العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-20-2009, 07:11 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي الأحاديث الواردة في العسل، وبيان الحكم وعلاجه

الأحاديث الواردة في العسل، وبيان الحكم وعلاجه


بسم الله الرحمن الرحيم

الأحاديث الواردة في العسل، وبيان الحكم

على أحاديث الزكاة في العسل عند المحدثين



جمع الأحاديث الواردة في العسل:
[color="Red"]عن عائشة - رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب الحلواء والعسل"(1)

.التداوي بالعسل:

عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن كان في شيء من أدويتكم - أو يكون في شيء من أدويتكم - خير ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي "(2).

الشفاء في العسل لمن يشتكي بطنه:

عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ: أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أخي يشتكي بطنه؟فقال: اسقه عسلا. ثم أتاه الثانية فقال: اسقه عسلا. ثم أتاه الثالثة،فقال: اسقه عسلا. ثم أتاه فقال: قد فعلت. فقال: صدق الله وكذب بطن أخيك، اسقه عسلا، فسقاه فبرأ ".(3)

وفي رواية عند البخاري:" أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال: اسقه عسلا. فسقاه، فقال: إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقا، فقال: صدق الله وكذب بطن أخيك "(4). ومعنى استطلق بطنه، أي كثر خروج ما فيه، وأصابه الإسهال، لفساد هضمه واعتلال معدته.

وعند مسلم: أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أخي عرب بطنه، فقال له:"اسقه عسلا..."(5) الحديث.



الأحاديث الواردة في الاستشفاء بالعسل، وبيان الحكم عليها عند المحدثين:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر، لم يصبه عظيم من البلاء "(6).

لعق الشيء:لحسه، وتناوله بلسانه أو إصبعه.(7)

2- وعن أبي الأحوص عن عبد الله -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " عليكم بالشفاء ين: العسل والقرآن ".(8)

الشفاء في العسل من كل داء إلا الموت:

3- وحدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أبا أبي ابن أم حزام وكان قد صلى مع رسول الله - صلى الله عليه و سلم- الصلاتين يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقول:"عليكم بالسنا والسنوت، فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام. قيل: يا رسول الله وما السام ؟ قال: الموت".(9)

قال إبراهيم بن أبي عبلة: والسنوت: الشبت، قال عمرو بن بكر وغيره: السنوت: هو العسل الذي يكون في الزق وهو قول الشاعر:

هم السمن بالسنوت لا خير فيهما وهم يمنعون الجار أن يتجردا

فالسنا: بالقصر: نبات معروف من الأدوية له حمل إذا يبس وحركته الريح سمعت له زجلا الواحدة سناة، وبعضهم يرويه بالمد(10)، و السنوت: العسل(11).

4- عن عروة عن عائشة - رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -:" إن الخاصرة عرق الكلية، إذا تحرك آذى صاحبها، فداووها بالماء المحرق والعسل"(12).

5- عن السائب بن يزيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بالحجامة وقال:" ما نزع الناس نزعة خير منه، أو شربة من عسل"(13).

6- وأخرج ابن أبي شيبة: أن ملاعب الأسنة عامر بن مالك بعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله الدواء والشفاء من داء نزل به،" فبعث إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعسل أو عكة من عسل".(14)

7- وجاءت امرأة إلى الليث بن سعد تسأله عسلا و معها قدح وقالت: زوجي مريض فقال: أعطوها رواية عسل فقالوا: يا أبا الحارث سألت قدحا قال: سألت على قدرها ونعطيها على قدرنا(15).

8- عن الربيع بن خثيم قال: ما للنفساء عندي إلا التمر، ولا للمريض إلا العسل.(16)

9- عن محمد بن شرحبيل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" لا تردوا الطيب ولا شربة عسل على من جاءكم به"(17).

10- وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت:" كان أحب الشراب إليه العسل"(18). تعني النبي - صلى الله عليه وسلم -.

