مخالب القطط
مزاحه كان ثقيلا
أشعل فتيل صراخها
فقد كدست كل الاصوات في جيبها تنتظر لحظة جدارته
وهو فجأة .. لم يعد هو .. فقد ارتكب المُزاح
قرر تغيير وجهه العابس
ليقف مشدوها أمام حقيقة صوتها الغاضب
ياله من أحمق .. يتناسى أنها تخضع لمزاجية القطط
ياله من أخرق .. فقد ضيع قدرتها على الضحك معه
وهي في تلك اللحظة كانت غير مستعدة
وقد خضع لشروطها وما كان كان
أصرت هي على عصيان حنانها المؤقت
وتبدلت ملامحها .. تضخمت كل مطامعها
كانت تهدف الى تغيير الرتابه التي تغلف عمرها معه جذريا
ومخالبها كانت تساندها
قوتها الانثويه تساعدها على مواجهة جلده الرقيق
كانت في تلك اللحظه سيدته
أميرته .. كل نساء الأرض في عينيه
فقط من أجل مخالبها .. قدرتها على تدمير بؤسه
على تحديد موعد الضحك معه
على رميه بأوراق الجرائد .. وبأكبر الوسائد
صرخت في وجهه
في عظامه .. ثم انسحبت من أمامه
وتركت له ذكرى الرائحه
فقد خيرته بين الاستمرارية البائسه وبين قبول مبدأ التغيير
لم تعد ترضى بمجرد الهزل .. ولا بالمسح على رأسها
لن يكفيها تخلل أصابع يده لخصلات شعرها الكثيفه
ولم تعد ترويها تلك الابتسامات المشروطة
استهدفت بحنكة نقض مواثيق اليأس القديم
جددت بصراخها ذلك الحلم القديم
قررت ذلك دون ان تغرز مخالبها بعد
وهو توقف أمامها تجمد من الذهول
ابتلع صوتهُ برغيفٍ من وجهها
احتواها بعينيه الماكرتين
غلبها بصمته
بامتنانه لحلول موعد الاستيقاظ
اقترب ببطء .. رغمم ابتعاده عن عمرها
رفع يديه الباردتين .. ليتجمد جسدها
وتحجرت الاحتمالات في رأسها
تقاعست عن تبرير نيته
اقترب أكثر
ليتها صرخت فيه منذ ولادته
ليتها اشتاقت لدفء يديه
للون عينيه قبل أن تغرز مخالبها
فقد أعاد ألم الشوق الدماء الى عروقه
صار بشرا حيا ينبض بدمائها
صار سيدها المتوج من جديد
وخبأت مخالبها
قد تحتاجها لاحقاً
فهو سيظل أبداً معها ..
بسمة السيوفي