أشعرهم أنك تحب الخير لهم ..
كلما كان قلبك مملوءاً بالمحبة والنصح للآخرين .. كلما صرت صادقاً في مهاراتك في التعامل معهم ..
وكلما أحس الناس بحبك لهم .. ازدادوا هم أيضاً لك محبة وقبولاً ..
كانت إحدى الطبيبات تمتلئ عيادتها الخاصة دائماً بالمراجِعات ..
وكانت المريضات يرغبن في المجيء إليها دائماً وكل واحدة تشعر أنها صديقة خاصة لهذه الطبيبة ..
كانت هذه الطبيبة تمارس مهارات متعددة تسحر بها قلوب الآخرين ..
من ذلك .. أنها اتفقت مع السكرتيرة أنها إذا اتصلت إحدى المريضات تريد أن تتحدث مع الطبيبة
أو تسألها عن شيء يخص المرض ..فإن السكرتيرة تسألها عن اسمها ..
وترحب بها .. ثم تطلب منها التكرم بالاتصال بعد خمس دقائق ..
ثم تأخذ السكرتيرة الملف الخاص بهذه المريضة .. وتناوله للطبيبة .. فتقرأ الطبيبة معلومات المرض ..
وتنظر إلى بطاقتها الخاصة .. ومعلوماتها الكاملة بما فيها وظيفتها وأسماء أولادها ..
فإذا اتصلت المريضة .. رحبت بها الطبيبة .. وسألتها عن مرضها ..
وعن فلان ولدها الصغير .. وأخبار وظيفتها ..و..
فتشعر المريضة أن هذه الطبيبة تحبها جداً لدرجة أنها تحفظ أسماء أولادها وتتذكر مرضها ..
ولم تنس مكان عملها .. فترغب في المجيء إليها دائماً ..
أرأيت أن امتلاك القلوب وأسرها سهل جداً ..
،
ولا بأس أن تعبر عن محبتك للآخرين بكل صراحة ..
سواء كانوا أباً أو أماً .. أو زوجة أو أبناء .. أو زملاء وجيران ..
لا تكتم مشاعرك نحوهم .. قل لمن تحبه : أنا أحبك .. أنت غالٍ إلى قلبي ..
،
أذكر أني ذهبت مرة لأداء العمرة ..
وكنت خلال طوافي وسعيي أدعو للمسلمين جميعاً .. بالحفظ والنصر والتمكين ..
وربما قلت : اللهم اغفر لي واغفر لأحبابي وأصحابي ..
وبعد انتهائي من شعائرها .. حمدت الله على التيسير ..
ثم اكتريت فندقاً لأبيت فيه .. فلما وضعت رأسي على وسادتي كتبت رسالة عبر الهاتف الجوال أقول فيها :
"الآن أنهيت العمرة وتذكرت أحبابي وأنت منهم فلم أنسك من الدعاء الله يحفظك ويوفقك " ..
انتهت الرسالة
أرسلتها إلى الأسماء المخزنة في ذاكرة الهاتف .. كانت خمسمائة اسم ..
لم أكن أتصور التأثير العجيب لهذه الرسالة في قلوب الآخرين ..
منهم من أرسل إليّ : والله إني أبكي وأنا أقرأ رسالتك .. أشكرك أنك ذكرتني بدعائك ..
وآخر كتب : والله يا أبا عبد الرحمن ما أدري بم أرد عليك ! ولكن جزاك الله خيراً ..
والثالث كتب : أسأل الله أن يستجيب دعاءك .. ونحن والله لآ ننسآك
نحن في الحقيقة نحتاج بين الفينة والأخرى أن نُذَكّر الناس بأننا نحبهم ..
وأن كثرة مشاغل الدنيا لم تنسنا إياهم ..
ولا بأس أن يكون ذلك بمثل هذه الرسائل
،
أما رسول الله صلى الله علية وسلم فقد كان ياسر قلوب الناس بروعة أخلاقه ..
وقدرته على إظهار محبته الصادقة لهم ..
كان الناس يشعرون أنه صلى الله عليه وسلم يحبهم..فكانوا يهيمون به حباً ..
صلى بهم صلى الله عليه وسلم إحدى الصلوات .. فكأنه عجل بصلاته قليلاً حتى بدت أقصر من مثيلاتها ..
فلما انقضت الصلاة .. رأى صلى الله عليه وسلم تعجب أصحابه ..
فقال لهم : لعلكم عجبتم من تخفيفي للصلاة ؟
قالوا : نعم ! ..
فقال صلى الله عليه وسلم : إني سمعت بكاء صبي فرحمت أمه ..!!
أرأيت كيف يحب الآخرين ..ويظهر لهم هذه آلمحبه من خلآل تعآمله
لست وحدك ..
أظهر عواطفك .. كن صريحاً : أنا أحبك .. فرحت بلقياك .. أنت غال إلى قلبي
منقول من كتاب استمتع بحياتك
للدكتور العريفى حفظه الله