التقميط... يعود لمساعدة طفلكِ
التقميط... يعود لمساعدة طفلكِ
بعد انحساره لسنوات طويلة عاد تقميط الأطفال (وضع الصغير في لفافة للحدّ من حركاته) إلى الواجهة، لكن مع بعض التعديل والتصحيح. تمتاز هذه العادة بخصائص لتهدئة الطفل وتحسين نومه، لكنها لا تخلو من السيئات أيضاً.
شاعت عادة التقميط منذ العصور القديمة، فكانت تُمارَس في القرن الثامن عشر لحماية الأطفال من البرد وللمساعدة أيضاً على نموهم، لكنها تواجه انتقادات من الأطباء لاعتبارها متخلّفة.
يشار إلى أن كثيرين درجوا سابقاً على وضع لوح خشبي بين ساقي الطفل لإعاقة حركته، أو تعليقه مقمّطاً على مسمار لإبعاد المخاطر عنه. لكن لحسن الحظ تطوّرت هذه التقنية، ما ساعد على انتشارها في بلدان عدّة.
مشاكل النوم شائعة للغاية، إذ يمضي 31% من الأطفال حول العالم ليالي مضطربة ويعاني 27% منهم صعوبات في النوم. ويبدو أن الحل الأمثل يكمن في التقميط لأن الأطفال الذين كانوا يعانون أرقاً باتوا ينامون تلقائياً بعد اللجوء إلى هذه العادة القديمة، فيما يمضي آخرون الليل بكامله نائمين بعد أن كانوا يستيقظون بشكل متقطّع.
تذكّر وضعية اللف هذه الطفل بحدود رحم أمّه، فيهدأ باله لأن الرقود في سرير واسع وفارغ يسبّب له القلق. فضلاً عن ذلك، ترتبط فترات الاستيقاظ خلال الليل أحياناً بحركات غير منتظمة في الذراعين نتيجة ما يسمّى رد فعل الحركة المفاجئة. لذلك يسمح التقميط بتبديد السبب ما يعزز نوعية النوم.
سلبيّاته
ينصح الأطباء بالتقميط مجدداً لأن هذه التقنية تطوّرت إلى حد كبير، واستخدامها لمدّة محدّدة خلال الليل لا يقيّد الطفل تماماً ويبعد أي خطر بتوقف عضلاته عن النمو أو زيادة مشاكل انخلاع عظام وركه.
المشكلة الوحيدة هي أنه ما أن يواظب الطفل على النوم بهذه الطريقة، سيصعب عليه التخلّص من هذه العادة عندما يكبر. لذلك ينصح الاختصاصيون بمساعدته على الإقلاع عنها تدريجاً، عبر تحرير ذراع واحدة ومن ثم الثانية...
قواعده
لا يهدف التقميط اليوم إلى إعاقة حركات الطفل لحشره في الزاوية، وينبغي بالتالي التقيّد ببعض القواعد:
- لا تقمّطي طفلك عندما يكون صاحياً. لا تُستخدَم هذه التقنية إلا لمساعدته على النوم (من غير المجدي تقميطه خلال القيلولة). من المهم على حد سواء أن يتمكن من تحريك ساقيه.
- عدّلي حرارة الغرفة. في حال ارتفاع الحرارة الخارجية أو حرارة الطفل، لا يُنصَح بالتقميط.
- توخي الحذر في المرات الأولى التي تقمّطين فيها طفلك، واستعيني بشخص مختص. بوسعك طلب المساعدة في هذا الشأن قبل مغادرة مستشفى التوليد.
- في النهاية، لا يجب إطالة فترة التقميط حين يكبر الطفل ويصبح قادراً على التحرّك والعودة إلى سريره بمفرده (ليس بعد الثلاثة أشهر).
- لا تنسي بأن التقميط لا يعوّض عن عاطفة الوالدين لطمأنة الطفل ومساعدته على النوم بهدوء.
جريدة الجريده