يقالُ : إنَّ متهماً وقفَ أمام القاضي وقد وضعَ يدهُ في جيبهِ ، فغضبَ القاضي وقالَ لهُ : أخرج يدكَ من جيبكَ يا قليل الأدب !
فقال المتهم : يا سيادةَ القاضي .. واللهِ أنا محتار ، إن وضعتُ يدي في جيبي فأنا قليلُ الأدبِ ، وإن وضعتها في جيوبِ الناسِ فأنا لص !
قل لي سيادتك أين أضعها إذًا ؟!
وهي أيضا حكاية جحا وابنه وحماره ، إذا ركبَ ابن جحا الحمار قالوا : ولد قليل الأدب ، كيفَ يتركُ والدهُ يمشي وراءهُ ؟
وإذا ركبَ جحا حمارهُ وتركَ ابنهُ قالوا : رجلٌ لا رحمةَ عندهُ كيفَ يتركُ ابنهُ الصغيرُ يمشي وراءهُ ؟
وإذا ركب الاثنان الحمار قالوا : ليس عندهما رحمة !
وإذا سار الاثنان وراء الحمار قالوا : رجل مجنون وابنه ، فلم كانت الحمير إذًا ؟!
وتساءل جحا : ما الذي أفعله ؟! أنا لا أستطيع أن أحمل الحمار وإبني فوقه ..
وقال شاعر مصري فصيح :
ضحكتُ فقالوا : ألا تحتشم ؟!
بَكَيْتُ فَقَالوا : ألا تبتسمْ ؟!
بَسَمْتُ فَقَالوا : يُرائي بها
عَبَسْتُ فقالوا : بَدا ما كَتَمْ
صَمَتُّ فقالوا : كَليلَ اللِّسانِ
نَطَقْتُ فَقَالوا : كَثيرَ الكَلِمْ
حَلِمْتُ فَقَالوا : صَنيعُ الجَبَانِ
وَلَوْ كَانَ مُقْتَدِراً لانْتَقَمْ
بَسَلْتُ فَقَالُوا : لِطَيْشٍ بِهِ
وَمَا كَانَ مُجْتَرِئاً لَوْ حَكَم
يَقولونَ : شَذَّ إذا قُلْتُ : لا
وَإِمَّعَةً حينَ وافَقْتُهُمْ
فَأَيقَنْتُ أَنِّيَ مَهْمَا أَرَدْتُ
رِضَا الْنَّاسِ لابُدَّ مِنْ أَنْ أُذَمّ
اللهم ارزقنا رضاك .