11- وعنها - رضي الله عنها - قالت:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" ما طلب الدواء بشيء أفضل من شربة عسل"(19).

12- عن أنس - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" درهم حلال يشترى به عسلا، ويشرب بماء المطر شفاء من كل داء"(20).

13- " أول رحمة ترفع عن الأرض الطاعون، وأول نعمة ترفع عن الأرض العسل "(21).

14- " عليكم بالعسل، فو الذي نفسي بيده ما من بيت فيه عسل، إلا ويستغفر له ملائكة ذلك البيت، فإن شربه رجل دخل جوفه ألف دواء، ويخرج منه ألف داء، فإن مات وهو في جوفه لم تمس النار جلده ".(22) إذا سقطت الفأرة في العسل:
عن عبد الرزاق عن ابن جريج قال: سألت عطاء عن فأرة ماتت في عسل؟ قال: العسل كهيئة الجامد يغرف ما حولها ويؤكل ما بقي(23).



الزكاة في العسل

وردت أحاديث كثيرة بطرق متعددة في الزكاة في العسل: إلا أن هذه الروايات انتقدها العلماء المحدثون، بل وصرح بعضهم أنه لا يصح في هذا الباب شيء.

فهل معنى هذا الانتقاد: عدم قبول هذه الروايات وردها إذ لم يصح منها شيء في أخذ الزكاة من العسل، وذلك عند تقسيم الحديث: إلى مقبول وهو ما صح ولم ينتقد، وإلى مردود وهو: ما انتقد.

أو المعنى: قبول هذه الروايات حيث لا يلزم من قبولها بلوغها درجة الصحيح وعدم انتقادها، وذلك عند تقسيم الحديث: إلى صحيح لذاته ولغيره، وإلى حسن لذاته ولغيره، وإلى ضعيف.

وأيضا: فإن الانتقاد يختلف من رواية إلى رواية أخرى، فقد يكون الانتقاد في الراوي: أنه سيء الحفظ، أو أنه يلَقَّن، أو كونه صدوق، وقد يكون الانتقاد في الراوي: أنه يكذب.

وعليه ففي هذه الروايات الواردة في أخذ الزكاة من العسل وردت الانتقادات؛ ولأن الروايات في أخذ الزكاة من العسل كثيرة، ووردت بطرق متعددة، فيختلف الانتقاد باختلاف الطرق.

وفي هذا البحث سأذكر هذه الروايات مع بيان مصادرها، وحكم العلماء المحدثين عليها.

وقد وردت آثار فيها عدم أخذ الزكاة من العسل، وسأبدأ بذكر هذه الآثار، ثم بيان الروايات التي أثبتت أخذ الزكاة من العسل، مستمدا من الله العون والسداد.



أولاً: الآثار التي نفت أخذ الزكاة من العسل:

1- عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم أنه قال: جاء كتاب من عمر بن عبد العزيز إلى أبي وهو بمنى، أن لا يأخذ من العسل، ولا من الخيل صدقة(24).

2- وعن نافع: قال سألني عمر بن عبد العزيز عن صدقة العسل؟ قال قلت: ما عندنا عسل نتصدق منه، ولكن أخبرنا المغيرة بن حكيم أنه قال ليس في العسل صدقة فقال عمر: عدل مرضي فكتب إلى الناس أن توضع يعني عنهم(25). قال الألباني: والمغيرة بن حكيم: تابعي ثقة، وما ذكره من النفي لم يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو مقطوع، ولو رفعه لكان مرسل(26).

3- وعن طاووس عن معاذ بن جبل قال: سألوه عما دون ثلاثين من البقر وعن العسل قال: لم أومر فيها بشيء (27).

4- وعن سفيان قال: ليس في العنبر ولا في العسل ولا في الأوقاص زكاة(28).

5- وعن علي - رضي الله عنه- قال: ليس في العسل زكاة(29). قال يحيى: وسئل الحسن بن صالح عن العسل؟ فلم ير فيه شيئا.(30). وذكر عن معاذ: أنه لم يأخذ من العسل شيئا(31).



