فرط التعرق
التعرق هو وظيفة جسمانية اعتيادية لتنظيم درجة حرارة الجسم . ويحدث التعرق عادة في حالة الاجهاد الجسدي ، التوتر العاطفي الشديد او الاصابة بالامراض المصحوبة بالحمى. اما تعرق اليدين والقدمين فهو من مخلفات العصور البدائية حينما كان الانسان القديم يتصرف ويعيش كالحيوان : اذ يؤدي افراز هرموفي التوتر وهما الادرينالين والنورادرينالين الى تعرق اليدين والقدمين وبالتالي توفير امكانية اكبر للانسان للالتصاق بالارض والاشجار وغيرها . الا ان فرط التعرق يمكن ان يكوق احد اعراض فرط نشاط الغدة الدرقية او احد علامات الاضطراب الهرموني عند الانسان ( بضمنها حالات معالجة بعض الامراض السرطانية بواسطة الهرمونات ) او البدانة او من اعراض انقطا ع الطمث . كما ان الانخفاض المباغت لنسبة سكر الدم عن المعانين من داء السكري يتسبب ايضا بفر!ط التعرق هذا اضافة الىعوامل اخرى مثل تعاطي الكحول وتناول بعض الادوية مثل مستحضرات معالجة الغدة الدرقية وا لادوية الحاوية على ا لاحماض ا لاسيتيل ساليسيليك .
يتولى الجهاز العصبي السيمبثاوي ، وهو جزء من النظام العصبي النمائي او اللاجنسي Vegegatives تنظيم التعرق . ويضطرب تنظيم التعرق عند نسبة صغيرة من السكان ( لا تزيد عن 1 % ) دون سبب او علة ظاهرة فيعمل النظام بافراط مسببا الحالة .ويعاني هؤلاء مما يطلق عليه اسم فرط التعرق التلقافي ( او المجهول السبب ) ، وهي حالة تظهر عند الانسان في مرحلة الطفولة وتبلغ ذروة اضطرابها ، اذا لم تخضع الى العلاج ، مع بلوغ مرحلة الشباب والسنوات الاولى من نضوج الانسان . يتحدد التعرق المفرط عادة في منطقة واحدة معينة او عدة مناطق محددة من جسم الانسان مثل اليدين ، القدمين ، الوجه ، الابطين والجذع . ويمكن ان تتحفز نوبات فرط التعرق نتيجة لارتفاع درجات الحرارة الخارجية او بسبب التوتر العاطفي الشديد. وتسبب الحالة الشديد من التعرق بتحويل اليدين الى كفين باردتين رطبتين تنقطان عرقا ، وتحويل القدمين الى مصدر للماء يبلل الجوارب وربما الحذاءوتحويل الملابس عند اللابطين الى قطع غسيل .
تصنف مشكلة التعرق عند الناس المصابين به في خانة الامراض الاجتماعية وطب العمل ولهذا فهي ، مع الاسف ، لا تجتذب اهتمام غير المصابين بها ( ولا تجلب انتباه الاطباء ايضا ). ونجد ان المصاب بفرط تعرق اليدين يتجنب الاحتكال او مصافحة الاخرين لان اليد العرقانة تشي بعدم الاستقرار النفسي و الجزع رغم ان المصابين بفرط التعرق لا يعانون من هاتين الظاهرتين عادة . وواقع الحال ان هذا الاضطراب النفسي الظاهري ليس سبب التعرق عند هؤلاء المعانين وانما نتيجة له . والاسوأ من ذلك هو ان تعرق اليدين يعيق الانسان من ممارسة الاعمال التي تتطلب تدخل اليد مثل الكتابة على الورق والطباعة واستخدام الادوات المعدنية وغير ها .
ما العمل ؟
* تسعفك المواد الكمالية المزيلة للروائح والصابون المطهرفي التخلص من الرائحة والمضافات التي تتسبب بها البكتيريا.
* استخدام المواد المضادة للنضح Antitransparent كالمساحيق والمراهم او المحاليل وخصوصا المحتوية منها على مركبات الالمنيوم والميثينامين Methenamine التي تقلل افراز العراق عن طريق كبح جماح خلايا التعرق . وهذه المستحضرات غير ضارة طالما لم يستخدمها الانسان على نطاق مساحات جلدية واسعة .
*يمكن استخدام المراهم واللبوس الحاوية على المواد المقللة لافراز العرق داخليا .
* قد يؤدي افراز العرق المفرط الى فقدان الكثير من السوائل والاملاح من جسد الانسان ولذلك من الافضل تناول الكثير من المياه المعدنية ايضا .
ومن المستحسن بالطبع عدم لبس الانسجة الصناعية مباشرة على البشرة والامتناع عن لبس الاحذية والقفازات المطاطية .
