كنا حبيبين
كنا حبيبين
على شــجر السّـرو والــــسّنديانِ .... كتبنـا رســائلنـا مــــن زمـــــانِ
رأينـــا العصافيــر تنقـــــر فيهــــا .... الحروف , وتشـرب ماءَ الأغاني
كتبنـا , ـونجهـل كيف البلاغـــــة .... تبكـي ؟ وكيـف حــــرق البيـــانِ؟
رســـمنا على العـــشـــب سجّادةً .... نصــلّـي , ونجهــل وقــــتَ الآذانِ
ويــــشـــهد نبـعٌ وكــــرمٌ علينـا : .... زرعنـا الرّحـــابَ بخضر الأمـاني
أيلبــس نيـــــــســـانُ ألواننـــــا؟ .... ويــــســرق أطيابَنــا الــشّـاهـدانِ
يتوّجـكِ الحـــــســـنُ كـلَّ ربيـــعٍ .... أميـرةَ كــلِّ الصَّبايــا الحـــســـانِ
وعنكِ أمـا قـــال شــعـراً غريبـاً .... أيكتـــب فـــي دفتـــر الأقحـــوانِ؟
أمـا مـــلأَ الكـــوبَ بالطيّبـــات ؟ .... ولم يـسقِ غيري , فكيف سـقاني؟
وكنّــــــــا علـــى نايـه نهدتيــــنِ .... وجرحيــنِ فوق شـــــفاه الكمـــان
على ســــترة الفجـر جوريّتيـنِ .... اســــأليه : أما هـــامَ بالأرجوان ؟
وكنــا كرعـشـــــــــة طفـلٍّ يتيمٍ .... وتـــفضـــح أشـــــواقَـــــه دمعتـان
وعشــــقكِ غلغلَ بين ضلوعي .... وأفقدنــــي هــدأتــي واتّزانـــــي
فصرتُ كمـــــا غيمةٍ دون راعٍ .... يعانقهـــــا البـــــــرقُ قبــل الأوانِ
وتســـــأل : مـن أين جئنا بهذا .... الحنين الشَّفيف ؟ وهذا الحنـان ؟
ونمشـــــي إلى موعدنـا مثلمـا .... إلـــى النّهــر ينحـــــدر الرافـــــدانِ
إلـى غابة نســــــيتهـا الـدروب .... وفـــــــرَّتْ وراء حـدود المكــــــانِ
ونسقي الشِّعابَ فتنهض نشوى .... أمِـــنْ راحتينــــا بكــت غيمتـــــانِ
وفـي كـوخنـا هدلـــــتْ رغـــبةٌ .... أفـي أوّل النـار صــــوتُ الدّخـــان؟
يعـانـق ظلُّـكِ ظِلّـي , ونجنـــــي .... حــرام حـــلال القطــوف الدّوانـــي
تميــــس ضفائرك العاشـــــقاتُ .... كـســــود السّـنابل خضــر المعاني
وشـــــيطنة الشّــعر هل أتّقيها؟ .... كـــأنَّ الضّفائـر فـــي مهـــرجــــانِ
لقــــــــد أشـــعلــت لغتـي قبلــةٌ .... فــمــــاذا إذا غــــرّدت قــبلـتــــانِ ؟
ومـن شـــفةٍ كـلُّ هذا الحريـــق .... فكيـــــــف إذا تمطـــــر الشّـفتــانِ؟
وثغــــــركِ راهنتــه مـــــــرّةً .... وجرّبـــــتُ أخرى , خسرتُ رهاني
تبسّـــمتِ فالكون حقـلٌ صغيـــرٌ .... ونـحـــن على صـــــدره وردتــــانِ
وأخلــقُ عـذراً لتفّــاحتـيــــــــنِ .... تخبّـــأتـا فـــي رمــــــــــاد الجمـانِ
وفي ســــــهل كفّيـكِ عصـفورةٌ .... تغــــــازل شـيئــــاً مـــن البيلســانِ
تراني عـن العطــــر غـير بعـيد .... فـأخفيـــتُ حبــي لكي لا ترانـــــــي
وإنـي أكتـــشــــــف متــى وردةٌ .... تقاتـــل مثـــــل الثقيــل اليمانــي
أمن وجع الزّهرذاك القميصُ؟ .... أمِـــــنْ عطـره قـــد ملأنَ دنانــي ؟
وشـالُكِ ياشـهقةَ الياســــــمين .... جريحـــــاً , أمـرَّ عليـه بنانــــي ؟!!
قـــــرأتُ علـيـــــه تعـاويـــــــذه .... لأحميــــه من شــــرِّ إنــسٍ وجـانِ
ولا نـسأل العطر : كيف يجيءُ .... إلينـا ؟ فنفضـــح ســـــــرَّ الجنــان
نمـــشّـــط من شـــعره خصلــةً .... فتغـرقنـــا بالـــــشّـــذا خصلتـــانِ
سـلاماً لحـســـنكِ , كم أشـتهيه .... وأسـكن فيـــه , فكيف اشتهاني ؟
سـلاماً لعــشـقكِ , فاحـت ظلالٌ .... مـن الشّـــدو , بالأغنيات كســـاني
إلـى جنّـةٍ لـــــو قـرَّبتنــي يـــــدٌ .... ســــــتدفعـني للــجحيـــــم يــــــدانِ
عــــسـاني أمـــــرُّ على لحظـةٍ .... شـــربنــا لظاها الغريبَ , عساني
أصِـرنا لأهــــل الهـوى قصّـــةً .... يبعثـــرهـا الطيــرُ فوق المغانـــي
م0ن