ثانيا: الروايات التي أثبتت أخذ الزكاة من العسل:

1- رواية أبي داود:

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: جاء هلال أحد بني متعان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعشور نحل له وكان سأله أن يحمي له واديا يقال له سلبة "فحمى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك الوادي"فلما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه،كتب سفيان بن وهب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ذلك، فكتب عمر رضي الله عنه: " إن أدى إليك ما كان يؤدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عشور نحله فاحم له سلبة وإلا فإنما هو ذباب غيث يأكله من يشاء "(32). وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن بني شبابة ـ بطن من فهم ـ كانوا يؤدون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عسل لهم العشر من كل عشر قرب قربة وكان يحمي لهم واديين فلما كان عمر ابن الخطاب استعمل عليهم سفيان بن عبد الله الثقفي فأبوا أن يؤدوا إليه شيئا، وقالوا: إنما ذاك شيء كنا نؤديه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكتب سفيان إلى عمر بذلك، فكتب إليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما النحل ذباب غيث يسوقه الله رزقا إلى من يشاء،فإن أدوا إليك ما كانوا يؤدون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحم لهم وادييهم، وإلا فخل بين الناس وبينهما فأدوا إليه ما كانوا يؤدون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وحمى لهم وادييهم(33).

قال أبو بكر: (هذا الخبر إن ثبت ففيه ما دل على أن بني شبابة إنما كانوا يؤدون من العسل العشر لعلة، لا لأن العشر واجب عليهم في العسل بل متطوعين بالدفع لحماهم الواديين، ألا تسمع احتجاجهم على سفيان بن عبد الله و كتاب عمر بن الخطاب إلى سفيان لأنهم إن أدوا ما كانوا يؤدون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحمى لهم وادييهم و إلا خلى بين الناس وبين الواديين ومن المحال أن يمتنع صاحب المال من أداء الصدقة الواجب عليه في ماله إن لم يحمى له ما يرعى فيه ماشيته من الكلأ و غير جائز أن يحمى الإمام لبعض أهل المواشي أرضا ذات الكلأ ليؤدي صدقة ماله إن لم يحم لهم تلك الأرض... و لو كان عند الفاروق - رحمه الله- أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - العشر من غلهم على معنى الإيجاب كوجوب صدقة المال الذي يجب فيه الزكاة لم يرض بامتناعهم من أداء الزكاة و لعله كان يحاربهم لو امتنعوا من أداء ما يجب عليهم من الصدقة إذ قد تابع الصديق -رحمه الله - مع أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - على قتال من امتنع من أداء الصدقة مع حلف الصديق أنه مقاتل من امتنع من أداء عقال كان يؤديه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - و الفاروق -رحمه الله - قد واطأه على قتالهم فلو كان أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - العشر من نحل بني شبابة عند عمر بن الخطاب على معنى الوجوب لكان الحكم عنده فيهم كالحكم فيمن امتنع عند وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - من أداء الصدقة إلى الصديق) (34).

قال ابن حجر: ( قال الدار قطني: يروى عن عبد الرحمن بن الحارث وابن لهيعة عن عمرو بن شعيب مسندا، ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب عن عمر مرسلا، قلت: فهذه علته وعبد الرحمن وابن لهيعة ليسا من أهل الإتقان لكن تابعهما عمرو بن الحارث أحد الثقات وتابعهما أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عند بن ماجة وغيره)(35).

والحديث قد حسَّنه ابن عبد البر في الاستذكار، ونقل عن الزهري: أن صدقة العسل العشر. وممن أوجب الزكاة في العسل الأوزاعي وأبو حنيفة وأصحابه وربيعة وابن شهاب ويحيى بن سعيد، وروى ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: بلغني أن في العسل العشر، وسمع يحيى من ادرك يقول:مضت السنة بان في العسل العشر، وهو قول ابن وهب(36).