* يمكن للخل المستخرج من التفاح ان ينظم عملية التعرق الى حد ما لانه يؤثر على حامضية البشرة كما انه ينشط عملية التأيض في الجسم ويساعد على زيادة افرازات النواتج العرضية وسموم عملية التأيض عبر الجلد. تناول ملعقتي شاي من خل التفاح في قدح ماء بشكل منتظم وتعود على استخدام هذا الخل مع صلصة الخضروات والمتبلات عند تحضير الطعام فهذه المواد تساعد في تقليل الافرازات ا لعرقية وتزيل الروائح ا لصادرة عنها .
* وعدا عن ذلك من المستحسن ، في حالة الاقدام المفرطة بالتعرق ، ان تستخدم حوض الماء الممزود بمرهم الزنك والخل لغسل القدمين وهي مواد تعمل على تقليل التعرق وتخلص القدمين من ا لروائح .
ولا ننسى هنا ايضا ان هذه الطرق العلاجية قد تكون اكثر فاعلية حينما تتوافق مع جلسات العلاج النفسي والتدليك قبل النوم .
* ان افضل الطرق العلاجية لتعرق اليدين والقدمين المفرط في المانيا هي طريقة الماء المتأين باستخدام ماء الحنفية العادي . تغمس اجزاء الجسم المتعرقة عادة في حوض ماء متأين بواسطة تيارات كهربائية واطئة ( 10-20 امبير ) ولمدة 15 دقيقة. ويعاد العلاج يوميا مع زيادة فترة التعرفى للماء المتدين بالتدريج الى حين التوصل الى نتيجة مرضية . وعموم تكون نسبة النجاح عالية عند غالبية المرضى عالية وللا تسفر عن حدوث اعراض جانبية تذكر ( زيادة التحفز الجلدي كمثل ) وهي مضاعفات تختفي عادة بعد فترة وجيزة من انتهاء العلاج .
وتتخصص مستشفيات الامراض الجلدية في ميونغ وهامبورج ودسلدورف في توفير العلاج بالماء المتأين الا ان جهاز التأين يمكن الحصول عليه في الصيدلات حسب وصفة الطبيب وتدفع ثمنه شركات الظ مين الصحي عادة .
متى تستشير ا لطبيب ؟
1 - حينما يكون التعرق بالغ الافراط ولاسباب مجهولة.
2- حينما يكون مصحوبا بالام اضافية وخصوصا في منطقة القلب .
ا لطرق الجراحية
فصل العقد العصبية المسؤولة بواسطة تقنية النواظيران اضمن وسيلة لوقف فرط التعرق بشكل دائمي في مناطق الوجه واليدين والابطين هي طريقة قطع العصب السبمثاوي جراحيا . وهي عملية تتطلب التدخل الجراحي لفصل العقد العصبية التابعة للجهاز العصبي السمبثاوي والمسوولة عن افراز العرق في المنطقة المطلوبة . وهي عقد تتوزع مثل سبحة اللآليء على امتداد العمود الفقري . وبينما كانت هذه العمليات في السابق معقدة وتنطسي على مخاطر جمة فانها تحولت هذه الايام في بعض البلدان الي عمليات روتينية تعتمد طريقة النوا ظير ا لصدرية Endoscopic Thorasic Sympathectomy ( ETS ) . وهي عمليات تجرى عادة تحت تأثير المخدر العام ويمرر الجرا ح خلالها ناظورا الى العقد العصبية المطلوبة في صدر الانسان عبر ثقب صغير في الابط . وتشير الدراسات الحديثة الى ان المضاعفات الجانبية هي اقل ما تكون في هذه العمليات كما ان نسبة النجاح عالية جدا . وفي الغالب لا يحتاج المريض الى اكثر من يوم واحد يقضيه في المستشفى بعد العملية كما ان رعاية ما بعد العملية غير ضرورية . ولعمليات ETS شعبية كبيرة خصوصا في السويد واسرائيل وفي بعض بلدان شرق اسيا مثل تايوان وسنغافورة وبشكل اقل في ايطاليا وايرلندا وغيرهما . كما تطور في هذه البلدان جراحون مختصون باجراء هذه العمليات . والعجيب هنا ان عمليات دس ما زالت غير معروفة في بلدان متقدمة طبيا مثل المانيا . ولا ينصح الاطباء الالمان مرضاهم ، دون عذر مقنع ، باجراء هذه العمليات الجراحية كما تتخذ شركات التأمين الصحي حتى الان موقفا رافضا لتعويض تكاليفها . وتقول مجلة الاكاديمية الاميركية للامراض الجلدية في عددها 81-8733-1995ان الدكتور ديفي ايدلمان نجح بمساعدة الدكتور ايفو تارفوسر في تطوير افضل تقنية في العالم لاجراء عمليات ETS في الولايات المتحدة . ويركز الطبيبان الاميركيان على قطع العصب المسوول عن زيادة افواز العرق من الغدد المسوولة وبواسطة ثقب صغير في الابط يمرر منه الناظور الى القفص الصدري . وقد استطاع الطبيبان التعرف على العصب المسوول وبالتالي اجراء العملية بنجاح في 70-80 % من الحالات بالمقارنة مع نسبة 10-20 % التي يتحدث عنها بقية الجراحين . وتشير احصائية اميركية الى ان نسبة النجاح في هذه العمليات ( تخليص المريض بشكل نهائي من ظاهرة التعرق المفرط ) بلغت 98 % في اكثر من 3000 عملية اجريت في الولايات المتحدة منذ عام +هـ ر أ. كما عبر المرضى الذين اخضعوا الىهذه العمليات عن الرضى عن النتائج رغم مرور ثلاثة اعوام على اجرائها .
