يا غبي .. يا متخلف ..
احذر هذه الكلمات ومثيلاتها
لأنها تغسل دماغ طفلك من حيث لا تدري
للكاتب الرائع
v
v
v
v
فهد عامر الأحمدي
حين توبخ طفلك بشكل دائم فأنت تقوم بعملية منظمة (وممنهجة)
لتحطيم شخصيته وهز ثقته بنفسه .. فتكرار كلمات مثبطة مثل
"ياغبي" أو "يا متخلف" أو "ياجبان" تعني قيامك بعمليتين خطيرتين
(الأولى) نزع ثقته بنفسه (والثانية) إعادة بنائها على أساس الغباء التخلف والجبن
والمشكلة تكمن في عملية "التكرار" التي سرعان ما يتبناها الصغار قبل الكبار
فتدخل في صميم شخصياتهم .. وفي المقابل ترفع كلمات التشجيع والتأييد معنويات الإنسان
وتبني شخصيته على أساس الثقة والاعتزاز بالنفس
وكان عالم النفس الكندي إيون كاميرون أول من اكتشف (في الستينيات)
دور "التكرار" في بناء الشخصية والتصرفات العفوية .. فخلال بحثه
عن طريقة لعلاج انفصام الشخصية اكتشف أن تكرار جُملا وأوامر واضحة
(من خلال تسجيل يوضع على الرأس) كفيل بغسل دماغ الانسان
وتوجيهه نحو فعل معين .. فقد كان يضع المريض في حالة نعاس لأيام
- وربما لأسابيع - ويردد عليه جمل مثل "أنا واثق من نفسي" أو "لن أعود للمخدرات"
أو "لا أخشى المرتفعات" فيستيقظ وقد وجد في نفسه تغيرا ملحوظا
كما اكتشف أن إلقاء أوامر واضحة - في عقل الانسان الباطن -
يكفل تنفيذها لاحقا حين تتوفر الظروف المواتية ..
فقد ألقى مثلا على مجموعة من المتطوعين جملة:
"التقط أي ورقة تراها على الأرض" لأربعة أيام متتالية
وفي اليوم الخامس أخذهم في جولة على شوارع مونتريال
فلم يستطع أي منهم مقاومة التقاط أي ورقة تصادفهم في الشارع
وقد لفتت تجاربه هذه انتباه المخابرات الأمريكية فعملت على تمويله
والاستفادة من دراساته .. وهكذا أجرى كاميرون آلاف التجارب
التي قصد منها غسل أدمغة الناس والإيحاء لهم بتنفيذ أوامر معينة
ورغم انسحاب المخابرات الأمريكية لاحقا من هذه التجارب
(حين بدأ بعض المتطوعين برفع قضايا على الدكتور كاميرون)
إلا أنها بدأت تجاربها الخاصة لتجنيد العملاء وغسل أدمغتهم لتنفيذ أوامر معينة
واليوم هناك اعتقاد قوي بأن مجرمين مثل جيمس راي (قاتل مارتين كنغ)
ولي ازوالد (قاتل الرئيس كيندي) وبشارة سرحان (قاتل روبرت كيندي)
وكاندي جونز (العميلة المبرمجة) مجرد روبوتات قامت بتنفيذ أوامر جهات عليا
فبشارة سرحان مثلا (وهو فلسطيني من مواليد القدس) بدا ناعسًا طوال ثلاثة أيام بعد الحادث
كما وجدت في أوراقه جمل تفيد بضرورة قتل روبرت كيندي قبل الخامس من يونيو 1968م
(وهو التاريخ الذي يوافق الذكرى الأولى لحرب 1967التي غزت فيها إسرائيل مصر وسوريا والأردن)
أما كاندي جونز فمجرد فتاة أمريكية عملت خلال الحرب الباردة كآلة "مبرمجة"
تحت إشراف طبيب تابع للمخابرات (تعرفه فقط باسم الدكتور جونسون)
وقد هدم جونسون شخصيتها الأصلية وبنى لها شخصيتين لا تعرف كل منهما الأخرى
- الشخصية الأولى جاسوسة ذكية تدعى أرلين، والثانية مواطنة عادية تدعى كاندي
وكانت شخصية أرلين - الجاسوسة - لا تظهر إلا في حال استدعاها جونسون
تحت التنويم المغناطيسي أو حين تغادر البلاد في مهمة لصالح المخابرات الأمريكية
وهذه الشخصيات المشوهة تثبت قوة الإيحاءات والإملاءات المتكررة على عقلية وشخصية الإنسان
وقد لاتكون (أنت) بخبرة وتخصص الدكتورين جونسون وكاميرون
ولكنك حين تكرر على مسامع ابنك - لعشرين عاما متصلة - أوصافا مثبطة
فأخشى أنك تغسل دماغه وتشوه شخصيته من حيث لا تدري.
منقوووول للفائدة ..
سبحان الله .. إسلامنا وديننا ونبينا العظيم صلى الله عليه وسلم
سبق كل هذه التجارب والعلوم الحديثة بأكثر من ألف وأربعمائة سنة
فهذا نبينا عليه السلام كان يعامل الأطفال بالرفق ويلاطفهم
وكان يسلم عليهم في الطريق وهم يلعبون ..
وهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:
خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين،
والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لِمَ فعلت كذا
وهلاّ فعلت كذا" رواه الشيخان وأبو داود والترمذي.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب
رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة
ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله متفق عليه.
تحياتي للجميع