امراض الغدد الصم ENDOCRINE DISEASES
المحور الوطائي - النخامي
HYPOTHALAMIC PITUITARY AXIS
الغدة النخامية عضو صماوي معقد يتوضع في حفرة عظمية عند قاعدة الدماغ تدعى السرج التركي . تتكون هذه الغدة من قسمين محددين هما النخامى الأمامية ( الغدية ) التي تشتق من جيب راتكة Rathke's Pouch ، ومن النخامى الخلفية ( العصبية ) التي تعتبر امتداداً تشريحياً للوطاء الذي يشتق من الدماغي البيني Diencephalon . ويقع الإفراز الهرموني لكلا القسمن تحت إشراف الجملة العصبية المركزية عن طريق السبيل العصبي الإفرازي المباشر الآتي من الوطاء الأمامي بالنسبة للفص النخامي الخلفي، أما بالنسبة للفص الأمامي فبواسطة الجملة العصبية الغدية التي تنتقل بها النواتج الببتيدية ووحيدة الأمن لخلايا الوطاء البطني Ventral إلى النخامى الأمامية عن طريق الجملة البابية الوطائية النخامية . تعتبر الغدة النخامية وبشكل أدق المحور الوطائي النخامي الغدة السيدة Master في مجموعة الجهاز الغدي الصماوي بسبب موقع النخامى الفريد وعلاقتها الوثيقة بالجملة العصبية المركزية .
هرمونات الوطاء
Hypothalamic Hormones
تنبه ببتيدات الوطاء إفراز هرمونات النخامى الأمامية كلها باستثاء الدوبامين ، وهو وحيد أمين يثبط إفراز البرولكتين . وقد أمكن عزل وتركيب الهرمونات المطلقة للحاثة الدرقية ( الهرمون المطلق للحـاثة الدرقية TRH ) وحاثة الاقناد ( GNRH) والحاثة القشرية ( CRF ) وهرمون النمو ( ( GRF والهرمون المثبط لإفراز هرمون النمو ( SRIF ) التي تلعب دوراً في تنظيم وظيفة النخامى الأمامية . وقد كشف العديد من هذه الببتيدات والأمينات في أماكن أخرى من الدماغ وحتى خارج الجملة العصبية المركزية وخاصة في الأمعاء حيث يكون لها وظيفة نواقل عصبية ووظائف تنظيمية أخرى . تفرز هرمونات الوطاء تحت تأثير تنظيم عصبي يتضمن بعض النوقل العصبية ( الأمينات الحيوية
(الشكل ): التنظيم العصبي والضبط بالتلقيم الراجع للمحور الوطائي-النخامي: تشير الخطوط المتصلة إلى التنظيم الإيجابي والخطوط المتقطعة إلى التنظيم السلبي
كالكاتيكو لامينات والسيرتونين ) ( الشكل 67 - 1 ) . وينتظم إفرازها أيضاً بجملة التلقيم الراجع Feed Back الدموية ( حلقة مغلقة ) التي تتضمن نواتج إفرازية من منشأ نخامي ومن الخلايا الصماوية الهدف . تدخل هرمونات الوطاء الجملة البابية النخامية على شكل مزائج معقدة إلا أن تأثيراتها الانتقائية تتوطد بوجود مستقبلات Receptors نوعية على النميطات Subtypes المختلفة من الخلايا الصماوية الموجودة في الغدة النخامية .
هرمونات النخامى الأمامية
Anterior Pituitary Hormones
تحتوي النخامى الأمامية عدة أنماط خلوية يستطيع كل منها أن يركب ويخزن ويطلق منتجات هرمونية نوعية . وقد أمكن تحديد ستة منتجات إفرازية منها يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أصناف هرمونية هي : الحاثات الجسـدية الثديية Somatomammotropins ، والقشرية Corticotropin والببتيدات القريبة منها ، وأخيراً البروتينات السكرية Glycoproteins .