قال الشيخ الألباني:

الحديث صحيح...وهذا سند رجاله ثقات غير أن ابن لهيعة سيء الحفظ لكنه لم يتفرد به كما يأتي فالحديث صحيح، فقد أخرجه ابن ماجه، من طريق نعيم بن حمال، لكن نعيم ضعيف، وأخرجه أبو داود، والنسائي، من طريق عمر وبن الحارث المصري عن عمرو بن شعيب، وهذا سند صحيح، فإن عمرو بن الحارث المصري ثقة فقيه حافظ(37).

وقال: فهذه طرق إلى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده متصلا وبعضها صحيح بذلك إليه كما تقدم، وعليه: فلا يضره ما رواه ابن أبي شيبة، قال: وزعم عمرو بن شعيب أنهم كانوا يعطون من كل عشر قرب قربة، فهذا مرسل، ولكن لا تعارض بينه وبين من وصله، لجواز أن عمرا كان يرسله تارة ويوصله تارة، فروى كل ما سمع، والكل صحيح (38).

وللألباني تحت عنوان: زكاة العسل(39): ( قال البخاري: ليس في زكاة العسل شيء يصح)، ولكن ليس هذا على إطلاقه، فقد روي فيه أحاديث أحسنها حديث عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده وأصح طرقه إليه طريق عمرو بن الحارث المصري عن عمرو بن شعيب.. بلفظ: " جاء هلال أحد بني متعان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعشور نحل له، وكان سأله أن يحمي له واديا..."الحديث.

فهذا إسناد جيد، وهو مخرج في الإرواء، كما تقدم، وقواه الحافظ ابن حجر، حيث قال عقب هذا الحديث: ( وإسناده صحيح إلى عمرو، وترجمة عمرو قوية على المختار، لكن حيث لا تعارض إلا أنه محمول على أنه في مقابلة الحمى، كما يدل عليه كتاب عمر ابن الخطاب ) (40)، وسبقه إلى هذا الحمل ابن زنجويه(41)، ثم الخطابي (42)، وهو الظاهر، والله سبحانه وتعالى أعلم.

الخلاصة في رواية أبي داود:

حديث هلال: جاء من رواية عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده،وأخذه عن عمرو: عبد الرحمن ابن الحارث،وابن لهيعة، وفيهما مقال عند المحدثين، لكن تابعهما عمرو ابن الحارث المصري وهو ثقة، وبهذا يصح الحديث، إلا أنه مقيد بالحمى، وهذا الحديث قد قواه الحافظ في الفتح، وحسنه ابن عبد البر، وصححه الألباني كما تقدم عنهم.

2- رواية الترمذي:

عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" في العسل في كل عشرة أزق زق"(43).

قال الزيلعي: رواه الترمذي، وقال: في إسناده مقال ولا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب كثير شيء، ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بصدقة هذا، وضعفه عن أحمد والنسائي وابن معين، ورواه البيهقي وقال: تفرد به صدقة بن عبد الله السمين وهو ضعيف ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما، ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء، وقال في صدقة: يروى الموضوعات عن الثقات، ورواه الطبراني في معجمه الوسيط، ولفظه: وقال: في العسل العشر في كل عشر قرب قربة، وليس فيما دون ذلك شيء، قال الطبراني: لا يروى هذا عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد انتهى(44).

وقال أحمد بن حنبل: صدقة ليس يساوي حديثه شيئا، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات، وقال أبو عبد الرحمن النسائي: صدقة ليس بشيء وهذا حديث منكر، قال الراوي: وعمرو لا يحتج به، وقد رواه إسماعيل بن محمد عن عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد عن موسى بن يسار، قال ابن حبان: إسماعيل يقلب الأسانيد ويسرق الحديث لا يجوز الاحتجاج به. وقال يحيى بن معين: عمرو بن أبي سلمة وزهير، ضعيفان(45).

