افتراءات المستشرقين
السيدة مريم هزَّت جذع النخلة.. بقدرة الله
كلام المسيح في المهد بداية التصديق .. بمعجزة ولادته
لا يتوقف بعض المستشرقين والملحدين عن التشكيك في القرآن الكريم والاساءة لشخص الرسول الأعظم محمد صلي الله عليه وسلم .. إلا أن علماء المسلمين يقفون لهم بالمرصاد ويردون علي افتراءات المستشرقين بالحجة والمنطق.
* يتساءل أحد المستشرقين حول قوله تعالي في سورة مريم : "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا".. فهل تستطيع امرأة نفساء أن تهز جذع النخلة الذي لا يستطيع هزه أقوي الرجال ولو كان بطل العالم في رفع الأثقال؟!
** يرد علي هذه الافتراءات الداعية الإسلامي الشيخ محمد ياسين قائلا:
إن هذه الدنيا قامت بقدر الله علي الأسباب ونحن مطالبون بالسعي في طلب الرزق الحلال لنتعفف به عن السؤال والله سبحانه وتعالي : "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" "البقرة : 286" وحين يأمر بشيء فإنه لا يأمر به عبثا - حاشا وكلا - ولكنه يأمر به لعلمه بمقدرة عبده علي تنفيذه ولعلمه بحكمة هذا الأمر وأهميته والعبد ما عليه إلا أن يمتثل لأمر مولاه وليس عليه بلوغ مناه فحين أمر الله سبحانه وتعالي السيدة مريم - رضي الله عنها - بهز جذع النخلة. فإنه لم يأمرها إلا بما تطيقه من هذا العمل وعليه سبحانه وتعالي بلوغ الأمل فما دام هو الذي أمرها فهو القادر أن يجعل النخلة يهتز بفعلها وتساقط الرطب الجني لتغذيتها فحين رمي رسول الله صلي الله عليه وسلم التراب علي الكفار في موقعة "حُنين" وقال: "شاهت الوجوه" "صحيح مسلم" فما من كافر حينها إلا وقد ملئت عيناه بالتراب أكان هذا من قوة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم في الرمي؟ وهل يستطيع ذلك إنسان؟ إن الذي وفقه هو الله سبحانه وتعالي أما هو فما كان عليه إلا اتخاذ الأسباب : "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي" "الانفال : 17" فنحن ما علينا إلا اتخاذ الاسباب التي أمرنا بها والله الموفق لنجاحها ولا نجلس مكتوفي الايدي ونقول : إن الله سيرزقنا فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.
والذين يتعجبون من أن السيدة مريم - رضي الله عنها - أمرت بهز جذع النخلة فقد جاء في الكتاب المقدس أن شمشون أمسك بعمودي مبني فوقع البيت علي من فيه فقتلهم:
وقبض شمشون علي العمودين المتوسطين اللذين كان البيت قائما عليهما واستند عليهما الواحد بيمينه وآخر بيساره وقال شمشون لتمت نفسي مع الفلسطينيين وانحني بقوة فسقط البيت علي الاقطاب وعلي كل الشعب الذي فيه فكان الموتي الذين أماتهم في موته اكثر من الذين أماتهم في حياته "قضاة 16 : 29 - 30" مع أنه قال عن هذا البيت الذي هدمه شمشون وكان البيت مملوءاً رجالا ونساء وكان هناك جميع اقطاب الفلسطينيين وعلي السطح نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة ينظرون لعب شمشون "قضاة 16 : 27" والله أعلم.
* يتساءل أحدهم ايضا عن قوله تعالي: "فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً" "مريم : 26" أين هو الصوم وقد كانت أكله وشاربه بنص الآية نفسها؟
** أكمل الآية حتي تتعلم الاجابة : "فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا" لقد نذرت لله صوما عن الكلام وليس عن الطعام فالصيام في اللغة هو "الانقطاع" يقولون : "صام الجمل" أي انقطع عن المشي ولذلك أخبرنا القرآن أنها لم تكلم مع قومها بل اشارت الي ولدها عندما سألوها عنه "فأشارت إليه" وكان انقطاعها عن الكلام لحكمة عظيمة فلو انها تكلمت وقالت لهم إنها برئية فلن يصدقوها فمن أين لها بهذا الغلام؟ أما وإنه هو الذي تكلم فقد الجمتهم الحجة.. اذ كيف يتكلم في المهد؟ إن هذه المعجزة تجعلهم يتقبلون معجزة ولادته بغير أب. والله أعلم
منقول