تشمل الحاثات الجسدية الثديية هرمون النمو والبرولكتين وكذلك المفرز المشيمي المسمى بالحاثة الجسدية الثديية المشمائية Chorionic . ولهذه الهرمونات المتشابهة في تركيبها تأثيرات مكونة للّبن Lactogenic ومعززة للنمو . وتختلف الحاثات الجسدية الثديية عن المنتجات الهرمونية الأخرى للنخامى الأمامية بعدم وجود غدة صماوية وحيدة هدف تتواسط تأثيراتها . يتواسط كثيراً من أفعال هرمون النمو ببتيدٌ يدعى السوماتوميدين - ث (Somatomedin –C) أو عامل النمو - 1 الشبيه بالأنسولين IGF -I) ) الذي يتركب في الكبد وأنسجة أخرى . أما البرولكتين فيؤثر مباشرة في الثدي إذ يحرض تركيب مكونات حليب الثدي لكنه غير مسؤول عن نمو الثدي أو إطلاق الحليب إذ ينتظم إطلاق الحليب بفعل الأوكسي توسين Oxytocin وهو ببتيد تطلقه النخامى الخلفية .
الحاثة القشرية Coricotropin ( ACTH ) ببتيد يحوي 39 حمضاً أمينياً ويعتبر جزءاً من جزيء طليعي Precrsor كبير يدعى بروبيو ميلانو كورتين ProopioMelanocortin الذي يعتبر الناتج الإفرازي الفعلي لحاثات القشر Corticotrope . يحتوي هذا الجزيء الكبير على عدد من الببتيدات الفعالة حيوياً تتضمن الحاثة القشرية والبيتا أندروفين والهرمون المنبه للخلية الملانية ( ( MSH وعلى قطعة كبـيرة نهائية الآزوت تحتوي على ببتيدات قد يكون لها خواص مدرة للصوديوم لم تتحدد أهميتها الفيزيولوجية بعد . ولم تتضح بعد الآليات التي تضبط الإطلاق المتباين لمختلف هذه القطع الببتيدية . تنبه الحاثة القشرية إفراز القشرانيات السكرية Glycocoticoid
( والهرمونات القشـرانية المعدنية إلى حد أقل ) من قشر الكظر . كما أن للحاثة القشرية تأثيرات خارج كظرية كتنبيه حلّ الشحم Lipolysis في النسيج الشحمي .
أما الهرمونات البروتينية السكرية النخامية كالحاثة الدرقية ( TSH ) والحاثة الجريبية ( FSH ) والهرمون المـلوتن ( LH ) فإنها تحتوي على وحيْـدات ألفـا Subunite - a ووحيدات بيتا b . فالوحيْدات ألفا متماثلة بينما تختلف الوحيْدات بيتا مما يشر بالتالي نوعية التأثيرات الحيوية لكل من هذه المواد . أما حاثة الأقناد من منشأ مشيمائي فإنها تماثل في تركيبها البروتينات السكرية من منشأ نخامي وتحتوي أيضاً على وحيْدات ألفا متماثلة . تؤدي الهرمونات البروتينية السكرية تأثراتها الحيوية عن طريق المنتجات الإفرازية للأعضاء الهدف الخاصة بها . تعدل الحاثة الدرقية إفراز التروكسين والثري يودوترونين من غدة الدرق ، كما تنظم الحاثة الجريبية والهرمون الملوتن في النساء الإباضة وإفراز المنتجات القشرانية من المبيض ، بينما تنظم هذه الحاثات القندية نمو الأنابيب المنوية وإنتاج التستوستيرون من خلايا ليديك Leydig في الرجال .
اختبارات وظيفة النخامى الأمامية Tests of Anterior Pituitary Function :
لقد أمكن إجراء مقايسات مناعية شعاعية لجميع إفرازات النخامى الأمامية الرئيسية في معظم المخابر السريرية ، ويمكن بقياس هذه الهرمونات مقرنة مع مناورات فيزيولوجية ودوائية مناسبة وضع تشخيص دقيق لحالات قصور النخامى الأمامية وفرط وظيفتها .
