السلام عليكم إخوانى وأخواتى
تحية عطرة وبعد ،،
أبو تريكة : أحبـك فى الله ، وأفخر بكـ
عودة من سهرة ممتدة حتى الصباح على شاطئ البحر ، ليلة سعيدة بحق، مكالمة من أمى وأبي مليئة بالدعوات وايضا الضحكات ، عشاء مشوى على الشاطئ ، تجمع من جنسيات عربية مختلفة ، سبب التجمع انطلاق اغانى صاخبة من كاسيت احدي السيارات ، اجتذب عددا كبيرا من المحيطين بنا ، ضكات مجلجلة بين اكواب الشاي المغلي على الفحم ، والمثلجات ، ختمت الليلة بصلاة الفجر على الشاطئ ، وبعدها التقاطا للصور التذكارية وتبادلها ، مع بداية نور الصباح الجميل قبل شروق الشمس ، العودة متجاورين بسياراتنا حتى افترقنا كلٌ إلى بيته ، قبل السادسة صباحاً ، وقبل أن آوى الى فراشي لم أستطع أن اقاوم رغبتي فى متابعة الاخبار ، بالرغم مما يجلبه ذلك من إحباط ، إلا أنه لا بد من ذلكـ
خبر فحواه كالتالى :
ساويرس يهدي ابوتريكة مليون جنيه.. واللاعب يتبرع بالمبلغ للجمعيات الخيرية
أهدى رجل الأعمال نجيب ساويرس رئيس مجلس ادارة اوراسكوم تليكوم شيكاً بمليون جنيه لمحمد أبوتريكة لاعب النادي الأهلي تقديراً لوفائه لناديه وتنازله عن عرض مغري للاحتراف بأهلي دبي الاماراتي.
حيث تقابل ابو تريكة فى مكتب سمير زاهر - رئيس اتحاد الكرة مع ساويرس الذي أهداه شيكاً بمليون جنيه تقديراً لبقائه مع الأهلي ورفضه فكرة الاحتراف، بالإضافة لدوره الفعال مع فريقه والمنتخب المصري".
ورفض ابوتريكة مؤخراً عرضاً قياسياً للاحتراف بفريق اهلي دبي الاماراتي على سبيل الاعارة لمدة عام مقابل 3.5 مليون يورو (25 مليون جنيه تقريباً).
من جانبه، أعلن ابوتريكة تبرعه بالمبلغ كاملاً لصالح الجمعيات الخيرية ومستشفى سرطان الأطفال.
هذا هو الخبر ، لخصته قدر الامكان .
شخصياً : لست أهتم كثيرا باخبار الكرة ، حيث لا تجتذبني الا مباريات المنتخب القومى فقط ،وذلكـ كنوع من الانتماء ، إلا أن المصريون والعرب يعرفون هذا اللاعب جيداً ، وهو يحظى باحترام عربي وعالمى ، وله موقف سوف يسجل له تاريخياً ، وهو إعلانه تضامنه مع غزة فى وقت عصيب جداً ، بحادثة التي شيرت الشهير ، والذى كان يرتديه تحت تي شيرت المنتخب فى احدى مباريات كاس الامم الافريقية الاخيرة ، ونال اعجاب العرب كلهم على اختلاف مشاربهم من محيط الغرب ، إلى خليج الشرق
كثيراً ما أصاب بالاحباط حين أري كثيرا من القيم تُهان وتنتهكـ ، وأري بشر هم أبعد ما يكونون عن الانسانية ، وقد تخلوا عن مبادئ وقيم واسس اخلاقية ومناهج انسانية ، وفقدوا احترام النفس واحترام الغير ،وحين نفتقد روح الطيبة والمشاركة وقيم إنسانية مثل الوفاء والقناعة وحب الناس والشعور بالولاء وعدم المزايدة علي الوطن وإعلاء للقيم الروحية والمحافظة على حسن السيرة بين الناس ويقظة الضمير والخوف من الله ، وهذا شعور لدى الجميع ، حين يري القيم تنتهك على الملأ
قد أرى الصورة قاتمة بالكلية ، وقد يراها غيري كذلكـ ، والجميع معذور في ذلكـ
ولكن ، وضع الف خط إن شئت تحت كلمة (ولكن ) ، ولكن حين يقرأ المرء خبراً كذلكـ فلا بد أن هذا ليس اعتباطا أو صدفة أو محض خيال ، وإنما هي بشارات بالخير ، ونسمات امل تهب على النفوس اليائسة ، لتلطف من سخونة اليأس وشعاع نور لا بد أن نشيد به ونعطيه حقه ، وبأن المجتمع ، أى مجتمع قد تشوبه عيوب أو تستجد عليه عيوب ، إلا أن هناك من هم ما زالوا يتمسكون بقيمهم ومبادئهم
رفض اللاعب عقد إعارة - فقط لمدة عام - يدر عليه الملايين واكتفي بحب الناس وما حققه من مال ، ولم تكتنفه روح الطمع وحب الاستزادة ، هذا جميل جدا
يتلقي مكافأة أو هدية من رجل أعمال وأحد أثرياء مصر والعالم ، أيضا هذا عادي واعتقد أنه متعارف عليه فى عالم كرة القدم .
يتبرع بكامل المبلغ ، فهذا هو ما يميز غنسان عن غيره ، وهو دليل على صدقه وعدم مزايدته على مشاعر الناس
حين يشهد له زملائه بانه يوقظهم لصلاة الفجر ، وأنه يشرف على تنظيم مسابقات دينية بينهم ، وينظم لهم مقرأة لقراءة القران الكريم
حين يحبه الناس بهذا القدر ويحترمه منافسوه ويشيد به زملائه
أعتقد أن كل هذا توفيق من الله ، كونه صدق مع نفسه وصدق مع ربه ، فكافأه الله بالشهرة والمال ، وما هو أعظم من ذلك ، إلا وهو حب الناس.
أتدرون إخوانى : حتى قسمات وجهه توي بالطيبة وعدم التكلف والتواضع ، ولاحظت عليه اثناء متابعتي له ان بسمته دائما لا تفراق وجهه ، حتى حينما يتعرض للعنف أو يقع ، فترى ابتسامته ملئ وجهه
هناك من يتظاهر بوطنيته أو بتدينه او بعروبته .... ألخ ، إلا أن محمد ابو تريكة لا يبدو عليه ابدا أنه يتظاهر ، بل أنه يبدو إنسان عفوي جدا
صراحة : أحببته فى الله ، وأتمنى له كل خير
عذراً إن كنت أطلت ، ولكن جميل جداً أن يأخذ كل ذي حق حقه ، ورغم احساسي بارهاق السفر اضافة الى يوم عمل مرهق اصلا ، ألا أننى أحببت ان اسجل إعجابي بهذه الشخصية الجميلة
يقول رسولنا الكريم : أنزلوا الناس منازلهم
وقال عليه الصلاة والسلام : (إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إن الله يحب فُلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض ).
وسلام الله عليكم إخوانى وأخواتى .