بيت الأمة.
أو متحف سعد زغلول
العنوان:
القاهرة ، المنيرة ، 6 شارع ضريح سعد زغلول .
"لم يحظ زعيم مصري بشعبية كالتي حظي بها سعد زغلول، حتى لقب بزعيم الأمة،
وأطلق على بيته "بيت الأمة" وعلى زوجته صفية أم المصريين".
من هو : سعد باشا زغلول .
/ولد في (ذي الحجة 1274هـ = يوليو 1859م) في قرية إبيانة التابعة لمديرية الغربية، وكان والده رئيس مشيخة القرية، وتوفي وعمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد فتحي زغلول.
- شارك سعد في الثورة العرابية فتعرض للاضطهاد، وأقيل من وظيفته ، فاشتغل بالمحاماة وذاع صيته بها حتى صار من أعلامها المعروفين.
- كان له نشاط بارز في الحياة السياسية المصرية، وربطته بعض العلاقات بزعماء مصر، واللورد كرومر -المعتمد السامي البريطاني في مصر.
- برز سعد زغلول كزعيم للأمة المصرية مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، إذ طالب بتشكيل وفد من المصريين لحضور مؤتمر الصلح، فرفضت سلطات الاحتلال البريطاني ذلك واعتقلته ونفته إلى مالطة وكان ذلك سببا في إشعال ثورة 1919 في (جمادى الآخرة 1337هـ= مارس 1919م) التي تعد أول ثورة شعبية بعد الحرب العالمية الأولى. خلال الأسابيع الثلاثة للثورة سقط نحو 800 مصري قتلى، مما أجبر الإنجليز على إخلاء سبيله.
- ثم جرت انتخابات تشريعية فاز فيها مرشحو سعد بغالبية مقاعد البرلمان، وشكل سعد الوزارة التي تعد أول وزارة شعبية في مصر.
- توفي سعد زغلول في (22 صفر 1346 هـ = 23 أغسطس 1927م) وكان يوم وفاته يوما مشهودا، وبني له ضريح أسموه "ضريح سعد>
قصة البيت
كان سعد باشا يقيم في حي الظاهر حتى عام 1901 عندما قرر الانتقال إلى حي الإنشاء ، الذي يقع فيه بيت الأمة ، وكان معلوماً أنه حي الأرستقراطية التركية .
بدأ في بناء هذا البيت في منتصف عام 1901واستكمله في أوائل العام التالي ، حيث انتقل إليه يوم الخميس 24 إبريل عام1902.
أطلق لفظ بيت الأمة علي منزل الزعيم الراحل سعد زغلول في حوار محتد بينه وبين أصدقائه الذي قال لهم: "كيف تهيناني في منزلي" فأجاباه بأن (هذا بيت الأمة) فأقر بذلك وأطلق هذا الاسم علي منزله .
وأصبح بيت الأمة مسرحا للحركة الوطنية منذ عام 1918 حتى 1946، وشهد مولد ثورة 1919.
ظل بيت الأمة مقراً للوفد بعد وفاة سعد زغلول ، ولم تغلقه أم المصريين في وجه الوفديين إلا بعد أن انقسموا على أنفسهم أواخر عام 1937 بعد خروج النقراشي وأحمد ماهر عن الزعامة النحاسية وكونوا الهيئة السعدية حيث بقيت أم المصريين تشغله حتى وفاتها عام 1946 .
تحول بيت الأمة إلى متحف .
وقد تم دفن سعد زغلول بالقرب من منزله ، حيث يقع على الجانب الأيسر من الضريح.
جولة في المنزل:</SPAN>
نلف للفيلا الأنيقة عبر هذا الباب الحديدي .
فيقابلنا تمثال للزعيم سعد زغلول في مدخل المنزل صممه الفنان محمود مختار ، محاطا بالأشجار .
الكاتب الصحفي الراحل ( مصطفى أمين ) قدم وصفاً بديعاً للبيت في مذكراته تحت عنوان ( من واحد لعشرة ) ،قائلاً :
" كان هذا البيت مصمماً على طراز قصور الأثرياء في فرنسا , كما اشترى سعد باشا بعض أثاثه من فرنسا و فيينا و ألمانيا و تحيط بالبيت حديقة واسعة ذات أسوار عالية .. و على اليمين سلالم رخامية موصلة إلى السلاملك , حيث الصالون و غرفتا مكتب , و شرفة كبيرة موصلة إلى غرفة المائدة " .
ولماذا يكتب مصطفى أمين عن هذا البيت؟؟؟؟
لأن مصطفى وشقيقه التؤأم علي هما إبني "رتيبة " ابنة شقيقه سعد باشا , و قد قضيا في هذا البيت طفولتهما , وأقاما فيه حتى بعد وفاة صفية زغلول .