الحاثة القشرية ACTH :
قد لا يمكن كشف مستويات الحاثة القشرية في البلازما عند الأسوياء إذا ما أخذت في الحالة القاعدية ، وبالتالي يتطلب كشف عوز الحاثة القشرية استخدام مناورة تنبيه كاحداث نقص سكر دم بالأنسولين ( 0.1 وحدة / كغ بالوريد ) أو بإحداث نقص الكرتيزولية باستعمال الميترابون Metyrabone كمثبط لأنظيم 11- بيتا هيدركسيلاز ( 750 مغ عن طريق الفم كل ست ساعات لأربع جرعات ) . وإذا لم يتيسر قياس الحاثة القشرية يمكن تقدير احتياطي هذه الحاثة بطريقة غير مبـاشرة بقياس استجابة كزتيزول البلازما للمنبه الأول وقياس 11 - دي أوكسي كزتيزول للمنبه الآخر وتتطلب هذه الطريقة أن تكون وظيفة الكظر سليمة . وقد أمكن استعمال العامل المطلق للحاثة القشرية CRF في تحديد المدخر الإفرازي للحاثة القشرية ، فإذا استعمل مقرناً مع التنبيه اللامباشر كانقاص سكر الذم بالأنسولين فإن اختبار CRF يكشف مرضى الآفات الوطائيـة المسببة لعوز الحاثة القشرية ( إيجابية اختبار CRF مع سلبية الاستجابة لنقص سكر الد م).
وعند الشبهة بزيادة الحاثة القشرية ، يفيد عموماً استخدام اختبارات التثبيط التي تطبق فيها القشرانيات السكرية الخارجية كالدكسامثازون ( انظر الفصل 9 6 ) ، وقد يكون إعطاء CRF ذا قيمة في هذه الحالة وخاصة في تفريق المنشأ النخامي لزيادة الحاثة القشرية عن المنشأ المنتبذ لها Ectopic .
الحاثة الدرقية TSH :
يمكن التفريق بين الأسباب النخامية والوطائية لقصور الدرقية مع مستويات سوية أو قليلة من الحاثة الدرقية باستعمال الهرمون المطلق للحاثة الدرقية TRH . نقيس في هذا الاختبار مستويات الحاثة الدرقية قبيل إعطاء 500ميكروغرام بالوريد من TRH وبعد15 دقيقة و 30 دقيقة من إعطائه . ففي الحالة السوية تزداد مستويات الحاثة الدرقية إلى قيم أعلى من 15 ميكرو وحدة / مل استجابة لهذا التنبيه . أما في المصابين بقصور درقية نخامي المنشأ فلا تحدث أي استجابة بينما تزداد مستويات الحاثة الدرقية في المصابين بقصور درقية وطائي المنشأ بالرغم من تأخر الاستجابة . كما قد لا تحدث أي استجابة أيضاً في فرط نشاط الدرق وضخامة النهايات والقصور الكلوي والاكتئاب وأثناء المعالجة الستيرويدية .
حاثات الأقناد Gonadotropins :
كثيراً ما يساعد زرق 100 ميكروغرام من العامل المطلق للحاثة القندية بالوريد في التفريق بين الأسباب النخامية والوطائية لعوز الحاثة القندية . ففى الحالة السوية ، تكون استجابة الهرمون الملوتن LH أعظم من استجابة الحاثة الجريبية FSH ويتراوح ذلك بين 3 إلى5مرات من قيمة الشاهد . وقد يلزم تكرار الزرق لكشف الاستجابات السوية في بعض المصابين باضطرابات وطائية . وفي الأطفال يتغير نمط الاستجابة حسب عمر المريض وخاصـة في مرحلة البلوغ . ويمكن لضادات الأستروجيـن كالكلومفن Clomiphene أن تنبه إفراز LH و FSH في المصابين بقصور القندية الوطائي وقد يستعمل الكلومفن في معالجة هذه الحالة بالإضافة إلى استعماله في تشخيصها .