ولدقة المسألة حديثيا وفقهيا اختلف فيها رأي الشوكاني، فذهب في نيل الأوطار: إلى عدم وجوب الزكاة على العسل وأعل الأحاديث كلها(46)، وفي الدرر البهية: صرح بوجوب الزكاة في العسل، وأيده في السيل الجرار(47)، وتبعه شارحه صديق خان في الروضة الندية(48).

الخلاصة:

حديث ابن عمر: جاء من طريق صدقة ابن عبد الله السمين، وقد انتقده المحدثون، وضعفوا حديثه،وممن ضعفه الامام أحمد،لكن هل تضعيف الإمام أحمد يقتضي رد هذا الحديث؟ وقد وثق الراوي أبو حاتم (49)، وصحح الحديث الألباني، كما تقدم عنه.

3- رواية ابن ماجه:

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنه أخذ من العسل العشر"(50).

وعن أبي سيارة المتعي، قال: " قلت يا رسول الله؛ إن لي نحلا. قال: أد العشر. قلت: يا رسول الله، احمها لي، فحماها لي"(51). معنى: أد العشر: أي من عسله. ومعنى: احمها: أي احفظها حتى لا يطمع فيها أحد(52).

قال الزيلعي: وأما حديث أبي سيارة: فأخرجه ابن ماجه، ورواه أحمد في مسنده، والبيهقي في سننه، وقال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقال: حديث مرسل، وسليمان بن موسى، لم يدرك أحدا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس في زكاة العسل شيء يصح(53).

وقال ابن حجر: هذا الحديث رواه أبو داود وابن ماجة والبيهقي، من رواية سليمان بن موسى عن أبي سيارة وهو منقطع، قال البخاري: لم يدرك سليمان أحدا من الصحابة، وليس في زكاة العسل شيء يصح، وقال أبو عمر: لا تقوم بهذا حجة، قال وعن أبي هريرة، قد رواه البيهقي، وفي إسناده عبد الله بن محرر، وهو متروك، وقال الزعفراني عن الشافعي: الحديث في أن العسل العشر ضعيف، واختياري أنه لا يؤخذ منه، وقال البخاري: لا يصح فيه شيء، وقال بن المنذر: ليس فيه شيء ثابت(54).

الخلاصة:

حديث عمرو ابن شعيب، وهو أنه عليه الصلاة والسلام أخذ من العسل العشر: حديث حسن صحيح، وأما حديث أبي سيارة، فانتقد بأنه منقطع، وبأنه مرسل، وقد حسَّنه الألباني(55).

4- رواية البيهقي:

عن منبر ابن عبد الله عن أبيه عن جده سعد بن أبي ذباب، قال: " قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلمت ثم قلت: يا رسول الله، اجعل لقومي ما أسلموا عليه من أموالهم ففعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستعملني عليهم"، ثم استعملني أبو بكر(56)، ثم عمر، قال وكان سعد من أهل السراة، قال:فكلمت قومي في العسل فقلت لهم: زكوه فإنه لا خير في ثمرة لا تزكى. فقالوا:كم. قال فقلت: العشر. فأخذت منهم العشر، فأتيت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فأخبرته بما كان قال: فقبضه عمر، فباعه، ثم جعل ثمنه في صدقات المسلمين(57).

قال البخاري: وعبد الله والد منير عن سعد بن أبي ذباب لم يصح حديثه. وقال علي بن المديني: منير هذا لا نعرفه إلا في هذا الحديث، وسئل أبو حاتم عن عبد الله والد منير عن سعد بن أبي ذباب يصح حديثه ؟ قال: نعم(58).

الخلاصة:

حديث سعد ابن أبي ذباب: في إسناده منبر ابن عبد الله، وقد ضعفه البخاري والأزدي. قال الشافعي: وسعد بن أبي ذباب يحكي ما يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمره فيه بشيء وأنه شيء رآه هو فتطوع له به قومه(59).

