الكشف عن ارتباط جيني بين الأزمة القلبية والتهابات اللثة
فيينا- بريلن- خدمة قدس برس
كشفت دراسة علمية حديثة عن أول ارتباط جيني بين أمراض الشرايين التاجية وأمراض اللثة، ما قد يُسهم في تطوير وسائل للتشخيص المبكر للحالات من النوع الأخير.
وكانت دراسات سابقة أشارت إلى وجود علاقة بين أمراض الشرايين التاجية من جهة والتهابات اللثة من جهة أخرى، الأمر الذي رجح المختصون أنه ناجمٌ عن ارتباط جيني بين هذين النوعين من الامراض، إلا أنه لم يسبق أن تم التحقق من صحة ذلك.
وطبقاً لخبراء؛ تعتبر أمراض القلب والشرايين المسبب الأول للوفاة عالمياً، فيما تعد التهابات اللثة السبب الرئيس لفقدان الأسنان عند البالغين ممن تجاوزوا الأربعين من العمر. كما أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين أتموا العقد السادس من العمر يعانون من التهاب اللثة.
وكان فريق بحث ضم مختصين من جامعة كييل الألمانية أجرى دراسة شملت 151 شخصاً، من المصابين بالتهابات شديدة في اللثة، والتي كانت قد بدأت في مرحلة عمرية مبكرة.
كما تألفت العينة من 1097 من المصابين بأمراض الشرايين التاجية، جميعهم أصيب بأزمة قلبية، وقد تم البحث فيما إذا كان هناك عاملاً جينياً مشتركاً بين هذين النوعين من الأمراض.
كما تضمنت الدراسة إخضاع عينة إضافية من المرضى، وصل عدد المصابين بينهم بأمراض الشرايين التاجية إلى 1100، فيما بلغ عدد الذين عانوا من التهابات اللثة 180 شخصاً.
وبحسب ما أوضح فريق البحث بقيادة الدكتور "أرني شايفير"، من معهد علم الحياة الجزيئي السريري بجامعة كييل الألمانية، فقد قاموا بدراسة الموقع الجيني الموجود على الكروموسوم 9 وهو p21.3، والذي تم تحديد ارتباطه باحتشاء عضلة القلب خلال دراسات سابقة.
وتُشير نتائج الدراسة التي تم استعراضها أمس الأول (25/5) في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لعلم الوراثة البشري، والذي انعقد في العاصمة النمساوية، إلى وجود متغير جيني مشترك بين أمراض الشرايين التاجية والتهابات اللثة، الذي تبين أنه يتخذ من كروموسوم 9 البشري موقعاً له.
ومن وجهة نظر الباحثين تشير النتائج إلى وجود أساس جيني متحور محتمل يجمع بين أمراض الشرايين التاجية و أمراض اللثة، ما قد يُسهم في تطوير أدوات للتشخيص المبكر للحالات المرضية من النوع الأخير.
كما نوه الباحثون بضرورة التعامل بجدية مع المصابين بالتهابات اللثة، ومحاولة التقليل من عوامل الخطورة لديهم، والمرتبطة بالإصابة بأمراض القلب.