هذه مجموعة من الاقوال المأثورة لبعض الصحابة
والتابعين
فى العلم والحث على طلبه
* وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر [1] .
* وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء وليس لسائر الناس بعد خير [2] .
* وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ؛ لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل أهل الجنة ، وهو الأنيس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلاء ، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة ، وأئمة تُقْتَصُّ آثارهم ، ويقتدى بفعالهم ، وينتهى إلى رأيهم . ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، ويستغفر لهم كل رطب ويابس ، وحيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه ؛ لأن العلم حياة القلوب من الجهل ، ومصابيح الأبصار من الظلم ، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة . التفكر فيه يعدل الصيام ، ومدارسته تعدل القيام ، به توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال من الحرام ، وهو إمام العمل والعمل تابعه ، يلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء [3] .
* وعن كعب الأحبار قال : أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام : أن تعلَّم الخير وعلِّمه للناس ، فإني مُنَوِّرٌ لمعلِّم العلم ومتعلمه قبورهم حتى لا يستوحشوا لمكانهم [4] .
* وعن سلمان قال : لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر ، فإذا هلك الأول قبل أن يتعلم الآخر هلك الناس [5] .
* وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : من حَقِّ العاِلم عليكَ إذا أتيتَه أن تُسَلِّم عليه خاصَّة ، وعلى القوم عامَّة ، وتَجْلس قُدَامه ، ولا تُشِر بيدك ، ولا تَغْمِز بعَيْنيْك ، ولا تَقُل : قال فلان خلافَ قولك ، ولا تأخذ بثَوْبه ، ولا تُلحَّ عليه في السؤال ؛ فإنه بمنزلة النَخلة المرطبة التيِ لا يزال يَسْقط عليك منها شيء [6] .
* وروي عنه أيضاً رضي الله عنه أنه قال : من علم وعمل وعلَّم دُعي في ملكوت السماوات عظيماً [7] .
* وعن الفضيل بن عياض أنه كان يقول : عالم عامل معلم يدعى كبيرا في ملكوت السماوات [8] .
* وقال سفيان الثوري : لا أعلم من العبادة شيئاً أفضل من أن تُعلِّم الناس العلم [9] .
* وعن عون بن عبد الله قال : حدَّثت عمر بن عبد العزيز أنه كان يقال : إن استطعت فكن عالماً ، فإن لم تستطع فكن متعلماً ، وإن لم تستطع فأحِبَّهم ، وإن لم تستطع فلا تبغضهم . فقال عمر بن عبد العزيز : لقد جعل الله عز وجل له مخرجاً إن قَبِل [10] .
* وعن هشام بن الحسن قال : لان أتعلم باباً من العلم فاعلمه مسلماً أحب إلي من أن تكون لي الدنيا اجعلها في سبيل الله [11] .
* وعن ثابت بن عجلان الأنصاري قال : كان يقال : إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم الصبيان الحكمة صرف ذلك عنهم [12] .
* وقال الإمام الرازي رحمه الله : قد دلَّ على فضل العلماء والعلم وشرفه المعقول والمنقول ؛ فمن الشواهد العقلية : أن كون العلم صفة كمال والجهل صفة نقص معلوم للعقلاء ضرورة ، ولذلك لو قيل للعالم : يا جاهل تأذى به ، ولو قيل للجاهل : يا عالم فرح وإن علم كذب القائل ... إلخ [13] .
* وكان يُقال : أربعة لا يأنف منهن الشريف : قيامه من مجلسه لأبيه ، وخدمته لضيفه ، وقيامه على فَرَسِه وإن كان له عبيد ، وخدمته العَالِم ليأخذ من علمه [14] .
* وقيل : لا يستخف أحدٌ بمن تعلم منه علماً إلا وضيع خامل أو رفيع جاهل [15] .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه الدارمي في سننه 1 / 110 .
[2] رواه الدارمي في سننه 1 / 91 .
[3] رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1 / 240 .
[4] جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1 / 262 .
[5] رواه الدارمي في سننه 1 / 91 .
[6] جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1 / 580 .
[7] رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1 / 497 .
[8] رواه الترمذي 5 / 50 .
[9] جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1 / 211 .
[10] جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1 / 142 .
[11] الفقيه والمتفقه للبغدادي 1 / 15 .
[12] رواه الدارمي في مسنده 2 / 530 .
[13] فيض القدير للمناوي 4 / 370 .
[14] جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1 / 542 .
[15] محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني ص 15 .
منقول
فنسأل الله ان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا
فهو النافع العليم
وهو ولى ذلك والقادر عليه