الحفاظ على لغة طفلي في الغربة.. كيف؟
*منقول*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا وزوجتي في بعثةٍ دراسيةٍ للدكتوراه بألمانيا حاليًّا، والمشكلة أن لدي طفلاً عمره الآن سنة وأربعة أشهر، ويذهب إلى حضانةٍ ألماني من سن سبعة أشهر، وأخشى عليه التأخُّر في الكلام؛ لأنهم يُكلمونه باللغة الألمانية في الحضانة، ونحن نتكلم معه بالعربية، وأنا خائفٌ أن يُسبب هذا مشكلةً له في الكلام، مع ملاحظة أنه حاليًّا يقول (ماما- بابا- تيتا- جدو)، لكن "خفيف"، والحمد لله يستجيب، سواء للألمانية أو العربية.
السؤال: هل موضوع اللغتين سيكون له تأثير عليه ويتأخر في الكلام؟ وما السن الطبيعية للكلام؟ وطبعًا أنا أهم عندي اللغة العربية، وما النصائح التي يمكن العمل بها من أجل تحسين اللغة عنده وأن تكون الأمور طبيعية؟
يُجيب على هذه المشكلة صبري عكاشة الخبير التربوي:
أخي الحبيب أبو زيد، تحيةً طيبةً، وبعد..
أولاً: أقول لكَ: إنك من أهل الجنة إن شاء الله تصديقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة"، فاجعل طلبك للعلم ابتغاءَ مرضات الله أولاً، ثم بعد ذلك لأمور الدنيا.
أخي الحبيب.. بالنسبة لمشكلةِ طفلك التي ذكرتها أقول لك:
أولاً: بالنسبة لتعلم لغتين وهل سيكون لها تأثير على الطفل أم لا: بالنسبة للأطفال في الأعمار الأولى يجب ألا تشارك اللغة الأم لغة أخرى؛ حتى يتم اكتسابها بسهولة ويسر.
ثانيًا: في حالةٍ مثل حالتك: يمكن المحافظة على اللغة الأم من خلال:
أ- دوام المحادثة باللغة العربية أمام الطفل.
ب- محادثة الطفل في المنزل باللغة العربية البسيطة والعمل على زيادة المفردات اللغوية عند الطفل من خلال الاستعانة بالقواميس الملونة التي تحتوي على صور ملونة للأغراض المنزلية والفواكه والطيور والأسماك والألعاب والأفعال المصورة.. إلخ.
ج- يمكن الاستفادة من الأسطوانات أو الكاسيت عليه بعض الأغاني أو القصص البسيطة التي تناسب عمر الطفل وتستمع مع الطفل إليها وتقوم بتوضيحها.
د- زيارة بعض الجاليات العربية، وخصوصًا المصرية، وخاصةً الأسر التي لديها أطفال في عمر ابنك أو أكبر منه.
هـ- لا تَنْسَ أن تقرأ لابنك "حكاية" (قصة قصيرة) وبسيطة للطفل قبل النوم، ويمكن إعادة مثل هذه القصة بمفردات جديدة لزيادة حصيلة الطفل اللغوية والعمل على زيادة قاموسه اللغوي.
و- الاستعانة بالأشياء المتوفرة في البيت وخارجه؛ فلا تكف أنت ووالدته عن تعريف الطفل بكلِّ ما تقع عليه عينه؛ فمثلاً ذكر مكونات غرفة الجلوس ثم النوم ثم السفرة.. إلخ، وأيضًا خارج البيت تعريفه بأن هذا مطعم وما فيه هو كذا وكذا.. إلخ، وتلك حديقة وما فيها هو كذا وكذا.. إلخ.
ويمكن جمع مثل تلك الصور والعمل على لصقها للعمل على مراجعتها كل فترةٍ.
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد والعودة إلى أرض الوطن الحبيبة لخدمةِ الإسلام والمسلمين والناس أجمعين.
__________________