إن لله عباداً قطعوا عوائق الشهوات و أسرجوا مراكب الجد بصدق العزمات , وامتطوا جياد الأمل , واتجهوا إلى الله عز وجل , وتزودوا اليه بصالح العمل مع اخلاص النية وتوسلوا اليه بصفاء القلب وصدق الطوية , فمروا بالخضرة الفاتنه مسبحين , وبالحطب اللاهب مستعيذين , ولم يعبأوا بالعقبات , ولم يلتفتوا إلى المغريات , قد صانوا وجوههم عن الابتذال وطهروا اقدامهم عن الاوحال , استعانوا بالله من مشقة الطريق فذلل لهم صعابه , وعلى بعد المدى فلملم لهم رحابه , فلما اجتازوا الصعاب سألوا الله ففتح لهم بابه , فلما دخلوه استزارهم فقربهم ورفع دونهم حجابه فلما استطابوا المقام بعد طول السرى قالوا : { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }
أولئك أحباء الله صدقوه العهد فصدقهم الوعد , ومحضوه الحب فمنحهم القرب , أما ملائكة الله فتراهم : {حافّين من حول العرش يسبّحون بحمد ربهم وقُضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين}
د.السباعي