ا لمضاعفات
لا تتكشف عمليات التدخل الجراحي عبر الصدر بواسطة النواظير عن مضاعفات خطيرة بالنسبة للمرضي وتقتصر هذه الاعراض في الاغلب على اطالة امد الرقاد ما بعد العملية في المستشفى .
متلازمة هورنر Horner Syndrome :
وهو اكثر المضاعفات مضرة لانه يتعلق باصابة عصب العين وبالتالي حدوث ما يسمى بتدلي الجفن العلوي للعين الذي يؤثر على مظهر الوجه المتناسمق . وتنجم هذه الحالة عن اصابة Ganglion Stellatum الواقعة في اسفل العنق ، او في اعلى منطقة الصدر ،اثناء اجراء العملية . ويمكن تجنب حدوث هذه الحالة بالطبع اذا ما ابدى الطبيب تركيزا اكبر في تشخيص هذه العقدة واستخدم تقني التخثر Coagulation Tech. بشكل صحيح .
* فشل التدخل الجراحي
وهذا شيء لا يحدث عادة مع الجراحين ذوي الخبرة في اجراء هذه العمليات . لكن ذلك يمكن ان يحدث في حالة معاناة المريض من مرض صدري خطير يصيب الغشاء البلوري للصدر ويتسبب بتلاحم الرئتين وغشاء الصدربما يعرقل مرور الناظور او ربما بسبب وجود اختلاف تشريحي غير متوقع كأن تكون العقد العصبية مغطات بالاوعية الدموية . والا ان الحالة تحدث في غالب الاحيان عن طريق الخطأ وقلة خبرة الجراح الذي يجري العملية .
استروا ح ا لصدر Pneumothorax
وتدور هذه الحالة في اغلب الاحيان حول بقايا غاز ثافي اوكسيد الكربون بين الرئتين وغشاء الصدر او نتيجة جرح صغير في الرئة . ان الاصابة باسترواح صغير في الصدر لا يتطلب علاجا خاصا لانه يختفي من الصدر خلال فترة تتراوح بين ساعات ويومين . اما الاصابة باسترواح كبير ( وهو ما يحدث نادرا ) فيتطلب اجواء عملية نزح Drainage طوال يوم او يومين . ويمكن تجنب هذه الحالة ايضا من خلال بداء دقة اكبر وخبرة اوسع من قبل الجراح الذي يجري العملية .
ا لاعراض ا لجانبية
يلاحظ معظم المرضى الذين اخضعوا لعملية ETS زيادة تعرقهم في مناطق الجذع وهي عملية تعويضية تلي عملية التدخل الجراحي لوقف فرط التعرق في اليدين والوجه . وعادة لا تمكن ملاحظة هذه الظاهرة الا بعد تعريض الجسد الى جهد اضافي او بسب ارتفاع الاستثنائي لدرجة حرارة الجو. وهي حالات تتطلب من الجسد المزيد من التعرق بغية خفض درجة حرارة الجسم .
وعموما فان هذه الحالة تظهر بشكل طفيف وفي حالات معينة ولا تثير ازعاج المريض الا انها قد تكون ثقيلة وتزعج المريض في حالات قليلة 1.5 -2% فقط . وتكون هذه المضاعفات مزعجة ، بعض الاحيان ، بحيث يتمني المريض تصحيح العملية الجراحية واعادته الى وضعه السابق . كما ان ظاهرة التعويض التعرقي تحدث على الاغلب في العمليات التي تجرى لمعالجة تعرق الوجه وبشكل اقل في عمليات تعرق اليدين . كما لوحظ ان بعض حالات العرق إلتعويضي تختفي تدريجيا خلال اشهر في حين تتشدد في حالات اخرى على المريض . ويلجأ الاطباء اليوم الى العمليات الجراحية من حديد في سبيل التخلص من ظاهرة التعرق التعويضي المستعصية . ويجري في الغالب تصحيح هذا الوضع عن طريق فصل العقدة المسوولة عن الحالة وهي في غالب الاحيان العقدة الصدرية الثانية Th2 ويكفي التدخل الجراحي لتصحيح الظاهرة في منطقتي الوجه واليدين .
منقوووووووووووول