يا إلهي، أخشى عدلك!!
نعم يا إلهي أخشى عدلَك!!
وكيف لا، وعدلك لا يترك من الأعمال نقيرًا ولا قطميرًا؟!!
وكيف لا، وذنوبي كأمثال الجبال علوًّا واتساعًا وثقلاً؟!!
وكيف لا، وأنا أعلم أنك لا تترك صغيرةً ولا كبيرةً إلا تُحصيها؟!!
ليس لي إذا عاملتني بالعدل من حُجَّة أُحاجُّك بها ربَّنا!!
إنَّي في الدنيا لا أرجو من البشر أكثر من العدل؛ لأن البشر أشحَّاء بالعدل والقسطاس، أما أنت يا رب العالمين فأنت الحَكَم العدل...
ولكنني معك سبحانك لو طلبت عدلَك عُذِّبْتُ...
ولو سألتُك الإنصافَ لهلكتُ...
هذا مصيري الحق لا أُماري...
ولكنني...
أسألك عفوَك...
أسألُك فضلَك...
أسألك إحسانَك...
أسألك رحمتك التي وسعت كل شيء...
إذا كان العدل أن تَكِلَني إلى عقلي الذي خلقت لي
فإني أسألك عفوك عما جنى عليَّ ذلك العقل...
إذا كان الإنصاف أن تتركني وتدبيري الذي أُدبِّر
فإني أسألك توفيقَك لي فيما دبرتُ...
إذا كان القسطاس أن تجازيني بالإحسان إحسانًا، وبالسوء سوءًا
فإني أسألك رحمتك بأن تجازيني بالسيئات عفوًا وغفرانًا...
إذا كان عدلك أن تبتليني بالبلاء بعد البلاء لتختبرني إيمانًا وصدقًا
فإني أسألك عفوك وعافيتك من البلاء، ومن سيئات أعمالي...
إذا كان عدلك أن تعاقب من تجرَّأ على مقامك وعصاك
فإني أسألك إحسانك بالعفو عمَّن لا ينفعك عقابه، ولا تضرك معصيته...
اللهُمَّ إني أسألك عفوك ورحمتك وإحسانك مرة بعد مرة، في الدنيا والآخرة..
اللهُمَّ إني لا أريد عدلك الذي أُوقِن به، وإنما أسألك رحمتك بي؛ فإني مقصِّر...
اللهُمَّ آمين...