الموده .. لا تليق بغير الأنقياء ، فهي صناعة إنسانية يتم تجميعها في المشاعر و تغليفها بالعواطف الشفافه و تصديرها إلى الناس .
هي ثروة إنسانية نملكها جميعاً لكننا قد لا نكتشفها بسهوله ، و إن إكتشفناها بصعوبة قد نفرط فيها بسهولة ، و لا نعرف قيمتها إلا عندما نشعر بفقدها ، و يبخل بها علينا الاخرون .
وقتها .. سوف نتهمهم بالجحود و بالكراهيه و بالأنانية أحياناً .
لكن بنظرة صدق إلى دواخلنا سنكتشف على الفور إن السبب يكمن فينا ، نحن من ضيعنا الموده ، نحن من قتلناها و وضعناها في تابوت بارد ، فلم تعد خضراء ، و لا خصبه كما خلقها الله فينا .
الموده .. نعمه يتبادلها البشر فيما بينهم ، و بقدر ما نعطي منها نأخذ .
فالموده لا تباع بثمن ، و لا تشترى كالبضاعه ، هي من إنتاجنا الداخلي الخاص ، نرسل منها إلى أحبتنا منها و منها نستمد الإحساس بالحياة و بالحوار الشاعري مع الاخرين .
لن نخسر إذا حاولنا تصديرها لمن نحب ، و لن تغرق أسواق عواطفنا إذا إستوردناها بكميات كبيره ، لأنها أبداً لن تفيض عن حاجتنا ، بل إن كثرتها تخصب القلوب و تروي المشاعر ، و حصادها دائماً هو الحب .