كولون - يقول الألماني (الغربي) فولكر بافلوفسكي، وهو أصلا عامل بناء لكنه تخصّص في بيع قطع جدار برلين المنهار، إنه لا يبيع قطع إسمنت عديمة المعنى للسياح وإنما «أجزاء» من تاريخ الجدار الألماني الذي راح ضحيته العشرات ممن حاولوا التسلّل من فوقه أو من تحته.
بافلوفسكي كشف عشية الاحتفال بالذكرى العشرين لانهيار جدار برلين أنه يعتاش منذ 20 سنة من مبيعات قطع الجدار للسياح، بل إنه يبيع قطع الجدار «الأصلية» بالبريد منذ سنوات، ولقد أرسل بنفسه آلاف القطع إلى سياح يطلبونها من الصين وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا والولايات المتحدة.
هذا ليس كل شيء، لأن بافلوفسكي (52 سنة) احتكر في السنوات الماضية «سوق جدار برلين» بعدما نفد احتياطي قطع الإسمنت الملونة لدى بقية البائعين. ويقول إن 90% من قطع الجدار التي يجري تداولها في السوق حاليا يأتي من مخزونه. وهو يبيع قطع الجدار الإسمنتية الصغيرة لقاء 2.99 يورو في حين يبيع قطع الجدار الكاملة، التي يبلغ وزن الواحدة منها نحو 3 أطنان، لقاء 4000 يورو، ويستطيع أي متحف في العالم أن يطلبها منه.
عامل البناء الشاطر يرفض الكشف عن «احتياطي الإسمنت الجداري» لديه خشية أن تؤثر أزمة الدولار على أعماله، لكنه يؤكد أنه يمتلك ما يكفي منها للتكسير والبيع، بأحجام مختلفة، أو بيعها كقطع كاملة. وهو يأمل أن تكفي قطع الجدار المتبقية لتأمين متطلبات حياته المتواضعة حتى عام 2050.
وطبيعي، فإن بافلوفسكي لا يبيع قطع جداره إلا مقابل «ضمانة» رسمية على أنها أصلية من قطع جدار برلين، ويمكن للمشتري استعادة نقوده في حال إثباته خلاف ذلك. ويضيف أنه يحتفظ بنتائج تحليل عينة أصلية من إسمنت الجدار، وهي منتجة من مصنع شرقي للإسمنت أوقف إنتاجه منذ الوحدة الألمانية، كما أن قطع الجدار الأصلية معروفة بأشكال الثقوب الهوائية فيها ونوع شبكة الحديد التي استخدمت لتمتينها.
للعلم، عاش بافلوفسكي فترة بناء الجدار وكان يتابعها يوميا، وعاش أيضا لحظات انهياره عام 1999. ويقول إن فكرة الاستفادة من قطع الجدار تجاريا واتته في تلك الليلة، فعمل طوال الأيام اللاحقة على انتزاع قطع الجدار ونقلها إلى مخزن يملكه.