عباس الديب وحديث أمه
تعرفون الشاعر عباس الديب وزوقه الرفيع واحساسه المرهف وأشعاره الملهمة انها روائع عبقرية صيغت فأصبحت أجمل ما يكون اردت أن أتمتع واياكم ببعض من دواوينه وقد وقع اختيارى على ديوانه بين أمى والقرآن سنتعرف عليه جزءا جزءا ونتخيل كم أم فى الأمة العربية تتكلم بهذا الكلام الجميل ...لتبنى ابناء صالحين هداة مهديين
أماه كم علمتنى معنى الحياة وكم وكم
وغدوتنى بالصبر حلو العيش فى دنيا الألم
وسقيتنى بالشكركيف سجود قلبى فى الحرم
علمتنى كيف السمو بأن أسامح من ظلم
علمتنى أن المذلة للورى شر النقم
علمتنى أن التقى صحو الضمير فلم ينم
علمتنى وسقيتنى وغدوتنى أزكى النعم
أتريننى أجد الوفاء لكل ذا لا ...لن...ولم
لكننى سأقص للدنيا حديثك حيث تم
لترى الخليقة كلها أمى كما خط القلم
وحديثها.... فى ليلة ألفيت أمى جالسه
ترفو ملابس مزقت عبر السنين العابسة
وشفاهها تشدو كلالا أغنيات ناعسة
وبحجرها أختى الرضيعة وهى فينا الخامسة
وعلى الحصير أخ يعالج كسرة متيبسه
والفقر والبرد اللعين بصحبة متجانسة
تردى حياة المعوزين الى مهاو يائسة
فوقفت والشيطان ينفث شره ووساوسه
وصرخت يا أماه ما هذه الحياة البائسة
أنى كرهت العيش فى دنيا الشقاء المفلسة
وكأنما أمى أصابتها بقولى فاجعه
وكأنما شهدت بليل الكرب رؤيا مفزعه
وكأنما حلت بنا توا جميعا قارعه
فتغيرت وتنمرت ورمت بأختى الوادعة
وتناولت كتفى .......وفيها نظرة مترفعه
ولدى ..كفرت تراك !!! أم بك جنة متقوقعه
أتراك تنكر ما لدينا من عطايا رائعة
أرأيتنى يوما شكوت الى الزمان مواجعه
ان الشقى هو الكفور هو الحسود الإمعة
فاشكر الهك اننا سعداء نحيا فى دعه
وذهلت ..كيف أنحن يا أماه فى خير بديع
وغداؤنا لم يكف يوما لا الفطيم ولا الرضيع
وكساؤنا مزق .. وأفضل ما به خيط رفيع
نقضى الليالى ساهرين مؤرقين من الصقيع
هذاك باك ذاك شاك ذا سقيم ذا وجيع
أماه نحن من اليتامى واليتيم هنا قطيع
هاتيك دنيا تشترى حق اليتيم ولا تبيع
هاتيك دنيا سادها ظلما رقيع أو وضيع
أين العطاء !! وذا بلاء حالك طحن الجميع
انى سئمت وما فهمت إلام نحيا كالقطيع
وتسمرت أمى وعيناها تغطيها الدموع
أظننت يا ولدى أن الفقر فى عرى وجوع
أو كان فقرا أن نعيش على ذبالات الشموع
الفقر فى النفس الذليلة أشربت معنى الخنوع
الفقر فى العصيان ينزع منك أنوار الخشوع
الفقر أن ترضى بغير الله يوما فى ركوع
الفقر !!!أين الفقر من قلب أبى أو قنوع
الفقرخوف ... والهدى أمن بآلاف الدروع
الفقر حاشا فالرضا بين الحنايا والضلوع
ما عدت لى ولدا اذا لم تأت ربك فى خضوع
للحكاية بقيه سنرى بماذا رد الشاعر على أمه وكيف اعادته الى صوابه وتتوالى اسئلة الابن ليستزيد من معرفة أمه الأمية