5- رواية المعجم الأوسط:

عن ابن عمر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: " في العسل العشر، في كل ثنتي عشر قربة، وليس فيما دون ذلك شيء"(60).

6- مصنف عبد الرزاق:

عن عبد الرزاق قال:أخبرني صالح بن دينار أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عثمان بن محمد ينهاه أن يأخذ من العسل صدقة، إلا أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها، فجمع عثمان أهل العسل، فشهدوا أن هلال بن سعد، جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعسل، فقال:" ما هذه؟ فقال: هدية، فأكل النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم جاء مرة أخرى، فقال: ما هذه؟ قال: صدقة فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر برفعه، ولم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك عشورا فيها ولا نصف عشور إلا أخذها"، فكتب بذلك عثمان إلى عمر بن عبد العزيز، فكتب فأنتم أعلم، فكنا نأخذ ما أعطونا من شيء، ولا نسأل عشورا ولا شيئا، ما أعطونا أخذنا (61).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال:" كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل اليمن: أن يؤخذ من أهل العسل العشور" (62). وقال الزهري: في كل عشرة أفراق فرق (63).

قال الزيلعي: حديث:"أن النبي عليه الصلاة السلام كتب إلى أهل اليمن: أن يؤخذ من أهل العسل العشر"، رواه بهذا اللفظ البيهقي من طريق عبد الرزاق، والحديث معلول بعبد الله بن محرز، قال ابن حبان في كتاب الضعفاء: كان من خيار عباد الله، إلا أنه كان يكذب ولا يعلم ويقلب الأخبار ولا يفهم. وبمعنى هذا الحديث، قد روي من حديث ابن عمر،ومن حديث سعد بن أبي ذباب، ومن حديث أبي سيارة المتعي(64).

6- رواية مصنف ابن أبي شيبة:

عن عطاء الخرساني، عن عمر- رضي الله عنه- قال: في العسل عشر(65).

7- رواية كنز العمال:

عن الأحوص ابن حكيم، عن أبيه مرسلا قال: في كل عشرة أرطال من العسل، رطل(66).



والله تعالى أعلم

والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه الفقير إلى عفو ربه / يونس عبد الرب فاضل الطلول

راجعه:عبد الوهاب بن مهيوب مرشد الشرعبي


--------------------------------------------------------------------------------

(1) صحيح البخاري 5/2125 ، برقم 5277.

(2) صحيح البخاري 5/2152 ، برقم 5359.

(3) صحيح البخاري 5/2152 ، برقم 5360.

(4) صحيح البخاري 5/2161 ، برقم 5386.

(5) صحيح مسلم 4/1736 ، برقم 2217.

(6) سنن ابن ماجه 2/1142 ، برقم 3450. قال حسين سليم أسد: إسناده ضعيف، انظر: مسند أبي يعلى 11/299. وقال الشيخ الألباني: ضعيف، انظر: السلسلة الضعيفة 2/183 ، برقم 762.

(7) انظر: مختار الصحاح 1/612.

(8) سنن ابن ماجه 2/1142 ، برقم 3452، المستدرك 4/222 ، برقم 7435 وقال: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد أوقفه وكيع بن الجراح، عن سفيان، سنن البيهقي الكبرى 9/344 ، برقم 19349، وقال: رفعه غير معروف، والصحيح انه موقوف، وقد رواه وكيع عن سفيان موقوفا، قال الشيخ الألباني: ضعيف، ضعيف ابن ماجة 1/280 ، برقم 756. وفي رواية: أن رجلا أتى عبد الله فقال: إن أخي مريض اشتكى بطنه وإنه نعت له الخمر أفاسقيه ؟ قال عبد الله: سبحان الله ما جعل الله شفاء في رجس إنما الشفاء في شيئين العسل شفاء للناس والقرآن شفاء لما في الصدور. المعجم الكبير 9/184 ، برقم 8910، قال الشيخ الألباني: إسناده صحيح، السلسلة الصحيحة 4/174 ، برقم 1633.