البرولكتين Prolactin :
يمكن قيـاس مدخر البرولكتـين الإفرازي بإعطـاء ضـواد الدوبامين كالميتوكلوبراميد Metoclopramide . وقد استخدمت اختبارات التثبيط بـ ل- دوبا أو تحميل الماء Loading في كشف فرط البرولكتينمية . إلا أن إخفاق هذه الاختبارات في التفريق بسهولة بين الأورام الغدية المفرزة للبرواكتين وبين الأسباب الأخرى لمفرط البرولكتينمية قد قلّل من فائدتها التشخيصية.
هرمون النمو Growth Hormone :
يمكن قياس مدخر هرمون النمو الإفرازي بالاستجابة إلى نقص سكر الدم بالأنسولين ( 0.1 وحدة أنسولين / كغ بالوريد ) وللعامل المطلق لهرمون النمو ( 1 ميكروغرام / كغ بالوريد ) وخلال 30 دقيقة من تسريب الأرجنين ( 0.5 غ / كغ ) أو كاستجابة لإعطاء ل-دوبا ( 0.5 غ عن طريق الفم ) . ويمكن . تقيم إفراز هرمون النمو المستقل بتحميل الغلوكوز بطريق الفم وهي الطريقة التي يمكن بها كبت إفراز هرمون النمو .
نقص وظيفة النخامى الغدية : قصور النخامى (جدول 67 _1)
Hypopituitarism
الأسباب :
قصور النخامى حالة من القصور الصماوي تتصف بنقص أو انعدام إفراز هرمونات النخامى الأمامية وتنتج إما عن اضطراب أولي في خلايا النخامى الأمامية المفرزة أو عن اضطراب ثانوي تالي لنقص التنبيه بالهرمونات الوطائية المطلقة . وعندما ينقص إفراز جميع هرمونات النخامى الأمامية تدعى الحالة بقصور النخامى الشامل Panhypopituitarism . قد يتسبب قصور النخامى ، عن تخربها بالأورام أو الحبيبومات Granulomas أو بالنخر النزفي في النخـامى المتضخمة أثنـاء الحمل كاختلاط للنزف والصدمة بعد الولادة ( متلازمة شيهان Sheehan ) . أما قصور النخامى الثانوي فقد ينتج إما عن آفات في الوطاء كتخرب السويقة النخامية أو عن عوز واحد أو أكثر من هرمونات الوطاء المطلقة النوعية التي تنظم إفراز النخامى الأمامية . إن عوز هرمون النمو المعزول في الأطفال مثال واضح عن الشكل الثانوي من قصور النخامى الأمامية الذي يفترض أنه يعزى إلى عوز انتقائي في العامل المطلق لهرمون النمو .
الملامح السريرية :
تعتمد المظاهر السريرية لقصور النخامى على السرعة التي حدث فيها العوز الهرموني وعلى نوع الهرمونات التي نقصت وعلى جنس المريض وعلى عمره عند بدء المرض . يحدث قصور النخامى خلسة عادة وتكون الشكاية مبهمة وغير وصفية . وفي حالات قليلة يبدأ قصور النخامى فجأة مترافقاً باحتشاء حاد في ورم نخامي وتدعى هذه الحالة بالسكتة النخامية Apoplexy .
جدول أسباب قصور النخامى
الأورا م
1 - أورام النخامى
2 - أورام الوطاء كالورم القحفي البلعومي
3 - الأورام الانتقالية ، اللمفوما وغيرها
الأخماخ أو الحبيبومات
1 – التدرن
2 - الغرناوية Sarcoidosis
3 - التهاب السحايا
4-السفلس
ا لوعائية
1 - النخر بعد الولادة ( متلازمة شيهان )
2 - احتشاء نزفي في ورم نخامي
3 - أم دم الشريان السباتي
ا لارتشاحية
1 - كثرة المنسجات Histocytosis X
2 - الصباغ الدموي Hemochromatosis
الأذيات الفيزيائية
1 - رض الرأس
2 - الجرا حة
3 - المعالجة بالأشعة
حالات عوز الهرمون المطلق الوطائي المعزول أو المشترك