و مازال بيت الأمة يحتفظ بغرفتهما الخاصة.
ولأن سعد زغلول وزوجته ، كانا محرومان من الذرية، فقام برعاية إبني شقيقته رتيبة وشقيقها بعد وفاة والديهما ، واستقرا في هذا المنزل وحتى حينما تزوجت رتيبة وأنجبت ظلت تسكن هذا البيت وكذلك إبناها من بعدها.
وما أن ولجنا بداخل الفيلا بعد إجتياز موظف التذاكر.
حتى قابلتنا وجوه عابسة ، رغم كونها تفيض بالشباب و" النظافة" .
فالفتاة التي تولت شرح ارجاء الطابق الأرضي رفضت وبشدة إلتقاط أي صورة .
أما الشاب" ثقيل الدم" والذي كان يجلس في وسط الصالة على كرسي يدور فيه على اليمين والشمال وكأنه طفل نزق يلهو بلعبته دون عابئ بالضيوف وكل ما كان يفعله هو ترديد جملة " التصوير ممنوع" .
وهذا أكثر ما ضايقني في هذه الزيارة .
في البداية أخذتنا الفتاة التي ذكرتها في جولة في الطابق الأرضي للصالون الذي يستقبل فيه الباشا ضيوفه.
وإلى المكتب الجميل ، وغرفة الطعام الأنيقة.
وشاهدنا في المدخل الرئيسي تمثال نصفي للزعيم سعد باشا من صنع المثال الروسي (يورفيتشي ) و بجواره سترة من الحرير الثمين مهداة من نجاشي الحبشة .
وتفصل بين الغرف شرفة كبيرة بمثابة متحف صغير يمتلئ باللوحات الفنية..
و خطابات سيدات طنطا لصفية زغلول الملقبة بأم المصريين , صغرى بنات مصطفى باشا فهمي , الذي تولى رئاسة الوزارة المصرية خمس مرات , و تزوجت سعد باشا بوساطة من الأميرة نازلي فاضل , و رغم انحدارها من أصول تركية فإن وطنيتها كانت توازي وطنية سعد باشا .
وتتوزع على جدران المنزل لوحات فنية لبعض الفنانين المصريين مثل: راغب عياد , يوسف كامل , و على شاهين , يوسف طاهر و غيرهم
إلى جانب مزهريات زجاجية للفنانين العالميين جاليه و الدوم نانسي ..
و هناك صور ضوئية نادرة تحكي مراحل مختلفة في حياة الزعيم ( سعد باشا )
لكننا لم نستطع إلتقاط أي صورة ، بسبب أن التصوير ممنوع،
رغم أن كاميرتي بها خاصية التصوير بداخل المتاحف ، لأننا نعلم بأن الكثير من المتاحف تمنع التصوير بالفلاش خوفا من تأثيره على المكان والأثاث والمقتنيات .
لكنهم لم يكونوا حافظين إلا هذه الجملة المقيته "ممنوع" .
ورغم هذا لم أشأ أن أحرم متابعي الموضوع من بعض الصور التي حصلت عليها من مطبوعة مصرية لتلك الأماكن التي منعونا من تصويرها.
صورة توحي بأن سعد زغلول جالساً خلف مكتبه الشتوي المغطى بطبقة سميكة من الجوخ الأخضر , أو بأنه قد برح المكتب لتوه لأن( منشته ) الخوص لا تزال ملقاة على المكتب .
جانب من السفرة الموجودة بغرفة الطعام.
فاترينة غرفة الطعام من خشب الجوز التركي تحوي الأواني الزجاجية ،
وكاسات تحمل صورة سعد باشا أعجبتني جدا.
وبعد هذه الجولة " المحبطة".
كان لابد من الصعود للطابق الثاني" الحرملك"
الدرج الرخامي ينقلنا للدور العلوي ، وبعد أن نرتقي درجاته نجد هناك مدخلان على اليمين والشمال تقع بوابتان خشبيتان وأمام كل منهما هناك قفص كان يضم في زمن ساكنيه زوجان من البغبغاوات ، فكان الأول حينما يصل سيد البيت يظل يردد إسمه أما الموجود على اليسار فيردد إسم سيدة المنزل، والعهده على الراوي ،
وهو المرشد السياحي " الطيب" الذي أخذنا في رحلة في الطابق العلوي ، وطلب مني أن أطلق العنان لكاميرتي لكي تلتقط ما تشاء من الصور.
أول غرفة دلفنا إلها كان غرفة " ملابس" أم المصريين ،
وتضم ثيابها وأحذيتها وزجاجات عطورها وأدوات زينتها .