(9) المستدرك 4/224 ، برقم 7442، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، قال الألباني: صحيح بشواهده، السلسلة الصحيحة 4/407 ، برقم 1798.

(10) النهاية 2/415.

(11) النهاية 2/407.

(12) المستدرك 4/449 ، برقم 8237، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه، قال الشيخ الألباني: ضعيف، السلسلة الضعيفة 3/368 ، برقم 1223.

(13) المعجم الأوسط للطبراني 8/53 ، برقم 7944، وقال: لا يروى هذا الحديث عن السائب بن يزيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسحاق. وقال حسين سليم أسد: إسناده ضعيف. ولم أجد له تخريجا.

(14) مصنف ابن أبي شيبة 6/412 ، برقم 32492 ولم أجد له تخريجا.

(15) شعب الإيمان للبيهقي 7/449 ، برقم 10949.

(16) مصنف ابن أبي شيبة 5/59 ، برقم 23688.

(17) الآحاد والمثاني 5/312 ، برقم 2848. ولم أجد له تخريجا.

(18) كنز العمال 7/200 ، برقم 18225، قال الشيخ الألباني: ضعيف، الجامع الصغير وزيادته 1/980 ، برقم 9794.

(19) كنز العمال 10/38 ، برقم 28168، قال الشيخ الألباني: ضعيف،الجامع الصغير وزيادته 1/1188 ، برقم 11879.

(20) كنز العمال 10/40 ، برقم 28176، قال الشيخ الألباني: ضعيف، السلسلة الضعيفة 8/98 ، برقم 3596.

(21) تذكرة الموضوعات 1/1132.

(22) تذكرة الموضوعات 1/1133.

(23) مصنف عبد الرزاق 1/86 ، برقم 288.

(24) الموطأ رواية يحيى الليثي 1/277 ، برقم 613، قال الزعفراني: قال أبو عبد الله الشافعي: الحديث في أن في العسل العشر ضعيف، وفي أن لا يؤخذ منه العشر ضعيف إلا عن عمر بن عبد العزيز واختياري: أنه لا يؤخذ منه؛ لأن السنن والآثار ثابتة فيما يؤخذ منه وليست فيه ثابتة، فكأنه عفو، سنن البيهقي الكبرى 4/127.

(25) سنن الترمذي 3/25 ، برقم 630.

(26) إرواء الغليل 3/287.

(27) مصنف عبد الرزاق 4/60 ، برقم 6964.

(28) مصنف ابن أبي شيبة 2/374 ، برقم 10066.

(29) سنن البيهقي الكبرى 4/127 ، برقم 7258، وفي إسناده حسين بن يزيد، وهو ضعيف، انظر: تلخيص الحبير 2/172.

(30) المرجع السابق.

(31) سنن البيهقي الكبرى 4/128 ، برقم 7259.

(32) سنن أبي داود 1/503 ، برقم 1600، قال الشيخ الألباني: حسن، صحيح أبي داود 1/301 ، برقم 1415.

(33) سنن أبي داود 1/503 ، برقم 1601، قال الشيخ الألباني: حسن، صحيح أبي داود 1/302 ، برقم 1417.

(34) صحيح ابن خزيمة 4/45 ، برقم 2325.

(35) تلخيص الحبير 2/168.

(36) الجوهر النقي 4/127.

(37) انظر:مختصر إرواء الغليل للألباني 3/284.

(38) إرواء الغليل 3/285.

(39) تمام المنة 1/374 375.

(40) الفتح 3/348.

(41) الأموال 1095 - 1096.

(42) معالم السنن 1/208.

(43) سنن الترمذي 3/24 ، برقم 629، وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة و أبي سيّارة المتعي وعبد الله بن عمرو، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شيء، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، وبه يقول أحمد و إسحق، وقال بعض أهل العلم: ليس في العسل شيء، و صدقة بن عبد الله ليس بحافظ وقد خولف صدقة بن عبد الله في رواية هذا الحديث عن نافع، قال أبو عيسى: حديث ابن عمر في إسناده مقال، وقال: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال:هو عن نافع عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، قال الشيخ الألباني: صحيح، الجامع الصغير وزيادته 1/771 ، برقم 7701.

