الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام علي نبينا محمد ابن عبدالله وعلى آله وصحبه آجمعين .. وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد رد لي في موضوع بخصوص لفظ ( عليه السلام ) و ( صلى الله عليه وسلم ) و ( رضي الله عنه )
وقد جاء ردي بأن لفظ ( عليه السلام ) خاصة بالأنبياء والرسل , و ( صلى الله عليه وسلم ) خاصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم , و ( رضي الله عنه / عنهم / عنها ) خاصة بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته وبناته رضوان الله عليهم جميعاً ...
ومن باب التوضيح نقلت لكم هذه الفتوى
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي بخصوص (عليه السلام ) لمن نقولها؟ ولماذا نقول للصحابة رضي الله عنهم ؟هل هناك دليل وهل يجوز قول رضي الله عنه لتابعي أو شخص في هذا الزمان؟ أم هذا قول خاص بالصحابة فقط؟ ولماذا نقول اللهم صل وسلم على نبينا وآله وصحبه وسلم؟ لماذا نقول آله؟ ولماذا صحبه؟ هل طلب الرسول الكريم منا قول هذا الشيء؟ وبارك الله في وقتكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جرت العادة في أن لفظ "عليه السلام" تقال في حق الأنبياء عليهم السلام، وفي حق نبينا صلى الله عليه وسلم، والأكمل في حق النبي صلى الله عليه وسلم أن يقال: "عليه الصلاة والسلام" لأن الله أمر بالصلاة عليه والتسليم.
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب: 56].
وقد ورد قولها في حق بعض الأنبياء والرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام.. الحديث، رواه البخاري .
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث طويل: فذكرت قول سليمان عليه السلام "رب اغفرلي" رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم عن الكعبة: لبنيته على أساس إبراهيم عليه السلام. رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم: فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري.. الحديث. رواه البخاري .
وأكثر العلماء على أن هذه الصيغة "عليه السلام" لا تقال إلا للأنبياء، كما هو مبين في الفتوى رقم: 37150.
وقول السائل: لماذا نقول عن الصحابة: رضي الله عنهم؟
نقول: ذلك لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه رضي عنهم.
قال تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [الفتح: 18]. وكانوا ألفا وأربعمائة.
وقال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ التوبة: 100].
ولا خلاف بين العلماء في استحباب الترضي عن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
وأما غير الصحابة، فهل يجوز أن يقال في حقهم" رضي الله عنهم" فقد اختلف العلماء في ذلك، والذي عليه الجمهور استحباب الترضي عن غير الصحابة أيضا من العلماء والعباد والصالحين، ويكون هذا من باب الدعاء، وهذا اختيار النووي رحمه الله.
وأما الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم في تشهده في الصلاة: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. رواه الشيخان و النسائي في عمل اليوم والليلة.
وقد أحسن من قال:
آل النبي هم أتباع مِلَّتهِ من سائر العجم والسودانِ والعرب
لو لم يكن أهله إلا قرابته صلى المصلي على الطاغي أبي لهب
وللفائدة نحيل السائل إلى الفتوى رقم: 10967، والفتوى رقم: 35633. على الموقع.
والله أعلم.
المصدر / الشبكة الإسلامية