت حياة الذلّة والمهانة بعد العزّة والكرامة
- فينا الخلل لأننا أمّة تضحِّي من أجل الدرهم والديناروالريال
والشهوة والشهرة , ولا تضحِّي من أجل العزيز الغفّار
- فينا الخلل لأننّا تنكّرنا لحضارتنا , ودفنّا ماضينا
وعشنا على فُتات مزابل الحضارة الغربية الزائفة
لم نرَبِّ أنفسنا وأبناءنا في بساتين القرآن , وواحات السنّة النبوية الطاهرة
ثم ادّعينا باللسان محبة رسول الرحمن
لم نُخضع قلوبنا , ونفوسنا , وعقولنا لشريعة رب العالمين
وسنّة سيد المرسلين ، سرنا يمينا وشمالا
نلُمُّ فضلات أفكار البشر ، ونجمع حثالة عقول لم تعرف ربَّها
فهي تتخبط في بحار الظلمات على غير هدى
بينما كان حال الأوَّلين من هذه الأمّة , الذين عاشوا أعزّة , وماتوا أعزّة
هو الترفع عن كل ما ليس لله ، ترفَّعوا عن تقليد الكافرين
وتمسَّكوا بسنَّة إمام المهتدين صلى الله عليه وسلم
وسيرة أصحابه الغٌر الميامين ، واعتزّوا بشريعة رب العالمين
خضعوا لها بألسنتهم وقلوبهم وعقولهم وجوارحهم
" شعارهم سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "
ونهجهم لا قول إلّا قول الله , ولا هدي إلّا هدي رسول الله
فتعلَّموا سيرته الشريفة وعلَّموها لأبنائهم منذ نعومة أظفارهم
وتمثَّلوها في أخلاقهم ومعاملاتهم ، فكانوا صورة ناصعة شفافة
للمسلم العزيز الحر
أمّا نحن فأضعنا أوقتنا في القنوات والشهوات
وسقينا أبناءنا كأس البعد عن رسول رب الأرض والسماوات
لم نعلِّمهم سيرته ، ولم نخلِّقهم بأخلاقه
ولم نربِّهم على منهجه
ولم نبيِّن لهم السيرة الجميلة الحميدة لأصحابه رضي الله عنهم أجمعين
بل تركناهم فريسة سهلة لرفقة السوء والقدوة الفاسدة , يغرقون في أمواج الظلام
تائهين في صحراء القنوات القاحلة , الخالية من القيم والأخلاق
إلا ما رحم ربـــــي .....
أيــّـــــها المســلمون
آن الأوان: لفهم حقيقة محبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
آن الأوان: لتجديد العهد والولاء لرسول الأمه صلى الله عليه وسلم
آن ألأوان: لنتصالح مع سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنجعلها منهجنا للحياة , عليها نحيا نحن و أبناؤنا , وعليها نموت
آن الأوان: لنبذل النفس والمال وكلّ ما نملك
نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
آن الأوان: لأن نستحي من الله والحال أنّ
الكفار يستهزئون برسول الله صلى الله عليه وسلم مرات ومرات
ونحن في غفلات وشهوات
آن الأوان: لأسد محمد أن تننطلق
وللعواصف أن تحطِّم الأصنام
وللزلازل أن تدكّ كل مستهزء خسيس النفس سليط اليد واللسان
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ *
وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }محمد7 , 8
" اللهم اجمعنا على الخير، وعلى خدمة الإسلام ورفع رايته
والعمل بما يرضي به الله ورسوله
اللهم اهدينا إليك وحكم شرعك فينا "