(44) نصب الراية للزيلعي 2/281.

(45)انظر التحقيق في أحاديث الخلاف 2/41 ،وانظر العلل المتناهية 2/497.

(46) نيل الأوطار 4/125.

(47) السيل الجرار 2/46 48.

(48) الروضة الندية 1/200.

(49) مجمع الزوائد 3/224.

(50) سنن ابن ماجه 1/584 ، برقم 1824، قال الألباني: حسن صحيح، صحيح ابن ماجة 1/306 ، برقم 1477.

(51) سنن ابن ماجه 1/584 ، برقم 1823، قال البيهقي: ( وهذا أصح ما روي في وجوب العشر فيه، وهو منقطع)، سنن البيهقي الكبرى 4/126. قال الألباني: حسن، صحيح ابن ماجة 1/305 ، برقم 1476.

(52) سنن ابن ماجه 1/584.

(53) نصب الراية 2/280، بتصرف.

(54) تلخيص الحبير 2/168.

(55) انظر: شرح سنن ابن ماجه 1/584.

(56) حديث أن أبا بكر كان يأخذ الزكاة في العسل لم أجد له أصلا، انظر: تلخيص الحبير 2/173 .

(57) سنن البيهقي الكبرى 4/127 ، برقم 7253، ولم أجد له تخريجا.

(58) نصب الراية 2/280.

(59) تلخيص الحبير 2/168.

(60) المعجم الأوسط 4/340 ، برقم 4375، وقال: لا يروى هذا الحديث عن بن عمر إلا بهذا الإسناد، قال الألباني: سنده ضعيف. إرواء الغليل 3/287 ، برقم 803.

(61) مصنف عبد الرزاق 4/61 ، برقم 6967. ولم أجد له تخريجا.

(62) مصنف عبد الرزاق 4/63 ، برقم 6972. ولم أجد له تخريجا.

(63) مصنف عبد الرزاق 4/63.

(64) نصب الراية 2/280.

(65) مصنف ابن أبي شيبة 2/373 ، برقم 10052.








آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 07-20-2009, 10:05 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ساجده

الصورة الرمزية ساجده

إحصائية العضو








ساجده غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الأحاديث الواردة في العسل، وبيان الحكم وعلاجه

السلام عليكم

نور

جزاكى الله خيرا على طرحك القيم

أثابك المولى







آخر مواضيعي 0 أخلاق الكبار
0 ترويض وتهذيب النفس
0 قل يارب....
0 إلى أين أذهــب ؟؟؟
0 فكرت قبل كده ربنا خلق المخلوقات الشريرة ليه؟
رد مع اقتباس
قديم 08-03-2009, 08:54 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الأحاديث الواردة في العسل، وبيان الحكم وعلاجه



نووور




حفظك الله ويسر امورك



تسلمى على روعة طرحك

دعواتى لكى بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 أوقات استجابة الدعاء
0 الكابينت اتخذ قرارا بالرد على هجوم إيران
0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
رد مع اقتباس
قديم 08-03-2009, 12:01 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
اميرة صدفة

الصورة الرمزية اميرة صدفة

إحصائية العضو







اميرة صدفة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الأحاديث الواردة في العسل، وبيان الحكم وعلاجه

نوووووووووور
جوزيت حيرا على البوح القيم
دمت بحفظ الرحمن






آخر مواضيعي 0 ملابــس صيفـية للشباب
0 موت الفجأة.. الرحيل بلا مقدمات
0 تقرير كامل عن حب الشباب
0 كيف نصنع المستقبل للمعاق وذوي الاحتياجات الخاصة
0 برنامج سكاي هاي للمعاقين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator