غيووووور
الغيرة قد تكون (الوجه) الثاني لعدم الثقة بالنفس، ولذا فحين ترى الفتاة، غير الواثقة من نفسها، فتاة أخرى تتصور أنها (أجمل) منها، قد يثور عندها (بركان) الغيرة.. وعند التأمل قد نجد أن الفرق (ضئيل) بين الفتاتين، أو على الأقل إن كانت تلك الفتاة أجمل (وجهاً) فهذه أطول (قامة)، وأكثر صحة.. لكن لأن البنت الأولى تعاني من (فيروس) عدم الثقة بالنفس، فهي تركز في نظرتها على ما (ينقصها)، وليس على ما (تتميّز) به.
إن هناك نتائج نفسية (خطيرة)، تلحق بنا، حين نرخي (زمام) الغيرة.
فالفتاة قد تغار من فلانة لأنها شعرت أنها (أجمل) منها وجهاً، ومن فلانة لأنها رأت فيها (جرأة) لم تستطع الوصول إلى مستواها فيها، ومن فلانة لأن صورة (موديل) ثوبها أدهشتها.. وهكذا. إنها كلّ يوم يمرّ عليها، وتغار فيه (يتعمق) لديها عدم الثقة بالنفس، فهي –لا شعورياً- (تتجاهل) مميزاتها الشخصية لتبحث عما تتميز به الأخريات وترى أنها تفتقده.. ومع مرور الوقت (تهتز) ثقتها حتى فيما تملكه من إمكانات وملكات.. فربما رجعت (لاحتقار) نفسها، وهذا سينعكس عليها (تراجعاً) على المستوى الاجتماعي.
إن الفتاة (الغيور) قد تحاول –جاهدة- لإبراز نفسها كمنافسة، وقد تحرص على إبداء (اللامبالاة).. لكن (فيروس) عدم الثقة، الذي ساهم بوجوده وتضخمه داخلها، شعورها بـ(الضعف)، أمام رؤيتها (قوة) الأخريات، ذلك الفيروس يجعلها تنفضح، فيبدو عليها الارتباك، أو يبدو على (طقس) وجهها سرعة التغيّر.. ولأنها تحس –داخلياً- بذلك، فقد تظل –بين حين وآخر- تردد: (فلانة.. والله ما همتني)!!
تقول هذا، لتفضح نفسها، فربما إن أحداً لم يقل لها إن فلانة قد أهمتها!
بالله عليك يا ابنتي: هل ترضين أن تلبسي (عباءة) الغيرة، وهي توصل إلى هذا المنحدر؟!
**
مجلة حياة العدد (92) ذو الحجة 1428هـ