اغسلى الذنوب بكحل الدموع............!
المعاصي والذنوب هلاك القلوب
إن الذنوب والمعاصي لها ضرر في القلوب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصي .
فما الذي اخرج الأبوين من الجنة ، دار اللذة والبهجة والسرور إلى دار االالام والأحزان والمصائب ؟
ما الذي اخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ؟
ما الذي اغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال ؟!
ما الذي سلط عليهم أنواع العقوبات مرة بالقتل وخراب البلاد ومرة بجور الملوك ومرة بمسخهم قردة وخنازير ؟
إنها الذنوب والمعاصي !!
فهي سلاح ومدد يمد بها العبد أعدائه ويعينهم بهاعلى نفسه فيقاتلونه بسلاحه ويكون بها على نفسه لان العاصي دائما أسير شيطانه وسجين شهواته وقيود هواه ،فكيف يسير إلى الله والدار الآخرة قلب مأسور مسجون مقيد ؟!
فان القلب كلما بعد من الله كانت الآفات إليه أسرع وكلما قرب من الله بعدت عنه الآفات .
فان المعصية تضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا إلى إن تنسلخ من قلبه بالكلية فلو مات نصفه لما تاب إلى الله فياتى بالاستغفار وتوبة الكذابين باللسان وقلبه معقود بالمعصية مصر عليها ،عازم على فعلها متى أمكنه ، وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك ......!!
وان العبد لايزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه وتصغر في قلبه فان الذنب كلما صغر في عين العبد عظم عند الله ، لأنه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة فلا يستقبح رؤية الناس له ولا كلامهم فيه ، وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتمام اللذة ، حتى يفتخر احدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم انه فعلها .
فالذنوب سبب هوان العبد على ربه وهى تورث الذل وتفسد العقل وأيضا هي سبب اللعنة والطرد من رحمة الله ، وحرمان الرزق ، وهى سبب ذهاب الحياء وعدم نصرة الله للعبد وهى تخرجك من دائرة الإحسان وأيضا تضعف القلب عن السير إلى اله وتزيل النعم وتحل النقم ، وهى سبب الخوف وتسلط الأعداء والوحشة في القلب وإغفال القلب عن ذكر الرب وانساء الإنسان نفسه !!
قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى )
اخيتى رعاك الله :
فالدنيا دار عمل بلا جزاء والآخرة دار جزاء بلا عمل ، فلا يميل قلبك إلى مخالفة أمر الله لعلمك بقرب الموعد معه ودنو الوقوف بين يديه للحساب فكل دقيقة تذهب لن تعود إلى يوم القيامة ، وكل نفس معدود ، وكل خطوة محسوبة ، فالتسرعى إلى التوبة النصوحة ، والأعمال الصالحة ، وتبتعدي عن الأعمال السيئة لتعيشي حياة السعداء وتقابلي ربك وهو عنك راض وتختم لكي بالصالحات الأعمال وتعبري الصراط ، وتدخلي جنة عرضها الأرض والسماوات .
وان هوى بك إبليس لمعصية . .....فأهلكيه بالاستغفار ينتحب
بسجدة لكي في الأسحار خاشعة ... ..........سجود لله مقترب
وخير ما يغسل العاصي مدامعه ...والدمع من تائب أنقى من السحب
اسال الله العظيم ، رب العرش الكريم ، أن يجعلنا ممن اثر حبه على هواه ، وابتغى بذلك قربه ورضاه .
وهاهى اخيتى جائتك الفرصة بين يديك
شهر الرحمة والغفران
فسارعى بالتوبة والانابة
لتفوزى برضا الرحمن
وجنة الرضوان